وهم الشرعية الدولية !
وأصبح العدو يستخدم هذا المصطلح في تمرير أي شيء يريده على دول العالم ولاسيما دول المنطقة الإسلامية، فتحتل بلدان المسلمين وتغزوها باسم الشرعية الدولية، وتؤيد هذا التيار أو ذاك باسم الشرعية الدولية وتطلق على من يخالف منهجهم مسمى "إرهابى" وكل ذلك باسم الشرعية الدولية ومن خرج عن ذلك فهو خارج عن الشرعية الدولية!!
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
إن الشرعية الدولية ترمي إلى الاحتكام والالتزام بمنهج أو ميثاق وضعته الدول الكبرى ليحكم علاقات الدول في هذا العالم وفقاً لتشريعاتهم ومعاييرهم وأعرافهم ومصالحهم، وهذا المنهج الوضعي هو تلك القوانين التي وضعتها الدول التي أسست منظمة الأمم المتحدة بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية - وصاغت قوانينها لمصالحها ومصالح حلفائها في تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ فوضعت ما سمته بميثاق الأمم المتحدة لتكون له المرجعية الأولى في كل قضية من قضايا العالم حيث تستمد الشرعية الدولية منه الأحكام والقرارات وتستند إليه في الخلافات والنزاعات والإجراءات.
وأصبح العدو يستخدم هذا المصطلح في تمرير أي شيء يريده على دول العالم ولاسيما دول المنطقة الإسلامية، فتحتل بلدان المسلمين وتغزوها باسم الشرعية الدولية، وتؤيد هذا التيار أو ذاك باسم الشرعية الدولية وتطلق على من يخالف منهجهم مسمى "إرهابى" وكل ذلك باسم الشرعية الدولية ومن خرج عن ذلك فهو خارج عن الشرعية الدولية!!
إن ميثاق الأمم المتحدة قانون ليس كأي قانون وضعي عادي وليس هو مجرد وثيقة تأسيسية لمنظمة الأمم المتحدة، فقد جعله واضعوه أكبر من ذلك بكثير، إن خبراء القانون الدولي وفقهاؤه يعلنون بوضوح وصراحة، أن الميثاق هو أعلى مراتب المعاهدات الدولية، وأعظم قواعد القانون الدولي مكانة! ولذلك نصت المادة (103) من هذا الميثاق نفسه على أنه: (إذا تعارضت الالتزامات التي يرتبط بها أعضاء الأمم المتحدة وفقاً لأحكام هذا الميثاق مع أي التزام دولي يرتبطون به، فالعبرة بالتزاماتهم المترتبة على هذا الميثاق).
ومعنى ذلك، أنه لا يجوز لأي دولة ملتزمة بهذا الميثاق أن تبرم أي اتفاق دولي أو تختار وتلتزم بشرع بينها وبين دولة أخرى تتعارض أحكامه مع القواعد والأحكام الواردة في ميثاق الأمم المتحدة،! ومعلوم أنه لا يمكن لأي دولة الانتساب لعضوية الأمم المتحدة حتى تعلن التزامها واحترامها لهذا الميثاق وتسلم له تسليماً.
فمتى سنظل معترفين بهذا الميثاق الباطل الذي يقيد حريتنا ؟؟
وإلى متى سنظل نعيش ذلك الوهم الذى صنعته "أمريكا".
وهم الشرعية الدولية !!