خطر الكلمة

أم جويرية

  • التصنيفات: محاسن الأخلاق - الشعر والأدب -

أثر الكلمة على حياة الإنسان!

محور حياة الإنسان كلها تكمن في الكلمة! 

فما يُميّز الإنسان عن باقي المخلوقات على وجه الأرض هو الكلام والعقل.

- فالقرآن وهو كلام الله الذي تكلم به حقيقة، وأنزله على عباده ليخرجهم من الظلمات إلى النُّور.

- ودعوة الأنبياء والرسل تكمن في كلمة! وهي كلمة التوحيد.

- والدعوة إلى الله بكلمة.

- ورتّب الله الثواب أو العقاب على كلمة.

- ويدخل الإنسان في الإسلام بكلمة التوحيد، أو يخرج من الملّة بكلمة الكفر.

- ويأمن الإنسان في قبره إذا أجاب على الملكين بكلمة، أو يشقى إن لم يَقل الكلمة!

- وأمرْ الله يكمن في كلمة: {كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة من الآية:117].

- ويتم الزواج بكلمة، أو يتم الطلاق بكلمة.

- وذِكرُ الله بكلمة، وصَرْف الشيطان بكلمة.


وكم من كلمة أشعلت نيران الحروبِ أو أدّت إلى السلام..!

وكم من كلمة خربت بيوت أو ألّفت بينها..!

وكم من كلمة غيّرت مسار حياة إنسان إلى النقيض..!

وكم من كلمة قد يندمُ الإنسان عليها الباقي من عمره!

ولذلك خصّ الله ورسوله ذكر الكلمة في عدة مواضع للتنبيه على خطرها مثل:

قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18].

وقول? تعالى في الكلمة الطيبة: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم:24].

وقوله تعالى في الكلمة الخبيثة: {مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} [إبراهيم:26].

وقول رسوله صلى الله عليه وسلم في حديثِ معاذ الطويل: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟» (رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه).

وقوله صلى الله عليه وسلم: «الكلمة الطيبة صدقة» (متفق عليه).

وغيرها في مواضع عديدة..

وقال حكيم: "رُبّ كلمةٍ تقولُ لكَ دَعنِي".

وقيل في المثل: "لسانك حصانك، إن صنته صانك!".

فأُذكِّر نفسي وإياكنّ أخواتي على خطر الكلمة، فكل ما يخرج من فمك إما لك أو عليك.