أول صادح بالقرآن

ملفات متنوعة

كان فقيرًا نحيل الجسم ضامرًا لاجاه له ولاشرف ولاعلم كان من الأوائل،
أصبح بإسلامه فقيه الأمة وعميد حفظة القرآن

  • التصنيفات: أخبار السلف الصالح -

بسم الله الرحمن الرحيم

(عبد الله بن مسعود أول صادح بالقرآن
ساقاه النحيلتان أثقل عند الله من جبل أحد)


كان غلامًا يرعى الغنم فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقالا: «يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟، فرد عليهم: أني مؤتمن ولست ساقيكم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: هل عندك شاة حائل لم ينز عليها الفحل. قال: نعم، فجاء بها فأعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح ضرعها ودعا ربه فحفل الضرع وشربوا ثم قال: للضرع اقلص فقلص، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: علمني مما قلت فقال له: إنك غلام معلم».

كان فقيرًا نحيل الجسم ضامرًا لاجاه له ولاشرف ولاعلم كان من الأوائل، أصبح بإسلامه فقيه الأمة وعميد حفظة القرآن فقد أخذ من فم الرسول صلى الله عليه وسلم سبعين سورة لا ينازعه فيها أحد وكان أول من جهر بالقرآن بصوته الحلو المثير ويقرأ: {الرَّحْمَنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ* عَلَّمَهُ الْبَيَانَ* الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ* وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ‏} [الرحمن: 1-6]، أمام زعماء قريش مشدوهون لا يصدقون أعينهم ولا آذانهم، ذاك الأجير راعي أغنامهم الفقير المعدوم يتحداهم ولا يبالي بهم، فقد خلق الإسلام منه مؤمنًا يهزم بإيمانه كبرياء قريش وجبروت ساداتها، و لم يمنعه ضربهم له على وجهه وعاد إلى أصحابه مصابًا وهو ينتظر الغد ليعود لقراءة القرآن على مسامعهم بعد إسلامه، ويعلمه، أصبح معجزة من المعجزات.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه أن يقتدوا به فيقول: «تمسكوا بعهد ابن مسعود».

ويوصيهم بأن يحاكوا قراءته ويتعلموا تلاوته للقرآن قال صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يسمع القرآن غضًا كما نزل، فليسمعه من ابن أم عبد».

«من أحب أن يقرأ القرآن غضاً كما نزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» .

كان لايفارق الرسول صلوات الله عليه في سفر أو حضر، حتى أن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "لقد رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وما أرى إلا ابن مسعود من أهله".

وقال عنه أصحابه: "كان يؤذن له إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا".

لقد أخذ عن الرسول صلى الله عليه وسلم هديه فقال عنه حذيفه رضي الله عنه: "مارأيت أحدًا أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وسمته من ابن مسعود".

حتى أن أهل الكوفة أحبوه حبًا لم يظفر به أحد وهم أصحاب تمرد وثورة لايصبرون حتى على طعام واحد، كيف لا وقد أحبه الرسول صلوات الله عليه حبًا عظيمًا كان يحب ورعه وفطنته وعظمة نفسه وقال فيه: «لو كنت مؤمرًا أحد دون شورى المسلمين لأمرت ابن أم عبد» .

شهد كل الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم.

من كلماته الجامعة: "خير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى وشر العمى عمى القلب وأعظم الخطايا الكذب وشر المكاسب الربا وشر المأكل اليتيم ومن يعف يعف الله عنه ومن يغفر يغفر الله له"، رضي الله عنه وأرضاه.


منقول عن: منتديات الحصن.

المصدر: منقول عن : منتديات الحصن