برامج وجمعيات حقوق الأطفال

بالطبع إنك سمعت وقرأت عن قصص أطفال تم تعنيفهم من قبل ذويهم تعنيفا جسديًا أو لفظيًا! فكم أصبحنا نسمع عن أطفال تم تعذيبهم بطرق بشعة وغير إنسانية، بلا رحمة أو شفقة! وكأنهم ليسوا من البشر لا أحاسيس لديهم! فكم من تلك القصص باتت تنتشر في عالمنا، ويندى لها الجبين!

  • التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -

حمَل الطفل صينية تمتلئ بكؤوس من العصير، وضعها على طاولة الطعام، ليساعد أمه في تحضير المائدة، ولكن ثقل الصينية وسرعة خطوات الطفل جعلته يتعثر ويقع، فإذا بالكؤوس كلها تنسكب على الأرض، وتتكسر قطعا متناثرة، فما كان من أمه وأبيه غير أن انهالوا عليه ضربا وشتما دون أدنى مراعاة لإمكانات الطفل وعمره، وأن الخطأ بدأ منهما بجعله يحمل شيئا ثقيلا على يديه الصغيرتين.. وبدلًا من التهدئة من روع الطفل، والتأكد من سلامته من الزجاج المتناثر، بدأ سيل الضربات والشتائم ينهال عليه بلا تروٍ أو تفكير!

بالطبع إنك سمعت وقرأت عن قصص أطفال تم تعنيفهم من قبل ذويهم تعنيفا جسديًا أو لفظيًا! فكم أصبحنا نسمع عن أطفال تم تعذيبهم بطرق بشعة وغير إنسانية، بلا رحمة أو شفقة! وكأنهم ليسوا من البشر لا أحاسيس لديهم! فكم من تلك القصص باتت تنتشر في عالمنا، ويندى لها الجبين! والكثير منها يتم لأسباب تافهة كالتي ذكرنا، أو كأن يكثر الطفل البكاء وإزعاج والديه! والأسوأ أن يكون والد الطفل تحت تأثير المخدرات أو الخمر فينهال عليه ضربا بسبب وبدون سبب!

فكم من الأطفال اليوم يعانون بصمت بين جدران بيوتهم أو مدارسهم، ومن أقرب الناس لهم كوالديهم أو معلميهم! وكم من الأطفال حرموا من حقوقهم في التعليم والصحة والرعاية الجيدة! وكم نسمع ونقرأ عن أطفال يتم استغلالهم بخروجهم للعمل أو الاتجار بهم! وكم من الإحصاءات المرتفعة في ذلك، لا يتسع المجال لذكرها. فبات الكثير من الأطفال يعانون من مشاكل نفسية، وأمراض جسدية، نتيجة الإهمال أو التعذيب أو التعنيف.. دون مراعاة أدنى درجات الرفق بالإنسان، مستغلين براءتهم وتسامحهم وعدم قدرتهم على مواجهة الكبار وما يصدر منهم، فلا يكون بيدهم من حيلة غير الصبر والتوكل على الله تعالى في أن يرزقهم شخصا عطوفا حانيا رؤوفًا بضعفهم وقلة حيلتهم.

 

أشكال التعنيف:

حبس الطفل، والاستهزاء به، والسخرية منه أمام إخوته وزملائه وأقربائه، أو سبه، أو إهماله وعدم ملاعبته، أو تخويفه، أو التعالي عليه وتذكيره بأخطائه باستمرار (تعنيف نفسي ولفظي)، وحرقه بالنار، وشكه بآلات حادة، والإكثار من ضربه وإيذائه، أو التحرش الجنسي به (تعنيف جسدي)، كل ذلك له أكبر الأثر في توريث الطفل كرهَ الوالدين والمجتمع ومن يقوم على رعايته، وزرع الضعف في شخصيته، مما يصيبه بعقد نفسية مستمرة طوال حياته.

 

رأفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأطفال:

وفي المقابل أيها القارئ انظر معي إلى رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأطفال، فعن أنس رضي الله عنه قال: "ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم" (رواه مسلم). وقال  صلى الله عليه وسلم": «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» وفي رواية: «وما لا يعطي على سواه»، وقال: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما انتزع من شيء إلا شانه».

 

ونذكر تاليًا بعض المواقف التربوية الرائعة من رسول الله في الرفق بالأطفال:

الموقف الأول:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما، أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره، وقال: «من أحبني فليحب هذين» (أخرجه أبو يعلى وحسنه الألباني). وانظر في المقابل للكثير من الآباء اليوم، فربما ألقاه عنه ولربما ضربه أو وبخه بعد الصلاة بدعوى أنه يمنع خشوعه!

 

الموقف الثاني:

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: طرقت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل على شيء، لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ (متغط به) فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: «هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما» (رواه الترمذي وحسنه الألباني). انظر مدى حب ورأفة رسول الله بأحفاده.

 

الموقف الثالث:

روى الطبراني عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعينا إلى الطعام، فإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان، فأسرع النبي عليه الصلاة والسلام أمام القوم ثم بسط يده، فجعل الغلام يفر هاهنا وهناك، فيضاحكه رسول الله حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه، والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثم اعتنقه وقبله، ثم قال: «حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحبه» (رواه البخاري، والترمذي وابن ماجه). انظر مداعبته للأطفال والحنو عليهم ورأفته بهم، ولم نسمع يوما أنه ضرب طفلا أو امرأة أو خادما.

 

الموقف الرابع:

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟ فقال: «نعم» قالوا: لكنا والله لا نقبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة» (أخرجه البخاري). وعن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم" (رواه النسائي). فكم والد اليوم يقبل أبناءه ويضمهم ويحتضنهم ويمسح على رؤوسهم؟ ناهيك عن تعذيبهم بشتى الطرق البشعة التي نسمع عنها!

 

الموقف الخامس:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله، وقثم، وكُثيرا أبناء العباس رضي الله عنه، ثم يقول: «من سبق إلي فله كذا وكذا» (رواه أحمد وإسناده حسن). فمن فوائد ذلك أن يعرف الطفل نفسه وقدراته، ويخرج مواهبه وحاجاته للعب، ما يحسن ثقته بنفسه وينمي لديه حب الآخرين، وعدم الخوف من الكبار، والذين غالبا لا يمازحون الأطفال جهلا منهم بأساليب التربية القويمة.

 

لو اقتدينا برسول الله صلى الله عليه وسلم في كيفية تربيته للصغار ومراعاته لهم لما سمعنا يوما عن قصة من قصص التعذيب للأطفال أو الاضطهاد لهم، ولما نشأت منظمة أو جمعية من جمعيات الدفاع عن الأطفال، حيث هذا النشوء لم يبرز إلا من رحم المعاناة والحاجة.. فالبعض تعود على الردع باستخدام القوانين الصارمة أو المخالفات من الجهات المسؤولة وليس بوازع شخصي منه. فظهرت جمعيات أهلية وخيرية وعالمية مختلفة، مهمتها الدفاع عن حقوق الطفل المسكين، ومحاولة الوصول به لنيل بعض حقوقه البشرية، كحسن المعاملة والتغذية الصحية والتعليم والصحة والأبوة والأمومة الحسنة، وسنذكر هنا بعضا من تلك الجمعيات الخيرية (لا على سبيل الحصر) والتي نشأت في العالم العربي بجهود تطوعية أهلية غير حكومية (وقد ورد العديد منها في موقع حقوق الإنسان في الدول العربية www.arabhumanrights.org)، وبعضها في موقع ويكيبيديا:

 

أولا: الجمعيات الأهلية في بعض الدول العربية:

1- مصر: وتتميز مصر بوجود 48 مؤسسة لحقوق الإنسان، ولكننا سنهتم بجمعيات حقوق الأطفال، والتي منها (جمعية أطفال في خطر).

(الجمعية المصرية العامة لحماية الأطفال) بالإسكندرية.

(تجمع حقوق الطفل): ويعمل على ترويج ودعم ثقافة حقوق الطفل في المجتمع المصري، مع التركيز على العمل مع الأطفال كشركاء في إطار ممارسة حقهم في المشاركة، وتحقيق مصالح الطفل

الفضلى.

(مركز حقوق الطفل المصري) بالقاهرة: ويهدف إلى الدفاع عن حقوق الطفل وحمايته انطلاقا من المبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 

2- الأردن: (جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية): وهي جمعية محلية خاصة، تسعى إلى تحقيق الحياة الكريمة لأطفال أردنيين أيتام ومحرومين، وتعمل الجمعية وفق ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بحقوق الطفل لتعزيز هذه الحقوق والتأكيد عليها.

(مؤسسة نهر الأردن): وهي مؤسسة غير ربحية مقرها عمان، بدأت في عام 1995م، وتهتم بنواح تنموية في المجتمع الأردني، وتركز بشكل خاص على حماية حقوق وحاجات الأطفال من خلال برنامج أطفال نهر الأردن.

 

3- فلسطين المحتلة: (جمعية عايشة لحماية المرأة والطفل): مقرها غزة. وتسعى لحماية النساء والأطفال من العنف، من خلال برامج الدعم والتمكين وزيادة الوعي بالقضايا النفسية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية المهمة، فتعمل على تمكين النساء المعنفات والأطفال ضحايا العنف كجزء من المجتمع.

 

4- لبنان: (جمعية كفى عنف واستغلال): جمعية أهلية لبنانية غير ربحية، غير سياسية، وغير طائفية، ملتزمة بتحقيق المساواة بين الجنسين وعدم التمييز، والنهوض بحقوق النساء والأطفال.

 

5- المغرب: (جمعية كفالة الأطفال المهمَلين).

(العصبة المغربية لحماية الطفولة): جمعية خيرية لرعاية الطفولة نشأت في مدينة وَجْدة بالمغرب عام 1953، من أنشطتها توفير لوازم المدرسة، وملابس العيد، ومساعدة الأيتام، والدفاع عن حقوق الطفل وحمايته من العنف بأشكاله.

 

6- الجزائر: (جمعية حقوق الطفل والمرأة الجزائرية).

7- تونس: (الجمعية التونسية لحقوق الطفل): وهي منظمة غير حكومية، من أهدافها: الإسهام في نشر ثقافة حقوق الطفل، والتعريف بالتجربة التونسية في مجال رعاية الطفل وحماية حقوقه، والإحاطة بالأطفال المهددين ومساعدتهم، والإسهام في تطوير قوانين وآليات حماية الطفولة.

8- ليبيا: (جمعية حقوق الطفل): جمعية أهلية خيرية للدفاع عن الطفل، مقرها بنغازي، ذات أنشطة متنوعة.

9- البحرين: (جمعية رعاية الأمومة والطفولة): وتعنى بالدفاع عن حقوق المرأة والطفل.

10- الكويت: (الجمعية الوطنية لحماية الطفل): وتهدف إلى الحد من الانتهاكات التي يتعرض لها الطفل ومحاربة العنف ضد الأطفال، وحمايتهم من الاستغلال الاقتصادي والنشاطات الخطرة أو المخلة بالآداب العامة، ونشر الوعي بحقوق الطفل في المجتمع، وتدريب العاملين والمهتمين بقضايا الطفولة، والعمل على توفير بيئة كريمة لنشأة الطفل، تصون له نموه العقلي والأخلاقي والصحي، والتأكيد على تنفيذ أحكام الاتفاقيات العربية والدولية التي ارتبطت بها الكويت والمتصلة بحقوق الطفل. ومواردها المالية من اشتراكات وتبرعات أعضائها وما يقدمه الأفراد والمؤسسات الخاصة من دعم.

 

11- السعودية: (جمعية رعاية الطفولة) بالرياض: وهي جمعية خيرية أنشئت بجهود فردية من أجل دعم الطفولة في منطقة الرياض، وتعتمد في تمويلها على التبرعات ورسوم العضوية، وتقدم خدماتها المتنوعة في مجال رعاية الطفولة الممتدة إلى سن الثامنة عشرة، وينحصر نشاط هذه الجمعية في إطار الخدمات الإنسانية المتعلقة بالطفولة بهدف أن ينعم جميع الأطفال في منطقة الرياض، دون أي تمييز، بنمو صحي وسليم في ظروف أسرية وبيئية ملائمة تلبي جميع احتياجات الطفولة.

 

12- الإمارات: (مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال): وهي أول دار رعاية غير ربحية في الإمارات، نشأت حديثا لحماية النساء والأطفال من ضحايا العنف المنزلي، والإساءة للأطفال، وضحايا الاتجار بالبشر، ومنح الضحايا خدمات حماية ودعم فورية، وبما يتفق والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وتوفر المؤسسة خدمات خط المساعدة والإيواء الطارئ والملجأ المناسب للأسرة التي تتعرض للطرد من منزلها أو العنف، وتعمل على إعادة تأهيل الأطفال ودمجهم في المجتمع، على اعتبار أنهم فئة ضعيفة بحاجة إلى من ينتشلهم من الألم والضياع.

 

13- اليمن: منظمة سياج لحماية الطفولة: وهي منظمة إنسانية طوعية مستقلة غير حكومية، وغير ربحية، متخصصة في الدفاع عن حقوق الطفل من خلال الرصد والتوثيق والعون القضائي للأطفال ضحايا الجرائم والانتهاكات والتسليح للأطفال، وتغطي جميع محافظات اليمن من خلال شبكة نوعية من المتطوعين والمتطوعات، وتتخذ من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة والتشريعات اليمنية مرجعية نظرية لها، وتسعى لتحقيق طفولة مستقرة وآمنة، والتصدي لكل ما يضر بالطفولة جسميًا أو عقليًا أو نفسيًا أو سلوكيًا، ومن برامجها: (حقيبتي المدرسية) لتمكين الأطفال من حقهم في التعليم.

 

14- العراق: (جمعية حماية الأطفال): تأسست عام 1929 في بغداد، من أهدافها العناية بأحوال الطفل في العراق ونشر التوعية والمحافظة على حقوق الأطفال ورعاية صحتهم إلى سن العاشرة، وتعمل على تأسيس المستوصفات والمستشفيات والملاجئ لحماية الأطفال والأمهات على حد سواء، وتوزيع اللوازم الصحية والغذائية على الأطفال الفقراء في المدارس، وما يحتاجون إليه من مأكل وملبس، وحماية اللقطاء وإيوائهم.

 

ثانيا: هيئات عالمية لحماية الأطفال ومنها:

1- المكتب الدولي لحقوق الأطفال: 1994 وهو منظمة دولية غير حكومية، مهمتها الإسهام في تعزيز وحماية حقوق الطفل، وفقًا لبنود وأحكام اتفاقية حقوق الطفل.

2- شبكة (أوقفوا دعارة الأطفال)، وصورهم الفاضحة، واستغلالهم جنسيًا، وهي شبكة من المنظمات والأفراد العاملين معا للقضاء على تجارة الجنس واستغلال الأطفال، تسعى الشبكة لتشجيع المجتمع الدولي لتمكين الأطفال من التمتع بحقوقهم الأساسية بعيدًا عن أي استغلال جنسي تجاري.

3- البرنامج الدولي للقضاء على عمالة الأطفال: وهو أحد برامج منظمة العمل الدولية الذي يهدف للقضاء بشكل متدرج على عمالة الأطفال، من خلال تقوية القدرات الوطنية للدول في مجال التعامل مع مشكلات عمالة الأطفال، وعبر تشكيل حركة عالمية لمكافحة هذه العمالة.

4- برنامج منظمة العالم لحقوق الطفل ضد التعذيب: ويهدف هذا البرنامج إلى حماية الأطفال من التعذيب، ومن أشكال العنف الأخرى، من خلال توفير الوقاية والحماية لهم، وإدانة العنف الذي يتعرضون له، والتعويض عما لحق بهم من أذى نفسي وجسدي.

5- صندوق الأمم المتحدة للأطفال (اليونسيف): وهو تجمع دولي كبير للدول المشاركة في منظمة الأمم المتحدة، ويعمل هذا الصندوق من أجل حماية حقوق الأطفال وبقائهم وتطويرهم وتحسين أوضاعهم وظروفهم بكل البلاد المشاركة بالصندوق، ورعايتهم وحمايتهم وفقا لاتفاقية حقوق الطفل العالمية المتفق عليها.

 

تعقيب ختامي:

بقي أن نقول إنه- بالرغم من وجود تلك الجمعيات والمنظمات والبرامج- مازال هناك الكثير من المشاكل التي يعاني منها الأطفال، حيث لا يزال الكثير من تلك الجمعيات في بلداننا العربية والإسلامية غير مفعل أو في بداية نشأته، ويحتاج إلى نشاط أكثر لتحقيق أهدافه التي نشأ لأجلها. وما زلنا بحاجة في بلادنا العربية والإسلامية إلى إنشاء المزيد من الجمعيات الأهلية، وكذلك تخصيص الميزانيات الحكومية لإنشاء منظمات عربية حكومية تهدف إلى الدفاع عن حقوق الطفل ورعايته (فبعض الدول العربية لا يتوافر بها) تعمل على حمايته من: العمالة، والحروب، والاعتداء الجنسي، والبيع للأعضاء، والاستغلال في بيع المخدرات والدخان، والتسليح للأطفال، والانخراط في الصراعات الأهلية...، والعمل على القضاء على الأمية بين الأطفال، وتوفير التعليم اللازم لهم، والرعاية الصحية، والغذاء والحماية من الجوع.. وكل ذلك من أجل تقليل عدد القتلى والمفقودين والمعنفين منهم.

وأخيرًا، فإن تقوى الله في التعامل مع الأطفال هي الأساس، وهي الهادي إلى السبيل السوي المؤدي لحسن العاقبة في الدنيا والآخرة، فالشعور بمراقبة الله تعالى هو أفضل معين على إعطاء الطفل حقوقه، فلا رقيب خير من الله تعالى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «من لا يرحم لا يرحم»، وقال لعائشة رضي الله عنها: «يا عائشة، ارفقي، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق» (السلسلة الصحيحة).

آندي حجازي

المصدر: مجلة الوعي الإسلامي- العدد 584