النسمة الخامسة - أين الله (1)
خالد أبو شادي
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال: «هل تدرون مم أضحك قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: من مخاطبة العبد ربه، يقول: يارب ألم تجرنى من الظلم ؟! قال: يقول: بلى. قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً منى. قال: فيختم على فيه، فيقول لأركانه: انطقي، فتنطق بأعماله. قال: ثم يخلي بينه وبين الكلام. قال: فيقول: بعداً لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل».
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
من عرف قرب الله استحيا منه..
واجتنب الإساءة وقدم الإحسان..
واعترف بالفضل وأقر بالعصيان..
وأسرع بالإنابة..
وأعلن الصلح مع مولاه.
- أما آن لك أن تستحي من:
1. نفسك: استح من سمعك وبصرك وجلدك الذين جعلهم الله وكأنهم جواسيس عليك تراك حيثما كنت وتنقل أخبارك يوم الشهادة أمام الله على أعتاب جهنم.
قال سبحانه وتعالى: {حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلوده بما كانوا يعملون} [فصلت: 20].
وهذا هو ما أضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال: « » (صحيح كما فى ص ج ص رقم 8134).
والذي ألهى هذا وأمثال عن الله وصرفه عن الآخرة هو ما واحه الله سبحانه وتعالى به أهل النار يوم الحساب فقال: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون} [فصلت: 22].
لطيفة
ولقد قال عبد الله عبد الأعلى الشامى فأحسن:
العمر ينقضي والذنوب تزيد *** وتقال عثرات الفتى فيعود
ها يستطيع جحود ذنب واحد *** رجل جوارحه عليه شهود
والمرء يسأل عن سنيه فيشتهى *** تقليلها وعن الممات يحيد