النسمة السادسة - أنا الفقير إليك - (6)

خالد أبو شادي

1. وإذا استعنت فاستعن بالله: إذا شكوت الحاجة فالجأ إلى الغني، وإذا جفاك العز وابتدرك الذل فاطرق باب العزيز، وإذا سرى الضعف في جسدك فاستمد القوة من القوي.. فهو وحده الذي يعطي ويمنع.. وحده الذي يصل ويقطع.. وحده الذي بيده مفاتيح كل شيء، لما سمع الصحابة هذا الحديث كان أحدهم إذا سقط سوط بعيره من على الفرس يتروع عن أن يطلب من أحد أن يناوله إياه، بل يتناوله بنفسه.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

من لوازم الفقر:    
1. «وإذا استعنت فاستعن بالله»: إذا شكوت الحاجة فالجأ إلى الغني، وإذا جفاك العز وابتدرك الذل فاطرق باب العزيز، وإذا سرى الضعف في جسدك فاستمد القوة من القوي.. فهو وحده الذي يعطي ويمنع.. وحده الذي يصل ويقطع.. وحده الذي بيده مفاتيح كل شيء.
«وإذا استعنت فاستعن بالله»: لما سمع الصحابة هذا الحديث كان أحدهم إذا سقط سوط بعيره من على الفرس يتروع عن أن يطلب من أحد أن يناوله إياه، بل يتناوله بنفسه.

استح من سؤال غيرك: كان صلة بن أشيم في غزاة فمات فرسه، فتلفت يمينا وشمالا، ثم قال: اللهم لا تجعل لمخلوق على منة، فإني أستحي من سؤال غيرك.
وعلم الله صدقه فأحيا الله له فرسه، فركبه حتى إذا وصل إلى أهله قال لغلامه : فك السرج فإن الفرس عارية، فنزع السرج فهبط الفرس ميتا!!.

الزبير غني بربه: كان الزبير بن العوام في مرض موته يوصي ابنه عبد الله بدينه ويقول: يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاي، قال: فوالله ما دريت ما عني حتى قلت: يا أبت من مولاك؟! قال: الله عز وجل، فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير.. اقض عنه، فيقضي.


2. التوكل على الله: ومعناه الاعتماد على الله، والتعلق به وحده، وصرف الهم إليه وحده، خاصة عند نزول البلاء والمحن التي تطيش لها العقول وتهلع لها الأفئدة، واسمع قوة التوكل على الله في قصة أبي على قلندر. 
سلطان العلماءكان الشيخ أبو علي قلندر من كبار متصوفة القرن السابع والثامن الهجري في الهند، وحدث أن مر السلطان علاء الدين الخلجي في السوق، فنادى أحد الحراس تلميذا من تلامذة الشيخ ليفسح الطريق فلم ينتبه، فضربه على رأسه فذهب إلى شيخه شاكيا فكتب الشيخ إلى السلطان: إما أن تعزل عاملك أو أنصب مكانك ملكا آخر!! فارتدع السلطان، وأرسل الشاعر الكبير أمير خسرو، فغنى بعض شعره ليسترضى به الشيخ، فلما رضي الشيخ بلغه رسالة السلطان يطلب عفو الشيخ فعفا عنه!!.

لو نظر إلينا الخالق!! خرج أحد الأمراء يجوب بلدة حاتم الأصم يوما، فاجتاز على باب حاتم فاستسقى الماء، فلما شرب رمى إليهم شيئا من المال ففرح أهل الدار سوى ابنته الصغيرة فإنها بكت فقيل لها: ما يبكيك؟! فقالت: مخلوق نظر إلينا فاستغنينا، فكيف لو نظر إلينا الخالق؟!.