بشائر معركة الساحل السورية
منذُ فترةٍ طويلةٍ، ومنذ بدايات الثورة السوريةوجميعُ المحللين السياسيين والعسكريين يتحدثون عن أهمية تحريك الجبهةالساحلية السورية، تلكَ الجبهةُ التي ظلت هادئةً طوال السنوات الثلاث من عمر الثورة، اللهم إلا من بعض المناوشات والتحركات التي ما لبثت أن هدأت بعد فترةٍ وجيزةٍ.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية - مواضيع إخبارية -
منذُ فترةٍ طويلةٍ، ومنذ بدايات الثورة السورية وجميعُ المحللين السياسيين والعسكريين يتحدثون عن أهمية تحريك الجبهة الساحلية السورية، تلكَ الجبهةُ التي ظلت هادئةً طوال السنوات الثلاث من عمر الثورة، اللهم إلا من بعض المناوشات والتحركات التي ما لبثت أن هدأت بعد فترةٍ وجيزةٍ.
لقد استفاد النظام السوري وشبيحتُه من هدوء هذه الجبهة التي تعتبر مَعِقلَ الطائفةِ النٌّصَيّرِيَّةِ الموالية له، حيث يزعم أنه ما يزال باستطاعته حماية مواليه وأنصاره، الأمر الذي يُؤَمِّنُ له دوام استمرارِ الحاضنة الشعبية الطائفية التي يحتاج إليها في إطالة أمد وجوده.
لا أحد من السوريين يعلمأسباب عدم تحريك هذه الجبهة إلى الآن رغم الفوائد الكثيرة التي يمكن أنتحققَها إشعال هذه الجبهة على الثورة سياسياً وعسكريًا؛ أما سياسيًا: فإنها تعتبر أهم وسيلة ضغط على النظام للخضوع لمطالب الشعب السوري، وذلك من خلال الضغوط التي سيتعرض لها من أبناء طائفته النصيرية حين يصل ما حلَّ بالسوريين من قتلٍ وتشريدٍ ودمارٍ إلى عقر دارهم، أما وهم في أمن وأمان واطمئنان فإنهم سيدعمون النظام بدل أن يضغطوا عليه للخضوع لمطالب الشعب.
وأما عسكريًا: فمنالمعلوم أن الساحل السوري هو خط الإمداد الأهم لقوات بشار المتبقية في كل من مدينة (حلب) و(إدلب)، كما أن تحريك هذه الجبهة يقطع الطريق على النظامالسوري بالتفكير في تقسيم (سوريا)، والاحتفاظ بمنطقة الساحل السوري له في آخر المطاف.
على كل حال فقد أعلن الثوار انطلاق معركة تحرير الساحل السوري من قبضة النظام منذ أيام، وها هي بعض البشائر تأتي من هناك، تبدأ بسيطرةالثوار على معظم مدينة (كسب) الحدودية مع تركيا، ولا تنتهي – إن شاء الله -بمقتل أخطر وأهم شبيحة بشار- وابن عمه كما ذكرت بعض المصادر في اللاذقية (هلال الأسد) وعددًا من مرافقيه.
فقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: "إن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا اليوم الاثنين على الجزء الأكبر من مدينة (كسب) الحدودية مع تركيا في محافظة (اللاذقية)، وأكد مدير المرصد رامي (عبد الرحمن) أن مسلحي المعارضة وصلوا إلى الساحة الرئيسية في مدينة (كسب) التيسيطروا على معظم أنحائها، وأوضح أن المعارك لا تزال جارية على أطراف المدينة.
وبينما نفى مصدر أمني في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية سقوط المدينة كما هو متوقع، مؤكدا على أن المعارك لا تزال مستمرة، والموقف غيرواضح، إلا أن الصور والفيديوهات التي تناقلتها وسائل الإعلام تؤكد وصولالثوار إلى هناك على الأقل في الوقت الراهن.
وإذا كان من الطبيعي أن يحاول النظام السوري استرجاع ما فقده في تلك المنطقة الحساسة والاستراتيجية، حيث أفاد ناشطون بأن تعزيزات عسكرية كبيرة مدعومة باللجان الشعبية والشبيحة وصلت لمحيط مدينة (كسب)، ودخلت في اشتباكات مع مسلحي المعارضة في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة الإستراتيجية، فإنه من الطبيعي أيضاً والمفروض أن تصل تعزيزات مشابهة -وربما أكثر- إلى الثوار المرابطين هناك لمواجهة وصد قوات النظام.
وهو ما طالب به ممثلو الحراك الشعبي وقياديون فيالمعارضة كلا من (الائتلاف الوطني السوري) و(الجيش الحر)، وذلك من خلال وضع معارك الساحل الطويلة التي لا تزال في بداياتها في (اللاذقية) غرب البلاد على (قمة أولويات) العمل السياسي والعسكري؛ لأنها تشكل (الضربة الحاسمة) لنظام بشار.
وعلى الرغم من انتقاد قائد الجبهة الغربية والوسطىفي هيئة الأركان التابعة لـ(الجيش السوري الحر) العقيد (مصطفى هاشم)، في شريط مصور بث في موقع (يوتيوب)، نقص الدعم لمقاتليه، إلا أن الجميع يأمل أن لا يتأخر هذا الدعم حتى يتم الاحتفاظ بإنجازات الثوار على الأرض.
وإذا كانت سيطرة الثوار على معظم مدينة (كسب) الحدودية من أهم بشائر معركة الساحل، فإن خبر مقتل ابن عم بشار (هلال الأسد) قائد قوات الدفاع الوطني في محافظة (اللاذقية)، وما لا يقل عن 7 عناصر كانوا برفقته، خلال اشتباكات في بلدة (كسب) الحدودية كان الخبر الأبرز والأهم محليًا ودوليًا وثوريًا. وإذا كان خبر مقتل (هلال الأسد) خلال عملية لمقاتلي المعارضة استهدفوا خلالها المربع الأمني في اللاذقية والمشروع السابع -حيث يقيم مقربون من عائلة (الأسد)وقيادات الشبيحة- قد أصبح مؤكدًا بعد اعتراف الإعلام الرسمي السوري بذلكوتسميته (بالشهيد)، فإن خبر مقتل (علي وكفاح الأسد) ابني عم بشار أيضًا لم يؤكد بعد، إذ لم تذكره سوى مصادر خاصة بقناة الحدث فقط.
ومن المعلوم أن عائلة الأسد تسيطر على جميع المؤسسات الأمنية والسياسية والاقتصادية السورية، وكأن سورية مزرعة تقاسموها فيما بينهم، فقد وردت بعض المعلومات عن (هلال الأسد) بأنه كان رئيس الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة سابقًا ، كما كان مدير مؤسسة الإسكان العسكرية في اللاذقية أيضًا، وبعد تشكيل جيش الدفاع الوطني (الشبيحة) عين قائداً له في اللاذقية.
و(هلال) شخصية مشهورة في سورية عامة واللاذقية خاصة بأعماله التشبيحية المبالغ بوحشيتها -اعتقالات واختطاف وتعذيب- حيث يعمل تحت إمرته أكثر الشبيحة شراسة فيالساحل السوري كما أكده ناشطون.
ولعل من أقذر ممارسات (هلال) التشبيحية بحق أهل السنة والثوار في محافظة (اللاذقية) هو اختطاف فتيات على خلفية اختباء إخوتهن المطلوبين، حيث لا يتم الإفراج عن الفتيات إلا بعد أن يسلم إخوتهن أنفسهم، وقد وثق ناشطون اعتقال 4000 مدني خلال فترة الثورة على يد(هلال) وزبانيته. إنها بوادر البشائر التي تهل على ثوار سورية في بدايات معركة الساحل، فهل ستستمر هذه البشائر من خلال الدعم الكامل لهذه المعركة المصيرية ؟؟