حروب غير المسلمين.. بلا رحمة!

راغب السرجاني

لكي تتضح لنا الصورة بشكلٍ أكبر وأوضح لا بد من استعراض "الواقع" الذي مارسه غير المسلمين فيما يُسمَّى بالحضارات القديمة، وكذلك الحضارات الحديثة، ليعلم كل باحث عن الحقيقة مَنْ هو الرحيم حقًّا، ومَنْ الذي تغلغلت القسوة في فؤاده، حتى فقد فطرته الإنسانية، وصار يتعامل كخَلْقٍ غريب لا نعرف أصله ولا طبيعته!

إننا سنعرض هنا إلى الموجز اليسير لبعض الحوادث -بل الكوارث- الإنسانية التي توضح ما نقصده، والتي كان الشعار الغالب عليها جميعًا هو: "بلا رحمة"!

  • التصنيفات: التاريخ والقصص - أحداث عالمية وقضايا سياسية -

رؤية غير المسلمين للرحمة:

لقد وضحت رؤية المسلمين للرحمة، والأهم من ذلك أنه قد ظهرت لنا التطبيقات الفعلية لهذا الخلق العظيم في حياة سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تشير بوضوح إلى أن القواعد المثالية الرائعة التي جاءت في الشرع الحكيم، ونطق بها الرسول الكريم، لم تكن مجرَّد نظريات فلسفية صعبة التطبيق؛ إنما كانت واقعًا حقيقيًّا عاشه المسلمون وغير المسلمين، في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وفي حياة من جاءوا من بعده، وساروا على نهجه وهديه.

ولكي تتضح لنا الصورة بشكلٍ أكبر وأوضح لا بد من استعراض "الواقع" الذي مارسه غير المسلمين فيما يُسمَّى بالحضارات القديمة، وكذلك الحضارات الحديثة، ليعلم كل باحث عن الحقيقة مَنْ هو الرحيم حقًّا، ومَنْ الذي تغلغلت القسوة في فؤاده، حتى فقد فطرته الإنسانية، وصار يتعامل كخَلْقٍ غريب لا نعرف أصله ولا طبيعته!

حال غير المسلمين في حروبهم:

لعل أبرز ما يُميِّز الحروب التي يشنها الغرب على العالم الإسلامي، أو الحروب التي تنشب داخل العالم الغربي نفسه هي القسوة المفرطة التي تصل إلى حد البشاعة، وإذا قَبِلَ البعض هذه القسوة بين المتحاربين -وهي غير مقبولة في الإسلام- فكيف يُفسَّر التنكيل الذي يحدث بالمدنيين بعد انتهاء الحرب؟ فلا نجد حرمة لنساء ولا أطفال ولا أسرى ولا ممتلكات ولا أماكن عبادة!

إننا سنعرض هنا إلى الموجز اليسير لبعض الحوادث -بل الكوارث- الإنسانية التي توضح ما نقصده، والتي كان الشعار الغالب عليها جميعًا هو: "بلا رحمة"!

الحروب الصليبية:

يصف المستشرق الشهير جوستاف لوبون بشاعة الحروب الصليبية قائلًا: "وكان سلوك الصليبيين حين دخلوا القدس غير سلوك الخليفة الكريم عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحو النصارى حين دخلها منذ بضعة قرون، حيث عقد الصليبيون مؤتمرًا أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس، من المسلمين، واليهود، وخوارج النصارى، الذين كان عددهم نحو ستين ألفًا، فأفنوهم عن بَكْرَةِ أبيهم في ثمانية أيام، ولم يستثنوا منهم امرأة ولا ولدًا ولا شيخًا! فقد قطعت رءوس بعضهم، وبُقِرت بطون بعضهم، وحُرِّق بعضهم في النار، فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار!" (جوستاف لوبون؛ حضارة العرب: [326-327]).

محاكم التفتيش:

شهدت إنجلترا في عهد الملكين "هنري الرابع، وهنري الخامس" (1399-1422)م موجة من الإعدامات للمخالفين للكنيسة الكاثوليكية بطريقةٍ بشعة، فقد كان الإعدام بواسطة الإجلاس على الخازوق! ولم يلغَ هذا الأسلوب نهائيًّا إلا في سنة 1676م! أي أن الإعدام بالخازوق قد استمرَّ هناك قرابة ثلاثة قرون (د. توفيق الطويل: قصة الاضطهاد الديني في المسيحية والإسلام: [81]).

وفي أسبانيا وصل عدد ضحايا هذه المحاكم إلى: 31.000 أُحرِقوا بالنار، و290.000 عُذِّبوا بعقوباتٍ لم تبلغ حد الإعدام.

أما في هولندا فقد بلغ تِعداد الضحايا في عهد الملك "تشارلز الخامس" (1337-1380)م 100.000 ضحية.

وفي عهد ابنه وولي عهده؛ سيق إلى المقصلة[1] الرجال والنساء والأطفال، حتى بلغ عدد الضحايا 50.000 إنسان. واستمر هذا المسلسل من القهر حتى القرن السابع عشر الميلادي (د. توفيق الطويل: قصة الاضطهاد الديني في المسيحية والإسلام: [87-88]).

وفي فرنسا؛ في عهد الملك "تشارلز التاسع" (1550-1574)م، ذبح الكاثوليك أكثر من 20.000 من البروتستانت.

وفي عهد الملك "لويس الرابع عشر" (1638-1715)م؛ تجدَّدت المذابح ضد البروتستانت، فسيق الكثيرون إلى الإعدام.

ومن نجا من القتل خيَّرهم الملك بين الارتداد عن البروتستانتية إلى الكاثوليكية وبين الهجرة من فرنسا، فهاجر نصف عدد البروتستانت -أي نحو نصف مليون- ذهبوا إلى هولندا وإنجلترا وبروسيا وأمريكا (د. توفيق الطويل: قصة الاضطهاد الديني في المسيحية والإسلام: [97-99]).

التتار:

لا يمكن -ونحن نتدارس حروب الآخرين- أن ننسى العاصفة التترية التي اجتاحت العالم أجمع، لتأكل الأخضر واليابس، ويكفي أن نذكر من مآسيهم ما فعلوه إثر سقوط عاصمة الخلافة الإسلامية مدينة بغداد (656هـ) حيث قُتِلَ الخليفة ومعاونيه ومعهم مليون مسلم ما بين رجل وامرأة وطفل وشيخ!

لقد استمرَّ التقتيل أربعين يومًا كاملة رغم استسلام المسلمين! (د. راغب السرجاني: قصة التتار، ص: [157]).

إبادة الهنود الحمر:

لقد تعرَّض الهنود الحمر في القرون الأربعة الماضية إلى سلسلة من حروب الإبادة بمختلف الوسائل؛، لقد كان عدد السكان الأصليين في الأمريكتين يبلغ 150 مليون نسمة، ينتمون إلى أربعمائة قبيلة، أين هم الآن؟ لقد تمَّت إبادتهم بالكامل، ومحو تاريخهم وآثارهم، ولعله لم يبقَ منهم الآن أكثر من مليون إنسان فقط! (منصور عبد الحكم: الإمبراطورية الأمريكية البداية والنهاية، ص: [33]).

أما في العصر الحديث؛ وبالتحديد إذا نظرنا إلى القرن العشرين الميلادي الذي تولَّى زعامته العالم الغربي بلا منازع، وشهد طفرة علمية مذهلة.

إلا أنه -وللأسف- شهد كمًّا من العنف والدمار لم تشهده الإنسانية منذ بدء الخليقة، وفيما يلي نتعرَّض للبعض اليسير مما عاناه العالم الإنساني بصفة عامة خلال مائة عام فقط تحت قيادة الغرب المتحضِّر!

الحرب العالمية الأولى: (1914-1918)م:

حدثت عند مطالبة ألمانيا بمصالح استعمارية في العالم تتضارب مع مصالح الدول الاستعمارية الكبرى، فاشتعل العالم أجمع وانقسم إلى فريقين متحاربين، وكانت المعارك قاسية على الأطراف المتحاربة وظهرت فيها أسلحة جديدة أشد فتكًا!

وانتهت هذا الحرب بهزيمة ألمانيا وحلفائها، وقُدِّر عدد القتلى بنحو عشرة ملايين إنسان، وبلغ عدد الجرحى عشرين مليونًا، وقد أُنشِئت بعد ذلك عصبة الأمم لمنع مثل هذه الحروب مستقبلًا، ولكن هيهات! (ماجد اللحام: معجم المعارك الحربية، ص: [363]).

مذبحة قيرغيزستان (1916-1917)م:

قامت روسيا القيصرية في أواخر أيامها بهذه المذبحة في إطار سياستها القمعية تجاه المسلمين بآسيا الوسطى بشكلٍ عام بهدف القضاء على العقيدة الإسلامية؛ وبالفعل قامت القوات الروسية بالعديد من المذابح الدموية في هذه المنطقة، وفي قيرغيزستان فقط تم قتل 150.000 مسلم (د. فؤاد السيد: أعظم أحداث العالم، ص: [170]).

الحرب الإسبانية (1936-1939)م:

هي حرب أهلية ضارية اندلعت في إسبانيا إثر صراع على السلطة استمر 3 سنوات، وكانت محصلتها 600.000 قتيل، منهم 210.000 أُعدِموا من قبل الأطراف المتنازعة، وقد انتهى هذا الصراع الدامي باستيلاء الجنرال فرانشيسكو فرانكو على مقاليد الحكم في عام 1939م ليبدأ فترة حكمه الديكتاتوري والذي استمر لمدة 35 عامًا وانتهى بموته (د. أحمد كنعان: ذاكرة القرن العشرين، ص: [98]).

حركة التطهير السوفيتية (أغسطس 1936م):

لقد رُوِّع العالم بما جرى في الاتحاد السوفيتي في أغسطس 1936م، حين تم القبض على مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين بتهمة التنظيم لاغتيال الزعيم الروسي ستالين، وبعد تقديمهم إلى محاكمات صورية، صدر الحكم بالسجن لمعظم المتهمين، وتم نفي بعضهم إلى سيبيريا الجليدية، كما تم إعدام بعض المتهمين رميًا بالرصاص (هـ. أ. ل. فِشر: تاريخ أوروبا الحديث، ص: [667]).

الحرب اليابانية الصينية (1937-1943)م:

احتلت اليابانُ الصينَ؛ ومارست قواتها القسوة والوحشية بلا حساب، وقد بلغ عدد الضحايا الصينيين من القتلى والجرحى والمرضى بسبب غزو اليابان 5 مليون و620 ألف شخص، وقد حدثت في هذه الفترة العديد من المذابح الرهيبة، أشهرها مذبحة مدينة نانكين الصينية، والتي قُتِلَ فيها أكثر من 200.000 صيني، وتم اغتصاب 20.000 امرأة (د. هشام عبد الرءوف حسن: تاريخ اليابان الحديث والمعاصر، ص: [241-244]).

الحرب العالمية الثانية (1939-1945)م:

في عام 1939م؛ بدأت الأحداث المروِّعة للحرب العالمية الثانية، والتي شارك فيها 15.600.000 مقاتل، واستمرت زهاء ست سنوات (1939-1945)م، وتُعَدُّ هذه الحرب أكثر الحروب البشرية دموية على مدار التاريخ، ولقد خسر فيها الجميع، حيث خرجت الولايات المتحدة الأمريكية المنتصرة بحصيلة قتلى بلغت 292.000 من قواتها المسلحة، وخسر الاتحاد السوفيتي 750.000 قتيل، وخسرت الصين بمفردها 2.200.000 قتيل[2]، وبلغ عدد الجرحى 80 مليونًا، كما خلّفت ملايين لا تحصى من المعوقين والمشردين والمفقودين! (د. أحمد كنعان: ذاكرة القرن العشرين، ص: [99]).

معركة بريطانيا (أغسطس 1940م):

وتُعدُّ من المعارك الشهيرة في الحرب العالمية الثانية؛ وبدأت عندما قرَّر الألمان غزو بريطانيا، وقد قاومت المدن الإنجليزية، واستعصت على الألمان، فلجأت ألمانيا النازية إلى شن غارات جوية عنيفة على مختلف المدن البريطانية، وقد استمرت هذه الغارات المتواصلة لمدة خمسة أشهر، مما أدَّى إلى دكِّ مدن بالكامل، مثل مدينة برمنجهام ومانشستر وشفيلد، بالإضافة إلى مقتل 23.000 مدني! (هـ. أ. ل. فِشر: تاريخ أوروبا الحديث: [674-675] بتصرُّف).

الغارات الجوية على ألمانيا (1943-1945)م:

بدأت سلسلة هذه الغارات في يناير 1943م؛ وقامت بها الولايات المتحدة الأمريكية بالاشتراك مع بريطانيا وكانت موجهة بشكلٍ مركّز على المدن الألمانية، وقد خلَّفت هذه الغارات قرابة المليون شخص ما بين قتيل وجريح، وكلهم من المدنيين الألمان، كما دمَّرت هذه الغارات أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون بيت ومبنى تدميرًا كاملًا، ولم تتوقف هذه الغارات إلا مع سقوط برلين وانهيار المقاومة الألمانية بعد أن صارت معظم مدنها خرابًا (هـ. أ. ل. فِشر: تاريخ أوروبا الحديث: [702-710]).

هيروشيما ونجازاكي (أغسطس 1945م):

إن من أبشع صور القسوة مع المدنيين ما حدث لسكان مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين؛ ففي صباح يوم 6 أغسطس 1945م أُسقطت القنبلة الذرية الأمريكية الأولى على مدينة هيروشيما، فمات على الفور 70.000 مواطن ياباني، والعجيب أنه بعد ثلاثة أيام فقط ألقت أمريكا القنبلة الثانية على مدينة نجازاكي فمات على الفور 60.000 مواطن آخر، وقد صرَّحَ مجلس مدينة هيروشيما إن عدد قتلاها ارتفع في سنوات قليلة إلى 230.000 إنسان بسبب ما خلَّفته القنبلة من إشعاعات، كما وصل عدد الجرحى إلى 157.000 شخص (د. هشام عبد الرءوف حسن: تاريخ اليابان الحديث والمعاصر، ص: [238-240]).

تقسيم الهند (يونيو 1947م):

فور إعلان قرار تقسيم الهند وإعلان دولة باكستان كموطن للمسلمين؛ بادر الهندوس إلى الاعتداء على المسلمين في الولايات التي صارت جزءًا من الدولة الهندية، واتخذ الاعتداء صورًا وحشية بالغة القسوة، مما اضطر المسلمين إلى الفرار من الهند إلى الأراضي الباكستانية، مخلِّفين وراءهم أموالهم وديارهم، فكانت هجرة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا. إذ بلغ عدد المهاجرين 10 مليون مسلم خلال بضعة شهور قليلة! (د. رأفت غنيمي: تاريخ آسيا الحديث والمعاصر: [101- 103]).

الحرب الكورية (1950-1952)م:

التي قامت فيما بين الكوريتين؛ كوريا الشمالية بدعم من الصين، وكوريا الجنوبية بدعم من أمريكا، وقد أسفرت الحرب الكورية عن مقتل قرابة 3 مليون شخص من الكوريتين! وذلك بخلاف الجرحى والمعاقين والمفقودين (د. رأفت غنيمي: تاريخ آسيا الحديث والمعاصر: [419-420]).

تصفية المعارضين في الصين (فبراير 1951)م:

قاد الزعيم الصيني "ماو تسي تونج" العديد من الحملات الداخلية للقضاء على المعارضين له؛ ففي عام 1951م -وتحت عنوان القضاء على الثورة المضادة- تم اعتقال عدد هائل من المواطنين، كما حُكِم بالإعدام على الكثير من الشخصيات العامة، وقد اعترف "ماو تسي تونج" أنه -في هذه الحملة فقط- تم تصفية 800.000 شخص من المناوئين لسياساته[3]، كما كان يفتخر بأنه دفن 46.000 عالِم وهم أحياء! (كونراد زايتس: الصين، ص: [254]).

مأساة تركستان الشرقية (1949- 1953)م:

لقد استخدمت الصين أبشع الوسائل لقمع الشعب المسلم في تركستان الشرقية، لقد قسَّمت بلادهم، وغيَّرت اسمه إلى إقليم سيكيانج، وحظرت تعليم الديانة الإسلامية، ونكَّلت بالمعارضين وقتلتهم، حتى بلغ عدد القتلى من المعارضين المدنيين 100.000 مسلم، وذلك فيما بين عامي (1949-1953)م (د. محمد حرب: الإسلام في آسيا الوسطى والبلقان، ص: [173] بتصرُّف).

حرب فيتنام (1964-1975)م:

شنَّت الولايات المتحدة حربًا شاملة ضد فيتنام الشمالية؛ وقد أسفرت الحرب عن مقتل 3 مليون فيتنامي معظمهم من المدنيين، وخلّفت أكثر من 30.000 معوق، و40.000 لاجئ، فضلًا عن المدن العديدة التي دُمِّرت تدميرًا كاملًا (ذاكرة القرن العشرين ص: [100]).

مذبحة صبرا وشاتيلا (سبتمبر 1982م):

قامت بها القوات الإسرائيلية بقيادة آرييل شارون -الذي عُيَّن رئيس وزراء لإسرائيل لاحقًا- وقد حاصر شارون مخيمي "صبرا وشاتيلا" في جنوب لبنان للاجئين الفلسطينيين، وقام بعملية بشعة من عمليات التصفية الجسدية الجماعية، فقد راح ضحيتها 800 ما بين 3000-3500 مدني من النساء والرجال والأطفال[4]، والعجيب أن المجزرة تمَّت في معظمها بالأسلحة البيضاء، وفي خلال 36 ساعة فقط! وكان شعار القائد شارون فيها: "بدون عواطف!" [5].

حرب الإبادة في رواندا (1990-1994)م:

خلال أربعة سنوات؛ حدثت توترات أهلية بين قبيلتي الهوتو والتوتسي، تطوَّرت بعد ذلك إلى حربٍ بهدف الإبادة، وقد بلغت الخسائر في الأرواح بسبب أزمة رواندا ملايين الأنفس، منهم 800.000 من ضحايا الإبادة، ومليونان من اللاجئين خارج رواندا، ومليون ونصف مشرَّد داخل بلده! (تقرير: حالة اللاجئين في العالم، ص: [245-247]).

مجزرة المسلمين في البوسنة والهرسك (1992-1995)م:

حدثت هذه المجزرة في أعقاب تفكُّك الاتحاد اليوغسلافي، وبتحريض من بعض الدول الأوروبية المجاورة قام الصرب بسلسلة من الجرائم الإرهابية للمواطنين المسلمين في مدينتي البوسنة والهرسك، مما أسفر عن عشرات الآلاف من القتلى[6]، وإمعانًا في القسوة والقهر شرع الجنود الصرب في اغتصاب نساء المسلمين، وقد قدَّرت الأمم المتحدة عدد ضحايا هذه الجريمة بأنهم ما بين 20.000 إلى 50.000 امرأة[7]، وقد تم اكتشاف ثلاثمائة مقبرة جماعية مليئة بجثث المسلمين المشوَّهة[8]، وما زالت المقابر الجماعية للمسلمين في البوسنة والهرسك تُكْتَشف يومًا بعد يوم حتى الآن!

مأساة الشيشان (1994-1997)م:

تُمثِّل هذه الفترة إحدى المراحل الهامة في كفاح الشعب الشيشاني المسلم من أجل الحصول على استقلاله من القبضة الروسية، وتأتي أهمية هذه الفترة بأنها شهدت اعتراف الاتحاد السوفيتي -السابق- بالحق الشيشاني في الاستقلال وتقرير المصير، ولم تنتزع الشيشان هذا الاعتراف من الدبِّ الروسي بسهولة؛ فقد ضحَّى الشعب الشيشاني بالكثير وقاسى من ويلات العنف الروسي ما يصعب احتماله، فقد بلغ إجمالي ضحايا الشيشان 104.000 ضحية من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال بعد تعرُّضِهِم لعمليات إبادة وحشية، تم فيها استخدام أقسى أنواع الأسلحة المحرَّمة دوليًّا (محمود عبد الرحمن: تاريخ القوقاز، ص: [193] بتصرُّف).

ــــــــــــــــــ

[1]- (آلة تُستخدم للإعدام؛ وتتكون من شفرة حديدية تسقط من أعلى على رقبة مَن يُراد إعدامه، فتقطع رقبته في الحال).

[2]- (هيثم هلال: موسوعة الحروب، ص: [445]).

[3]- (كونراد زايتس، الصين: [197-199]).

[4]- (جواد أحمد: المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ص: [46]).

[5]- (د. طارق محمد السويدان: فلسطين التاريخ المصور، ص: [333-335]).

[6]- (د. أحمد بن علي تمراز، حسين عمر سباهيتش: جمهورية البوسنة والهرسك قلب أوروبا الإسلامي، ص: [69-72] بتصرُّف)

[7]- (تقرير أشكال العنف، ص: [60])

[8]- (هيثم هلال، موسوعة الحروب، ص: [494])

Editorial notes: بتصرُّفٍ يسير.