(11) شخصيات كردية بارزة 2-2
أثار استياء الاتحاد الأوروبي الذي اشترط على تركيا إلغاءه لنيل عضوية الاتحاد.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
قاضي محمد
رئيس ومؤسس أول دولة كردية في التاريخ الحديث، ويعتبره الكرد بطلا أسطوريًا ورمزًا للحرية والكفاح في تاريخهم.
هو ابن القاضي علي بن قاسم بن ميرزا أحمد، ولد لأسرة غنية عام 1901م في مدينة مهاباد الإيرانية القريبة من مناطق الحدود الإيرانية مع الاتحاد السوفياتي (سابقًا).
عُرف عن قاضي محمد اهتمامه بأمور العلم والشريعة والفقه الإسلامي، وإتقانه مع لغته الكردية الأم العربية والتركية والفارسية والفرنسية إلى جانب إلمامه بالإنجليزية والروسية.
عين مسؤولاً ثقافيًا في مهاباد عندما افتتحت أول مدرسة بالمدينة، حيث شجع الناس على تعلم العلوم والفنون لمواجهة ما كان يوصف بالاضطهاد والظلم بحق الكرد، عارض القبلية بشدة، وعرف عنه تواضعه واهتمامه بالفقراء. وتشير الكتابات الكردية إلى التأثير الكبير لشخصية قاضي محمد بين مختلف طبقات الشعب الكردي.
تأثر قاضي محمد بالأفكار الديمقراطية والوطنية، وانضم في ثلاثينيات القرن المنصرم إلى حزب خويبون الذي تأسس عام 1927م.
عام 1942م تأسست جمعية بعث كردستان، وتركز نشاطها في مهاباد، ثم تحول اسمها عام 1945م إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني وكان بزعامة قاضي محمد، وكان برنامجه يتلخص في تحقيق الحرية بإيران، والحكم الذاتي لكردستان داخل الحدود الإيرانية، والإخاء مع الشعب الأذربيجاني وكل الأقليات غير الفارسية، وانتشرت شعبية الحزب في المنطقة وضمت مختلف فئات الكرد.
استثمر قاضي محمد ظروف ضعف الحكم في طهران ووجود القوات السوفاتية في الأراضي الإيرانية، ليعلن يوم 22 يناير/كانون الثاني 1946م قيام ما عرف بجمهورية مهاباد أو جمهورية كردستان الديمقراطية بالوصف الكردي، وانتخب رئيسا لها.
حاول التفاوض مع حكومة طهران حول علاقة جمهوريته بوصفها سلطة حكم ذاتي بالحكومة المركزية، لكن الحكومة الإيرانية ردت في ديسمبر/كانون الأول 1946م بإرسال حملة عسكرية (بعد انسحاب القوات السوفياتية من إيران) نجحت في القضاء على الجمهورية الكردية الفتية.
اعتقلت القوات الإيرانية قاضي محمد، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالإعدام إلى جانب عشرات من مساعديه، ونفذ فيه الحكم نهاية مارس/آذار1947 بساحة جوار جرا بمهاباد التي أعلن منها ولادة جمهوريته.
مصطفى البارزاني
رجل أثار الجدل وشغل المنطقة لنحو ربع قرن، يصفه الكرد بالزعيم الخالد، ويطلق عليه خصومه أوصافًا تبدأ بالدهاء ولا تنتهي بالخيانة، لكن أحدًا لا يستطيع أن ينكر على الملا مصطفى البارزاني إصراره وقدرته على المناورة السياسية وزعامته للحركة الكردية في العراق طوال عدة عقود بلا منازع.
سمي بالملا لمكانة عائلته الدينية التي ورثتها عن جده وأبيه، وبدأ في عمر مبكر رحلة العمل المسلح، فقد شارك على رأس قوة من مائتي مقاتل في حركة الشيخ محمود الحفيد عام 1919م بينما كان في السادسة عشرة فقط، وسافر عام 1920م إلى تركيا مبعوثًا من أخيه الأكبر أحمد البارزاني للتنسيق مع الشيخ سعيد بيران الذي قاد بعد ذلك حركة واسعة ضد حكم أتاتورك، وبعد ذلك بنحو عقد كان قد بدأ رحلة طويلة من التحرك المسلح ضد الحكومات العراقية حتى موته.
في عام 1932م شارك بصحبة أخيه في مقاتلة القوات العراقية المدعومة من البريطانيين، لكن الحركة فشلت، ونفي الملا مصطفى إلى السليمانية عام 1933م حيث بقي عشر سنوات ليهرب بعدها عائدًا إلى قريته بارزان التابعة لأربيل شمال العراق.
في عام 1945م عاد لمقاتلة القوات العراقية، لكن حركته انتهت ليتوجه إلى مهاباد الإيرانية حيث أعلنت أول جمهورية كردية بمساعدة السوفيات عام 1946، وليتولى هناك قيادة جيش الجمهورية الناشئة بعد أن منحته موسكو رتبة جنرال حتى لقب لفترة بالجنرال الأحمر.
كان من بين قادة جمهورية مهاباد القلائل الذين تمكنوا من الهرب قبل انهيار تلك التجربة الكردية في نفس عام إنشائها، فقد نجا من جيش شاه إيران الذي اقتحم مهاباد وأعدم رئيسها ومساعديه، لكنه قبل ذلك كان قد أسس في مهاباد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي عرف آنذاك بالبارتي، وأرسل مساعديه إلى السليمانية ليعقدوا أولى مؤتمرات الحزب هناك.
هرب إلى الاتحاد السوفياتي بعد أن ضاقت به السبل، ولم يعد منها إلى العراق إلا بعد ثورة تموز 1958م التي أطاحت بالملكية، حيث استقبله زعيم الثورة عبد الكريم قاسم بحفاوة ومنحه الكثير من الامتيازات، لكن ذلك لم يكن كافيًا لحل المشكلة الكردية، فاستأنف الملا مصطفى عام 1961م حركته المسلحة ضد قاسم التي استمرت هذه المرة أربعة عشر عاما متصلة برغم تغير الوجوه والنظم الحاكمة في بغداد.
في عام 1975م عقد العراق اتفاقية مع إيران أنهت طهران بموجبها دعمها لحركة الملا مصطفى، فانهارت قواته على الفور وبدأ من جديد رحلة لجوء إلى إيران ثم إلى أميركا قبل أن يموت هناك عام 1979م متأثرا بمرض السرطان.
خلال حياته تقلب البارزاني في تحالفاته مع أطراف عديدة لدعم حركاته المسلحة، فقد تحالف مع إيران وسوريا وأميركا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي وإسرائيل من أجل تحقيق أهدافه، لكن خصومه الذين يعترفون بدهائه السياسي والعسكري يتهمونه بتفويت فرص عديدة للحل وبالارتهان للقوى الأجنبية التي دعمته على حساب الأمن العراقي لا سيما من خلال علاقاته الوثيقة مع الكيان الصهيوني، أما أنصاره فيقولون إنه من وضع القضية الكردية على الطاولة الدولية وإنه فعل ما كان يتوجب فعله لخدمة قضية الكرد حسب وصفهم.
جلال الطالباني
أول رئيس كردي للعراق منذ تأسيسه قبل أكثر من ثمانين عامًا، وزعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، تميز بتغير تحالفاته وإقامته علاقات متحولة شملت مختلف الأطراف، على سيرة معلمه القديم الملا مصطفى البارزاني الذي ما لبث أن انشق عنه ليؤسس لنفسه كيانًا سياسيًا وعسكريًا سحب جزءًا من سلطة العائلة البارزانية في كردستان العراق.
ولد جلال حسام الدين الطالباني صيف عام 1933م، وانضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني الأب نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، وخلال بضع سنين أصبح عضوا قياديا في الحزب.
درس الحقوق في بغداد، وبدأ نشاطاته الخارجية مبكرًا، فقد سافر عام 1957م إلى موسكو ودمشق مروجا لدولة كردية، وأقنع الحكومة المصرية بفتح إذاعة كردية من القاهرة.
عمل في الصحافة الكردية السرية منها والعلنية، وخدم كضابط مجند في الجيش العراقي قبل أن يصبح من قادة البيشمركة الكردية في حركة البارزاني المسلحة عام 1961م، لكنه استمر في العمل السياسي رئيسا للوفد الكردي المفاوض مع الحكومة العراقية عام 1963م، وممثلا للبارزاني في جولة شملت عدة دول أوروبية في نفس العام.
بدأت تحولات الطالباني العلنية بدءا من عام 1965م، حينما شكل مع آخرين جناحًا منشقًا عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، وشارك مع الحكومة العراقية العام التالي في حملة عسكرية ضد قوات الملا مصطفى فيما اعتبره كثير من الكرد وصمة في تاريخه، لكن فصيله المنشق انحل عام 1970م بعدما عقد الملا مصطفى اتفاقا مع الحكومة العراقية فيما عرف ببيان 11 مارس/ آذار.
في عام 1975م أسس الطالباني في دمشق -التي منحته جواز سفر دبلوماسي- حزبه الحالي الاتحاد الوطني الكردستاني بعد قليل من انهيار قوات البيشمركة وخروج الملا مصطفى من العراق إثر اتفاق الجزائر بين العراق وإيران، وتبنى اتجاها يساريا وأصبح لاحقا عضوا في الاشتراكية الدولية، لكن علاقاته بالغرب لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا تواصلت بقوة.
في عام 1976م بدأ الطالباني حركة مسلحة ضد السلطة المركزية، وتمركز نشاطه العسكري في منطقة السليمانية التي أصبحت بعد ذلك معقله، ومع بدء الحرب العراقية الإيرانية مطلع الثمانينيات فشلت محاولات السلطة المركزية للتفاوض معه، وقد استغل تلك الحرب للمناورة في علاقاته بين إيران وسوريا من جانب والسلطة في بغداد من جانب آخر، الأمر الذي دعم مركزه في كردستان لا سيما بعد وفاة البارزاني الأب عام 1979م.
يتهمه بعض الشيوعيين العراقيين بالتعاون مع المخابرات العراقية ورئيسها آنذاك برزان التكريتي حينما قام بالهجوم لصالحها على موقع للحزب الشيوعي العراقي في منطقة بشتا شان المعزولة شمال العراق في مايو/أيار 1983م وارتكاب ما يصفونه بالمجزرة هناك، كما يتهم بالتعاون مع القوات الإيرانية خلال الحرب، وقد تعرضت قواته لانتكاسة بعد عام 1988م مع نهاية الحرب وسيطرة الجيش العراقي على كردستان مما اضطره للجوء إلى إيران، لكن صلاته بالرئيس السابق صدام حسين تواصلت.
أسس الطالباني لنفسه إقليمًا وحكومة في السليمانية منذ انسحاب الإدارة المركزية من كردستان عام 1992م، لكنه دخل في صراع نفوذ على المنطقة مع مسعود البارزاني، وخاض الطرفان حربًا ضروسًا منذ عام 1994م، وكادت قوات الطالباني أن تقضي على قوات مسعود تمامًا بعد أن دخلت معقله في أربيل عام 1996م، لولا أن الأخير استنجد بالرئيس السابق صدام حسين الذي أرسل قوات طردت مقاتلي الطالباني الذين هربوا مع زعيمهم إلى إيران.
احتفظ الطالباني بعلاقات جيدة مع الأميركيين قبل غزو العراق وبعده، ودخل منذ البداية في العملية السياسية تحت إشرافهم وأصبح عضوًا في مجلس الحكم، ثم اختير رئيسًا مؤقتا للعراق ربيع عام 2005م، وجدد انتخابه من قبل مجلس النواب لرئاسة من أربع سنوات في أبريل/نيسان 2006م.
مسعود البارزاني
أول رئيس لكيان كردي شبه مستقل في إطار واحدة من دول الإقليم، ووريث العائلة البارزانية التي تحولت إلى زعامة تاريخية للكرد في العراق على مدى أكثر من سبعين عاما.
ولد عام 1946م وهو نفس العام الذي أسس فيه والده الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه اليوم، والمفارقة الأخرى أنه ولد في الدولة الوحيدة التي أنشأها الكرد حتى الآن وهي جمهورية مهاباد في إيران، والتي لم تستمر سوى أقل من عام واحد وشغل فيها والده الملا مصطفى منصب قائد الجيش.
خاض مع والده كل المعارك ضد الحكومة المركزية منذ عام 1961م وحتى 1975م حينما انهارت الحركة البارزانية المسلحة بعد اتفاق الجزائر بين العراق وإيران، حتى غادر مع والده لاجئا إلى الولايات المتحدة وكان قربه عند وفاته.
في عهد والده عمل مسعود رئيسا لمخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارستن) وتسلم رئاسة الحزب بعد وفاة البارزاني الأب عام 1979م، لكنه حينما عاد إلى العراق بعد ذلك لم يكن لديه القوة التي كانت لأبيه من قبل، لا سيما وأن حزب غريمه ثم حليفه بعد ذلك جلال الطالباني كان قد تصدر واجهة العمل الكردي المسلح.
يتهم بالتعاون مع إيران خلال الحرب بين عامي 1980م- 1988م، ورغم ما يشاع عن وجود صهيوني شمال العراق، فإنه لم تتأكد علاقة مسعود بالكيان الصهيوني الذين انقطعت علاقتهم بالحركة الكردية بعد عام 1975م، ومع ذلك فقد منحته منظمة تسمى الجمعية اليهودية العراقية ومقرها نيويورك لقب منقذ الشعب اليهودي، لأنه كما جاء ببيانها في الرابع من أبريل/نيسان 1987م "أنقذ حياة خمسة آلاف يهودي عراقي بين عامي 1970م و1973م".
بعد انسحاب الإدارة المركزية من كردستان عام 1992م أسهم حزبه في الإدارة المشتركة للمنطقة الكردية مع حزب الطالباني، لكن الخلافات نشبت بين الطرفين وتحولت إلى معارك عنيفة عام 1994م أسفرت عن مصرع وإصابة عشرات الآلاف من الكرد، وكادت قوات الطالباني أن تحتل معقل مسعود في أربيل لولا أن الأخير استنجد بالرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أرسل يوم 31 أغسطس/ آب 1996م كتيبة من الجيش، طردت قوات الطالباني من المدينة وأعادت البارزاني الذي كان يتهيأ للجوء إلى تركيا.
بعد غزو العراق كان له دور مباشر في العملية السياسية إذ أصبح عضوًا ورئيسًا لمجلس الحكم، وشارك في تحالف انتخابي مع الطالباني حصل على المرتبة الثانية من مقاعد البرلمان العراقي، لكنه ترك لعدد من مساعديه أن يتولوا مناصب رسمية في الحكومة العراقية، فيما فضل هو أن يكون رئيسًا لإقليم كردستان الذي توحد في إدارة مشتركة وبرلمان موحد عام 2006م، وبات يتمتع باستقلال نسبي هو أكثر ما حصل عليه الكرد في المنطقة حتى الآن.
يصر البارزاني على نيل كل ما يعتبره حقوق الشعب الكردي ومنه مدينة كركوك الغنية بالنفط، وهو لم يؤكد حتى الآن رغبته بالانفصال عن العراق لكنه يشدد على الحق في تقرير المصير، كما أنه يرفض بإصرار رفع العلم العراقي في كردستان ويستخدم بدلاً من ذلك علم إقليم كردستان ذا الشمس الصفراء في الوسط، وهو ذاته علم جمهورية مهاباد التي ولد البارزاني الابن على أرضها.
عبد الرحمن قاسملو
هو أبرز زعماء الكرد في إيران خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وواحد من المثقفين الكرد الذين روجوا لقضايا ومطالب شعبهم.
ولد عبد الرحمن قاسملو عام 1930م في وادي قاسملو المجاور لبلدة رضائية بإيران، درس في العراق وأتم دراسته في أوروبا حيث حصل على شهادة الدكتوراه من تشيكوسلوفاكيا.
انتخب عام 1973م سكرتيرًا للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بينما كان يعمل محاضرا في جامعة براغ بتشيكوسلوفاكيا، قبل أن ينتقل إلى فرنسا ليعمل في جامعة السوربون أستاذا في اللغة والتاريخ الكردي.
في أواخر عام 1978م عاد إلى كردستان الإيرانية ليؤسس هناك فروعًا لحزبه، واستولى أتباعه على مقاليد الأمور بالمناطق الكردية في الاضطرابات التي عمت البلاد خلال الثورة الإيرانية.
في أعقاب الثورة الإسلامية شعر الكرد بسير الأمور ضدهم، وتقول الروايات الكردية إنهم منعوا من المشاركة في كتابة الدستور الإيراني عام 1979م بسبب كونهم من السُنة، ولم يحصلوا في ذلك الدستور على ما يعتبرونه حقوقًا قومية فجرت مواجهات مسلحة بين الكرد والقوات الحكومية كان دور قاسملو فيها قياديا، وتم إعدام أعداد كبيرة من الكرد الإيرانيين في محاكم خلخالي الشهيرة.
حصل قاسملو على دعم العراق في مواجهته للحكم الإيراني، لكن ذلك الدعم لم يكن كافيا لمواجهة القوات الإيرانية التي أخمدت الحركة الكردية بقوة.
حاول بعد ذلك تحقيق مكاسب لشعبه عن طريق المفاوضات، وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في أغسطس/آب 1988م، دعا قاسملو للحوار مع وفد إيراني رسمي في فيينا، لكن الدعوة كانت على ما يبدو محاولة لإيقاع الزعيم الكردي في فخ إيراني.
خلال وجوده في فيينا لغرض التفاوض مع الوفد الإيراني، تم اغتيال قاسملو مع اثنين من مساعديه يوم 13 يوليو/تموز 1989م، واتهمت المخابرات الإيرانية بتنفيذ عملية الاغتيال، وغداة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران أعلنت السلطات النمساوية أنها تمتلك وثائق تؤكد ضلوع الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجاد بالمشاركة في اغتيال قاسملو.
عبد الله أوجلان
مؤسس وزعيم حزب العمال الكردستاني في تركيا، قاد حركة تمرد مسلح ضد الحكومة التركية على مدى خمسة عشر عاما، كما قاد حملات دموية لتصفية معارضيه من الكرد، ويعد بطلا قوميا مناضلا في نظر العديد من الكرد بالرغم من اختلافهم معه في توجهاته العقائدية والفكرية.
ولد عام 1949م، في بلدة أومرلي إحدى قرى ولاية أورفه الواقعة جنوبي شرقي تركيا على مقربة من الحدود السورية، انخرط في التنظيمات اليسارية منذ وقت مبكر من حياته، وفي عام 1972م ألقي القبض عليه وسجن لمدة سبعة أشهر بسبب نشاطات موالية للكرد.
أسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978م بالاشتراك مع أقرانه من الطلاب الكرد ذوي الميول الشيوعية، ليحل محل حزب التحرير الوطني لكردستان، وفضل الكفاح المسلح على "إضاعة الوقت على القضية الكردية في جدال سياسي" حسب رأيه، سعيا لقيام دولة كردستان الكبرى المستقلة. واتخذ لنفسه لقب (أبو APO).
قاد الحزب بزعامته صراعا دمويا عام 1984م ضد قوات الأمن التركية، كما اتجه إلى تصفية معارضيه من الأحزاب الكردية الأخرى.
اتخذ من دمشق ملجأ له خلال مرحلة اضطراب العلاقات التركية السورية، وأنشأ معسكرات لتدريب مقاتلي حزبه في سهل البقاع اللبناني الذي كان تحت السيطرة السورية. وقد أغلق بعض هذه المعسكرات عام 1992م بعد ضغط من تركيا على سوريا ولبنان.
حاول فتح حوار سياسي مع الحكومة التركية، فأعلن عام 1993م هدنة لوقف إطلاق النار رفضت الحكومة التركية الاعتراف بها، وكرر محاولاته بإعلان هدنة ثانية عام 1995م وثالثة 1998م وباءت كلها بالفشل.
اضطر أوجلان إلى ترك دمشق بعد تحسن العلاقات بين تركيا وسوريا، ولجأ في أكتوبر/تشرين الأول 1998م إلى روسيا، ثم تنقل بطائرة خاصة بين عدة عواصم أوروبية رفضت استقباله. ثم انطلق نحو كينيا بجواز سفر قبرصي مزور، وأقام في مبنى السفارة اليونانية في نيروبي بصفة رجل أعمال يوناني.
تمكنت قوة خاصة من القوات التركية من خطفه من كينيا في فبراير/ شباط 1999م، ونقل إلى تركيا لتدينه محكمة أمن الدولة العليا بتهمة الخيانة العظمى ومسؤولية قتل ثلاثين ألف شخص، وأصدرت قرارا بإعدامه يوم 29 يونيو/حزيران 1999م.
لم يتقدم أوجلان أثناء المحاكمة بأي دفاع في مواجهة الاتهامات، لكنه قدم اعتذاره لأسر الضحايا من الأتراك الذين قتلوا في أعمال العنف التي نفذها حزبه، كما طالب أعضاء حزبه بتسليم السلاح وترك أعمال المقاومة المسلحة، وأبدى استعداده لأن يكون وسيطًا بين تركيا والكرد بشرط عدم إعدامه.
أيدت الولايات المتحدة قرار إعدام أوجلان باعتباره "إرهابيًا دوليًا" إلا أن هذا القرار أثار استياء الاتحاد الأوروبي الذي اشترط على تركيا إلغاءه لنيل عضوية الاتحاد، فألغى البرلمان التركي عقوبة الإعدام على أوجلان وحولها إلى سجن مؤبد صيف 2001م.