قالوا عن العفو

أحسن المكارم عفو المقتدر، وجود المفتقر

  • التصنيفات: محاسن الأخلاق -

- قال الأحنف: إيَّاك وحمية الأوغاد (الوغد: الخفيف الأحمق الضعيف العقل الرذل الدنيء. (انظر: (لسان العرب) لابن منظور [3/ 464]). قيل: وما هي؟ قال: يرون العفو مغرمًا، والتحمل مغنمًا".

- وقيل لبعضهم: هل لك في الإنصاف، أو ما هو خير من الإنصاف؟ فقال: وما هو خير من الإنصاف؟ فقال: العفو.

- وقيل: العفو زكاة النفس.
- وقيل: لذة العفو أطيب من لذة التشفي؛ لأنَّ لذة العفو يلحقها حمد العاقبة، ولذة التشفي يلحقها ذم الندم.
- وقيل للإسكندر: أي شيء أنت أسرُّ به مما ملكت؟ فقال: مكافأة من أحسن إلي بأكثر من إحسانه، وعفوي عمن أساء بعد قدرتي عليه.
- وقالوا: "العفو يزين حالات من قدر، كما يزين الحلي قبيحات الصور" ((نهاية الأرب في فنون الأدب) للنويري [6/ 54]).

- وقال أبو حاتم: "الواجب على العاقل لزوم الصفح عند ورود الإساءة عليه من العالم بأسرهم؛ رجاء عفو الله جلَّ وعلا عن جناياته التي ارتكبها في سالف أيامه؛ لأنَّ صاحب الصفح إنما يتكلف الصفح بإيثاره الجزاء، وصاحب العقاب، وإن انتقم، كان إلى الندم أقرب، فأمَّا من له أخ يوده، فإنَّه يحتمل عنه الدهر كله زلاته" ((روضة العقلاء)، ص [168]).

- وقال بعض البلغاء: "ما ذبَّ عن الأعراض كالصفح والإعراض" ((أدب الدنيا والدين) للماوردي [309]).

- وقال بعضهم: "أحسن المكارم عفو المقتدر، وجود المفتقر" ((أدب الدنيا والدين) للماوردي [311]).

- وقال أبو حاتم: "الواجب على العاقل توطين النفس على لزوم العفو عن الناس كافة، وترك الخروج لمجازاة الإساءة، إذ لا سبب لتسكين الإساءة أحسن من الإحسان، ولا سبب لنماء الإساءة وتهييجها أشد من الاستعمال بمثلها" ((روضة العقلاء)، ص[166]).

- وقال أيضًا: "من أراد الثواب الجزيل، واسترهان الود الأصيل، وتوقع الذكر الجميل، فليتحمل من ورود ثقل الردى، ويتجرع مرارة مخالفة الهوى، باستعمال السنة التي ذكرناها في الصلة عند القطع، والإعطاء عند المنع، والحلم عند الجهل، والعفو عند الظلم؛ لأنَّه من أفضل أخلاق أهل الدين والدنيا" ((روضة العقلاء)، ص [166]).

- "وقيل للمهلب بن أبي صُفرة: ما تقول في العفو والعقوبة؟ قال: هما بمنزلة الجود والبخل، فتمسك بأيهما شئت" ((أدب الدنيا والدين) للماوردي، ص [349]).


العفو في الأمثال

- قولهم: ملكت فأسجح. أي: ظفرت فأحسن ((الأمثال) لابن سلام، ص [154]).

- وقولهم: إن المقدرة تذهب الحفيظة ((مجمع الأمثال) للميداني [1/ 14]).

- وقولهم: إذا ارجحنَّ شاصيًا فارفع يدًا. أي: إذا رأيته قد خضع واستكان فاكفف عنه ((العقد الفريد) لابن عبد ربه [3/ 104]).