تونس الخضراء.. متى موعد الانقلاب؟!
هناك من يريد الآن في تونس أن يستلهم الانقلاب من مصر! الوضعان بينهما تشابه كبير، لكن المفارقة الوحيدة ربما هو أن في حين قام الانقلاب بمصر لخلع الرئيس الإسلامي؛ فإنه في تونس لا حديث عن الرئيس اليساري؛ فالمستهدف هو الإسلام وحده، أو من يحمله كمشروع مهما بلغ من قدرته على تحقيق أوامره ونواهيه بدقة أم لا.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
(شغل.. حرية.. كرامة وطنية)
(عيش.. حرية..كرامة إنسانية)
تشابه الشعارين لـ(الثورتين) التونسية والمصرية، ليس إلا تعبيراً عن تشابهات كثيرة في البداية والمسار والمصير؛ فلقد أريد لهما أن تكونا قفزة إضافية نحو التغريب، وكسر لقوة التيار الإسلامي؛ فاعترضهما إصرار من القوى الإسلامية المحافظة على المضي في طريق عودة الشعبين إلى أصليهما.. لكن كانت المؤامرة... حصل الانقلاب في مصر قبل شهر عبر سلسلة من الخطوات، تسير اليوم بحذافيرها في تونس.
د. إيرينا موخوفا الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قالت لتليفزيون روسيا اليوم أن المصريين قد استلهموا (ثورتهم) من التونسيين، لكن هناك من يريد الآن في تونس أن يستلهم الانقلاب من مصر! الوضعان بينهما تشابه كبير، لكن المفارقة الوحيدة ربما هو أن في حين قام الانقلاب بمصر لخلع الرئيس الإسلامي؛ فإنه في تونس لا حديث عن الرئيس اليساري؛ فالمستهدف هو الإسلام وحده، أو من يحمله كمشروع مهما بلغ من قدرته على تحقيق أوامره ونواهيه بدقة أم لا.
(النهضة) هي غرض السهام اليوم في تونس، وأما الطرق فاعتيادية مثلما كان الحال في مصر:
انفلات أمني ممنهج، والمتهم: (النهضة) برغم أن حكومتها ائتلافية، ولا هيمنة لها حقيقية على ملف الأمن والعسكر... شيطنة إعلامية للحركة ولحكومتها، وحث على الكراهية، ودعاية سوداء ضد منفذي المشروع الإسلامي، لا يوفر نهضاويا ولا سلفيا... تضخيم واضح لأعداد المحتجين على سياسة الحكومة... اعتداءات على مظاهرات النهضة دون مناوئيها!!
اتهامات متوالية بمسؤولية (إسلاميين) عن العنف المستشري في أرجاء البلاد، ولا وقفة لتفسير ذلك؛ فالجميع مجمع إعلامياً على أن (الإسلاميين) يهوون العنف حتى لو دمر مشروعهم أو لم يكن له محض فائدة واحدة لبرنامجهم السياسي، وبرغم قطعه الطريق على التنمية التي يرجونها لإنجاح برنامجهم الانتخابي.. لكن ثمة عنف، و(الإسلاميون) مسؤولون.. والسلام!
مظاهرات متوالية، واحتشادات، وفي الأخير (اعتصام باردو) لإنهاء المجلس التأسيسي، حيث الحالة المصرية بالتطابق، نريد إقصاء الحكومة لكن عند التمكن لا بد من إطاحة المجلس الوحيد المنتخب تمهيداً للتعيين وصبغ الدولة باليسارية اللائكية (العلمانية).
حرق مساجد، وجمعيات تحفيظ قرآن، واستهداف كل ما هو إسلامي، وفي الحالة التونسية تفرد عن نظيرتها العلمانية المصرية؛ فالنهضاويون يحرقون المساجد بأنفسهم لإلصاقها باللائكيين، بينما الإخوان بمصر يقتلون أنفسهم ليستجلبوا التعاطف! فالمجني عليه لا بد أن يتحول إلى جانٍ، والإسلام لا بد أن تنتهك معالمه ومساجده.
ومع كل هذا؛ فالإسلاميون في تونس مثل مصر، مدعومون من الولايات المتحدة ضد الأطهار اليساريين المناضلين! دون النظر إلى تواطؤ الأمريكيين ضد إسلاميي مصر ومساهمتها الواضحة في الانقلاب الدموي بالمحروسة.
إنها الدعاية السوداء الجوبلزية التي نجحت في مصر في تهيئة المناخ للانقلاب، وفي تونس فإن عملية (تمجيد) و(تقديس) الجيش الخاضع لفرنسا ماضية في طريقها تنسج على المنوال المصري من أجل وضعه في دور المنقذ والمخلص الذي يتوجب له أن يتدخل (لإنقاذ) البلاد مدفوعة (برغبة عارمة) تذكيها حركة تمرد اليسارية لتسميم الوضع السياسي بعد الأمني لتعبيد السبيل لعسكرة تونس كمصر.
وفي كل هذا؛ فإن المراقبين يتهيئون الآن لتدخل (المنقذ) لتنفيذ المخطط الذي رسم في إسرائيل ويجري تنفيذه في دول الربيع العربي من أجل تمكين الليبرالية الجديدة بيسارها وملحديها...
لكن هل انتهت المعركة؟!
لا... إنها قد بدأت للتو...