الجزء المفقود من الجزء الأول من المصنف(3)
ملفات متنوعة
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
بيان من أساتذة الحديث
بجامعة الملك سعود يؤكدون فيه بطلان الجزء المنسوب لمصنف عبدالرزاق بن
همام
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين وبعد:
فقد تابع أساتذة الحديث بجامعة الملك سعود باهتمام كبير الحديث الدائر
حول «الجزء المنسوب لمصنف عبدالرزاق»، وحيث إنَّ هذا الموضوع داخل في
اختصاص الأساتذة الكرام ومحل اهتمامهم فقد شكلت لجنة للنظر في هذا
الجزء ودراسته، وبعد الاطلاع على الجزء المذكور، وما كتب حوله من نقد
وبيان -خاصةً ما كتبه الشيخ محمد زياد التكلة؛ والذي توسع وبيّن من
وجوه أنَّ ما نشره الدكتور/عيسى بن عبدالله الحميري زاعماً أنه القسم
المفقود من مصنف عبدالرزاق باطل وهو افتراء على الإمام عبد الرزاق-
ظهر للجنة ما يلي:
1- بطلان الجزء المنسوب لمصنف عبدالرزاق بن همام من وجوه عديدة ليس
هذا موضع التوسع في ذكرها.
2- وجوب مناصرة العلماء والمشايخ الذين كتبوا في نقد هذا العمل
القبيح، وإحالة من قام بهذا العمل المنكر إلى القضاء الشرعي، حتى يلق
جزاءه، ويكون رادعاً لغيره من المتلاعبين، حماية لجناب الدين، وصيانة
للسنة المطهرة من عبث العابثين.
3- أنّ هذه جريمة لم تعهد في هذا العصر بهذه الصورة مما يجعل للردّ
عليها وبيان زيفها أهمية قصوى، وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قوله «من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من
النَّارِ».
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أساتذة الحديث بجامعة الملك
سعود:
شهادة ذهبية من الشيخ
الكَمَداني:
الشيخ أديب الكَمَداني أحد المشتغلين بعلم الحديث ومخطوطاته في دمشق،
وله رسائل وتحقيقات حديثية، وهو أبرز أصحاب الشيخ فريد الباجي
التونسي، انتقل منذ سنوات للعمل باحثاً شرعياً في أوقاف دبي، وإماماً
وخطيباً في بعض مساجدها، فكانت له صلة عمل مباشرة مع الحميري قبل أن
يُطرد الأخير من رئاسة أوقاف دبي.
وكان وصلني عنه طرفٌ من أخبار المخطوط عبر أحد أصحابه وأصحابنا من
طلبة العلم البارزين في دمشق، ثم يسّر الله التحدث معه مطولاً عبر
الهاتف من منـزل صاحبنا المشار إليه، وكان في المجلس غيرهما من طلبة
العلم، وذلك ليلة الجمعة 11 محرم 1427.
فحدثني الشيخ أديب عن المخطوط، وكان مما أخبرني (وروايتي بالمعنى):
نظراً لشغف الحميري وولعه الشديد بحديث النور، وسؤاله عن مخطوطات مصنف
عبد الرزاق؛ أحب بعض من لا خلاق له من بريلوية الهند أن يُتحفه به،
فزوّر المخطوط، وأرسل له مجلدين منه، ولما وصل المخطوط من الهند فرح
الحميري به فرحاً شديداً، وأولم لأجله وليمة كبيرة!
وعرض الحميري المخطوط على الكمداني ومحمود سعيد ممدوح، فأصر الأول على
أنه مفترى، وقال إنه موضوع حديثاً جداً بالنظر لورقه وخطه، فضلا عن
المتون التي فيه بتلك الأسانيد، وقال لي الشيخ أديب: إنني لا أعطي
للمخطوط عمراً أكثر من سنتين أو نحو ذلك! وكان الحميري مصراً على
استبعاد مسألة الوضع، أما ممدوح فكان يحاول إرضاء الاثنين والتوفيق
بينهما!
وقال لي الشيخ أديب إنه طلب من الحميري أن يقوم بفحص المخطوط في مركز
جمعة الماجد في دبي لتأكيد حكمه بالتزوير، ونظراً لحداثة كتابة
المخطوط فقد طالب الحميري أيضاً أن يطلب ممن أحضر له المخطوط أن يذكر
له الأصل المنسوخ منه، فلما سئل أجاب: إن مخطوطه نُسخ من مكتبة في
الاتحاد السوفييتي، واحترقت المكتبة في الحرب!! ثم طالبهم بتكملة
المصنف الذي أرسلوا منه مجلدين فقط، فلم يردوا عليه! وطلب الشيخ أديب
من الحميري صورة من المخطوط فأبى الحميري!
وقال الشيخ أديب إن هذا الكلام كان سنة 2001 بتقويم النصارى تقريباً،
وبعدها أُخرج الحميري من الأوقاف، فلم يلتق معه بعدها إلا مرتين أو
ثلاثة، وأرسل له أخباراً في أن يقوم بتخريج الكتاب له، وقابلها
بالرفض، ثم رأى الكتاب مطبوعاً سنة 2005م.
وقلت للشيخ أديب: هل تأذن لي بنقل هذا الكلام عنك، وهل تخشى أن يصيبك
حرج في ذلك؟ فقال: أنا مسؤول عن كلامي هذا، ولا مانع من نقله عني، وإن
شئت كتبتُ لك إفادتي خطياً، لأن التحرير أضبط في العبارة من
المذاكرة.
فهذا ما ذكره لي الشيخ أديب، جزاه الله خيرا على موقفه الشجاع هذا
وإفادته وإبرائه لذمته، وأسأل الله أن يسدده ويوفقه لما يحب
ويرضى.
وفيما يلي أسماء كبار العلماء وطلبة العلم الذين أجمعوا على بطلان تلك
القطعة الموضوعة والتي نسبت زوراً وبهتاناً وكذباً لمصنف عبد الرزاق
الصنعاني رحمه الله:
سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، والعلامة الشيخ عبد
الرحمن بن ناصر البراك، والعلامة الشيخ محمد الأمين بوخبزة المغربي،
والشيخ مساعد البشير الحسيني السوداني، والشيخ عبد القدوس بن محمد
نذير الهندي، والشيخ عبد الله بن حمود التويجري، والشيخ سعد بن عبد
الله الحميّد، والشيخ سعد بن ناصر الشثري، والشيخ عبدالله بن عبد
الرحمن السعد، والشيخ خالد الدريس، والشيخ محمد بن تركي التركي،
والشيخ إبراهيم بن حماد الريّس، والشيخ علي بن عبد الله الصياح،
والشيخ تيسير بن سعد أبو حيمد، والشيخ عبدالمحسن التخيفي، والشيخ محمد
بن موسى آل نصر، والشيخ مشهور بن حسن آل سلمان، والشيخ علي بن حسن
الحلبي، والشيخ سليم الهلالي، والشيخ صالح الدرويش، والشيخ عمر بن
موفق النشوقاتي الدمشقي، والشيخ عبد العزيز بن فيصل الراجحي، والشيخ
أديب الكمداني الشامي، إضافة إلى جماعة من مشايخ الحديث في باكستان
كما أخبرني شيخنا العلامة ثناء الله المدني مفتي لاهور.
وممن كذّب الجزء شفاهاً ولا أعلمه كتب فيه: العلامة الشيخ محمد أديب
الصالح، والعلامة الشيخ محمد بن لطفي الصباغ، والعلامة الشيخ صبحي
البدري السامرائي العراقي، والعلامة الشيخ ثناء الله بن عيسى خان
المدني مفتي لاهور، والشيخ مقتدى حسن الأزهري الهندي، والشيخ عبد الله
التليدي المغربي، والشيخ الحسن بن الصديق الغماري المغربي، والشيخ
محمد عجاج الخطيب الدمشقي، والشيخ عدنان آل عرعور، والعلامة الشيخ عبد
الكريم بن عبد الله الخضير، والشيخ عبد العزيز بن محمد السعيد، والشيخ
عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي الهندي، والشيخ محمد بن ناصر
العجمي الكويتي، والشيخ عثمان بن محمد الخميس الكويتي، والشيخ حمزة
المليباري، وجماعة.
إضافة إلى عدد من طلبة العلم المعروفين، مثل الشيخ سعد السعدان،
والشيخ صالح العصيمي، والشيخ صلاح الشلّاحي، والشيخ عبد الوهاب بن عبد
العزيز الزيد، والشيخ عمر بن سليمان الحفيان، والشيخ بندر الشويقي،
والشيخ أحمد بن عبد الملك عاشور المدني، والشيخ رياض بن عبد المحسن
السعيد، والشيخ عبد الرحمن بن عمر الفقيه الغامدي، والشيخ بدر بن علي
بن طامي العتيبي، والشيخ رياض الخرقي الشامي، والشيخ خالد السباعي
المغربي، والشيخ حمزة بن علي الكتاني المغربي، والشيخ بدر العمراني
المغربي، وجماعة.
فهؤلاء المسمَّون قريب من خمسين من أهل العلم من مختلف البلدان؛ من
الهند شرقاً إلى أقصى المغرب، نحو نصفهم يحمل الشهادة العالية
(الدكتوراة) في العلوم الشرعية، وجلُّهم أساتذة جامعات ومتخصصون في
الحديث، وفيهم جماعة من كبار العلماء، وكلهم أجمعوا على بطلان الجزء،
وأنه موضوع مفترى.