وثائق تنصيرية
في مدينة (كولورادو)، بولاية كاليفورنيا الأمريكية عقدت (الكنائس البروتستانتية)، الأمريكية مؤتمرًا للتنصيِّر، ولقد أرادوا لهذا المؤتمر أن يكون مؤتمرًا تاريخيًّا، لا يطمح كالمؤتمرات السابقة للتنصيِّر بين المسلمين، وإنما يطمح إلى تنصير كل المسلمين!!
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
في مدينة (كولورادو)، بولاية كاليفورنيا الأمريكية عقدت (الكنائس البروتستانتية)، الأمريكية مؤتمرًا للتنصيِّر، ولقد أرادوا لهذا المؤتمر أن يكون مؤتمرًا تاريخيًّا، لا يطمح كالمؤتمرات السابقة للتنصيِّر بين المسلمين، وإنما يطمح إلى تنصير كل المسلمين!!
ولقد قال رئيس هذا المؤتمر الذي انعقد في مايو سنة 1978م (و.ستانلي مونيهام): "إن المجتمعين في كثير من المؤتمرات يتبادلون الرأي، ويعلنون بعض القرارات، ثم ينفضون، فتصبح قراراتهم حبرًا على ورق، ولكن بعض المؤتمرات تُغيّر مجرى التاريخ! ولا ريب أن هذا المؤتمر قد أصبح واحدًا من هذه المؤتمرات القادرة على تغيير مجرى التاريخ! فهذه هي المرة الأولى، خلال جيلين، يُعقد فيها مؤتمر يضم هذا العدد من قادة النصارى؛ ليناقشوا عملية تنصيّر المسلمين".
ومع أن الإسلام يقول عن النصارى: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة:82]، فلقد أعلنت وثائق هذا المؤتمر التي نشرت في نحو ألف صفح: "إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أُسس النصرانيِّة، والنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعيًّا وسياسيًّا، ونحن بحاجة إلى مئات المراكز لفهم الإسلام، ولاختراقه في صدقٍ ودهاء! ولذلك، لا يوجد لدينا أمر أكثر أهمية وأولوية من موضوع تنصير المسلمين".
وفي هذا المخطط التنصيري الطموح كما جاء في الأبحاث الأربعين التي قُدمت للمؤتمر، وفي المناقشات المُعمّقة التي دارت حولها أعلن المُنصرون الأمريكان، أنهم لا يستطيعون مواجهة إسلام الكتاب والسُّنَّة؛ ولذلك فإنهم يسعون إلى اختراق الإسلام الذي تختلط به في بعض البلاد بقايا الشعوذة والخرافات!
كما يسعون لاختراق الإسلام من خلال المرأة المسلمة التي تؤمن بالشياطين والعفاريت، ومن خلال الطلاِّب المسلمين المغتربين في البلاد التي لا يسود فيها الوجود الإسلامي الصحيح.
كما دعوا إلى استغلال العمالة المدنيّة الغربيّة التي تعمل في البلاد الإسلاميّة في عملية التنصير (وذلك بعد تدريبها في معسكرات تنصيرية)، لأن فرص التنصيِّر أمام هذه العمالة أكبر منها أمام المُنصريِّن الرسميين، وخاصةً في البلاد الإسلامية التي لا تسمح بالنشاط الرسمي للمنصرين!
ولأن عدد هذه العمالة المدنية أكبر بكثير من عدد المُنصريِّن (100 مقابل كل منصر واحد!).
كذلك دعت وثائق هذا المؤتمر إلى اختراق الإسلام من خلال المصطلحات، فيسهل توطينها في العقل المسلم!
كما دعوا إلى تطويع النصرانيِّة للثقافة الإسلامية كمرحلة انتقالية، وذلك حتى لا تبدو النصرانيِّة ديانة غريبة، جاء بها الرجل الأبيض في ركاب الاستعمار الغربي، كما كان الحال في المراحل السابقة للتنصِّير.
كذلك دعوا إلى تنصيِّر المسلمين بالاعتماد المتبادل مع الكنائس المحلية والوطنية في البلاد الإسلامية.
وبنص عباراتهم: "يجب أن يتم كسب المسلمين عن طريق مُنصريِّن مقبولين داخل مجتمعاتهم، ويُفضل النصارى العرب في عملية التنصيِّر!".
ولم يقف أمر هذا المخطط التنصيري عند هذه الحدود، بل لقد أعلنت وثائق هذا المؤتمر "أن صنع الكوارث في البلاد الإسلامية هو السبيل لاختلال التوازن، الذي يفتح أبواب التنصِّير أمام المحتاجين لمعونات الجمعيات التي يقف وراءها المُنصرون"!!
وبعبارة وثائق هذا المخطط: "لكي يكون هناك تحّول إلى النصرانيِّة، فلا بد من وجود أزمات ومشاكل وعوامل تدفع الناس خارج حالة التوازن التي اعتادوها؛ كالفقر، والمرض، والكوارث، والحروب، والتفرقة العنصرية والوضع الاجتماعي المتدني! وإن إحدى معجزات عصرنا أن احتياجات كثير من المجتمعات الإسلاميِّة قد جعلت حكوماتها أكثر تقبلاً للنصارى والمُنصريِّن!!".
واليوم نجد هذا المخطط التنصيري الأمريكي موضوعًا في الممارسة، والتطبيق على امتداد المجتمعات الإسلامية التي تعاني من الأزمات والكوارث والفقر والحروب!
والسؤال: أين العلماء والأغنياء المسلمون؟!
محمد عمارة