في القيامة
- التصنيفات: الدار الآخرة - الشعر والأدب -
هذهِ الدُّنْيا مَسَافَاتُ سَفَرْ *** لَيسَتْ الدُّنيا خُلُودٌ وَإقَامَةْ
وَنَعِيمٌ وَانْشِرَاحٌ وَسَلامَةْ *** آخرُ الدُّنيا اضْطِرابٌ وَقِيَامَةْ
فِي القِيَامَةْ
حَسْرَةٌ تَأكلُ لُبَّ الظَالمينْ *** فَرَّطُوا في الحقِّ وَالدِّينِ المُبينْ
لَيتَهُمْ كَانُوا تُراباً مُعدَمينْ *** وَيَوَدُ المرءُ لَو يُؤتى عَلامَة
فِي القِيَامَةْ
مَشْهَدٌ تَضْطَرِبُ منهُ النُفُوسْ *** وَيَشِيبُ الطِفْلُ مِنْ هَولِ الحُبُوسْ
يومَ لا يَنْفَعُ جَاهٌ وَفُلوسْ *** يَنْفَعُ الإنْسَانَ دَرْبُ الاسْتِقَامَةْ
فِي القِيَامَةْ
نَاطِقٌ بِالحَقِّ جِلدُ المُذنِبينْ *** وأيادٍ تَفضَحُ الشَّرَّ الدَّفينْ
فَلِسَانُ المَرءِ مَعْقُودٌ سَجِينْ *** حِينَها؛ لن يَنْفَعَ المَرءَ النَدَامَةْ
فِي القِيَامَةْ
يُحْشَرُ في النَّارِ أَنْفُ المُتَكَبِّرْ *** وَبِقَاعِ النَّارِ يُرمَى، بهِ تَسْعُرْ
رُبَّما كَانَ (أُباما) رُبَّ (قَيْصَرْ) *** يطأُ النَّاسُ عَليهِمْ، لا كَرَامَةْ
فِي القِيَامَةْ
تَخْشَعُ الأَصْواتُ للرَّبِّ الرَّحِيمْ *** يُسْمَعُ الهَمْسُ خُشُوعاً للكَريمْ
يَنْجُو مِنّا صَاحِبُ القَلْبِ السَّلِيمْ *** دَعَواتُ اللَّيلِ مَا تُبْري ذِمَامَه
في القِيَامَة
سَوفَ يُبدِي اللهُ أَسْراراً وَأَخْفَى **** يَشْرَحُ الكُتَّابُ آثامَناْ وَصْفَا
لم يَفُتْ أقْلامُهُمْ قَولاً وَحَرْفَا *** فَسَعيدٌ صَدَّقَ الفِعْلُ كَلامَه
فِي القِيَامَةْ
يُحْشَرُ النَّاسُ حُفاةً وعُرَاةْ *** يُتْركُ المالُ وَفَخْرُ الأَدَوَاتْ
قَدْ جَمَعْنَاها لِدُنْيا تُرَّهَاتْ *** وَعَلِمْنَا خَاتَمَ المالِ انهِزَامَه
فِي القِيَامَةْ
سَوفَ لَنْ يُجْدِي جَمالٌ *** وَسُفُورْ وَرَفاهٌ وَدَلالٌ وَغُرُورْ
إنَّمَا يُجْدي حِجَابٌ بهِ نُورْ *** فَاطلُبي السِّتْرَ وَكُونِي لَهُ شَامَة
فِي القِيَامَةْ
سيُساقُ المرءُ، أَقْتَابُهُ دَلْقَى *** يَأكُلُ الزَّقُومَ، وَالمُهْلَ سَيُسْقَى
آمِرٌ بِالعُرْفِ وَاسْتَحْسَنَ فِسْقَا *** كُشِفَ السُّوءُ، لَمْ يُغْنِ لِثَامَه
فِي القِيَامَةْ
يَفْضَحُ اللهُ مَنْ كَانَ يُنَافِقْ *** يَزْعُمُ الخَيرَ، وَالشَّرَّ يُوافِقْ
جُرْمُهُ المَشْهُودُ مَعْلُومُ الوَثَائِقْ *** دَرَكٌ في النَّارِ مَحْجُوزٌ مَقَامَه
فِي القِيَامَةْ
كُلُّ فَردٍ لاهِثٍ يَبغِي رَئِيسَه *** عَلَّهُ يُنْجِيهِ أَو كَانَ أَنِيْسَه
أَو عَسَاهُ يَمْنَعُ الوَجهَ عَبُوسَه *** فَائِزٌ مَنْ يَرْتَضِي المَاحِيْة إمَامَهْ
فِي القِيَامَةْ
كلُّ إنْسَانٍ كِتَابَه، بِيَمِينٍ أَو شِمَالْ *** فَيَمينٌ بِجِنَانٍ، غُرُفَاتٍ لا مُحَالْ
وَشِمَالٌ وَيْلَهُ بِئْسَ المآلْ *** قُضِيَ الأَمْرُ، فَالحَقَّ تَمَامَه
فِي القِيَامَةْ
تَدْنُو شَمْسُ الهَولِ مِنْ جَمْعِ الخَلائِقْ *** تَجْزَعُ الأَرْواحُ مِنْ حَرٍّ وَطَارِقْ
بَعْضُهُمْ خَاضَ بِرَشْحِهْ، بَعضُ غَارِقْ *** فَارتِفَاعُ الرَشْحِ يُفضِي ما خِتَامَه
فِي القِيَامَةْ
يَلْبَسُ الآباءُ تِيجَانَ الوَقَارْ *** إنَّهُمْ بِالحَقِّ آبَاءٌ كِبَارْ
حَفَّظُوا الأَبْنَاءَ قُرآنَ الفَخَارْ *** حَبَذَا التِيجَانُ فَخْرَاً وَسَلامَة
في القيامة
يَشْفَعُ الصَّالحُ مِنّا وَالشَّهيدْ *** عَمَلُ الإنسانِ فَصْلٌ، أَغنياءٌ وَعَبيدْ
عَلَّ عَبْداً فَاقَ ذا جَاهٍ مَديدْ *** فَتَرى ذَا المالِ يَسْتَجدي غُلامَه
في القيامة
عبد الستار المرسومي