لمن أراد الخير و (التوافق)
إننا في زمن اشتدت فيه الحاجة لرأب الصدع بين جميع التيارات، خاصةً أولئك الذين نذروا أنفسهم للبلاغ -سواء في دروسهم، أو محاضراتهم، أو خطبهم، أو منابرهم الإعلامية- وأن يتنبهوا لأعواد الثقاب التي تلقى بين الفينة وأختها بينهم وبين إخوانهم من أهل العلم؛ فإن في المبادرة حسمًا لمادة الفرقة والشر، وحفاظًا على وحدة الصف، وإرغامًا للشيطان، وإرضاءً للرحمن، وليبرهنوا للناس أن الخلاف بين العلماء خلاف في الأفهام والعقول، وليس خلافًا في القلوب والنفوس.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
إننا في زمن اشتدت فيه الحاجة لرأب الصدع بين جميع التيارات، خاصةً أولئك الذين نذروا أنفسهم للبلاغ -سواء في دروسهم، أو محاضراتهم، أو خطبهم، أو منابرهم الإعلامية- وأن يتنبهوا لأعواد الثقاب التي تلقى بين الفينة وأختها بينهم وبين إخوانهم من أهل العلم؛ فإن في المبادرة حسمًا لمادة الفرقة والشر، وحفاظًا على وحدة الصف، وإرغامًا للشيطان، وإرضاءً للرحمن، وليبرهنوا للناس أن الخلاف بين العلماء خلاف في الأفهام والعقول، وليس خلافًا في القلوب والنفوس.
إن كثيرًا ممن بوّأه الله مكانةً في العلم والدعوة، وصار له مؤيِّدون وأنصار لأقواله؛ يدركون هذه الحقيقة، لكن يقع منهم -أحيانًا- بطء في المسارعة لقطع الطريق على المحبين -فضلًا عن المتربصين- فتزداد الهوّة الموهومة، ثم تكون المهمة في الردم أصعب وأشد.
إن المتابِع لما يُقال ويُكتب سيجد أن كثيرًا من الفجوة المصطنعة بين الكبار ليست حقيقية، وإنما هي فجوة يسيرة ضخّمها الأتباع، وساهموا في توسيعها، بينما لو التقى المتبوعون لم يكن بينهم إلا الود والاحترام، وتبادل النصيحة بالأسلوب الشرعي.
قال يونس: "ناظرتُ الشافعي يومًا في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال لي: يا أبا موسى! ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة"؟!
إن العلماء والدعاة والسياسيين لهم الدور الأكبر في قطع الطريق على بعض المحبين والأتباع، الذين يساهمون -بقصد أو بغير قصد- في إذكاء نار الفرقة، ولو أنهم أدركوا أن القوة في وحدة الهدف مع اختلاف الطريقة لهان على البلاد والعباد خلافهم، فهم أعلم أن من علامة كِبَرِ النفوس وسموّها؛ تعاليها عن حظوظ النفس، وفرز الخصومات الشخصية عن الاختلاف الذي سببه الطريقة.
وهذه المسألة مما تختلط فيها الأوراق عند بعض الفضلاء من الرموز، -فضلًا عمن سواهم-، وهو عدم التفريق بين الخلاف الشخصي، وخلاف الهدف، وهو صورةٌ من صور فَقْدِ ميزان الإنصاف والعدل.
وليذكروا من تاريخهم المجيد أنه لما أراد أن يسب خالد بن الوليد عند سعد بن أبي وقاص، فقال له سعدٌ واعظًا بقوله وفعله "مه!! إن ما بيننا لم يبلغ ديننا".
يا محبي (مصر) والله ما لها إلا هذه، ترفعوا عن خلافاتكم، وضعوا مصلحة بلادكم وأهليكم وأتباعكم، فقط بمجرد تنازل للتفاهم مع الآخر، فقط لبيان صدق نواياكم ببيان عملي.. وإن لم تفعلوا .. فسامحونا لستم من محبي (مصر)..
مبروك رمضان