الحلم والطموح

إن السياسة العالمية تلعب دوراً بارزاً في حياة الشعوب، فكثيرون هم الذين يطموحون لتحقيق كل طموحاتهم المستقبلية، وكثيرون أيضاً أولئك الذين يحيون حياة البسطاء، وينظرون للحياة بعين الواقع الأليم بعيدًا عن الأحلام المستقبلية، إن معالم الحياة السياسية الهوجاء غيرت الكثير من طموحات الشباب العربي، فدب الخوف والهلع في نفوس الحالمين منهم لأنهم أيقنوا أن طموحاتهم قد توقفت في ظل الصراعات السياسية، في حين أن الكثيرين منهم جمعوا بين الحلم والكفاح، ورأوا أنه ينبغي عليهم تغيير واقعهم الأليم الذين يعيشونه، فعمدوا إلى رسم خطط مستقبلية يستطيعون من خلالها تحقيق أحلامهم، ولكن هل يستطيعون فعل ذلك حقاً؟

  • التصنيفات: تربية النفس - الواقع المعاصر -

إن السياسة العالمية تلعب دوراً بارزاً في حياة الشعوب، فكثيرون هم الذين يطموحون لتحقيق كل طموحاتهم المستقبلية، وكثيرون أيضاً أولئك الذين يحيون حياة البسطاء، وينظرون للحياة بعين الواقع الأليم بعيدًا عن الأحلام المستقبلية، إن معالم الحياة السياسية الهوجاء غيرت الكثير من طموحات الشباب العربي، فدب الخوف والهلع في نفوس الحالمين منهم لأنهم أيقنوا أن طموحاتهم قد توقفت في ظل الصراعات السياسية، في حين أن الكثيرين منهم جمعوا بين الحلم والكفاح، ورأوا أنه ينبغي عليهم تغيير واقعهم الأليم الذين يعيشونه، فعمدوا إلى رسم خطط مستقبلية يستطيعون من خلالها تحقيق أحلامهم، ولكن هل يستطيعون فعل ذلك حقاً؟ إن المتأمل لواقع الشباب العربي العاطل عن العمل يصل إلى حقيقة مفادها: أن السياسيين وأصحاب القرارات والأحزاب جعلوا منهم أداة لتحقيق المصالح بعيداً كل البعد عن الوصول بهم لتحقيق أحلامهم التي قاموا برسمها أملاً بغد مشرق يغير مجرى حياتهم.

برزت للساحة العربية العقيدة الصفوية الإيرانية المعادية للإسلام والمسلمين، والتي عمدت إلى نشر أفكارها الهدامة المبنية على التشكيك في عدالة الصحابة والطعن في عرض أم المؤمنين عائشة، وادعاء حب آل البيت رضوان الله عليهم، كثر أتباعها وكثر مريدوها وبدأ عصر جديد، إنه عصر الصراع بين السنة والشيعة، كان لليهود والنصارى بما فيهم أمريكا الدور الأكبر في نشر العقيدة الصفوية الإيرانية داخل البلدان العربية، ومن يظن أن إيران عدو لليهود والنصارى فقد وهم، وعمي عن إدراك الحقيقة التي مفادها أن إيران واليهود هما بوابتا الماسونية العالمية، وأن إيران مجرد أداة لتحقيق المصالح اليهودية الأمريكية، من يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يطعن في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعلن العداء الصريح لليهود وأمريكا لأن الواقع يتحدث عن نفسه، والتقية الصفوية تعلن عن نفسها عبر الكتب الشيعية الرافضية.

كان لإيران الدور الأكبر في اللعبة السياسية داخل البلدان العربية، فاستطاعت أن تجد لنفسها مساحة واسعة نشرت من خلالها المعتقد الصفوي، وأوجدت لنفسها قاعدة شعبية عربية في كل البلدان العربية، ولكن سرعان ما هب علماء السنة للدفاع والذود عن عقيدة أهل السنة والجماعة، فكان لهم دوراً بارزًا في التحذير من المعتقد الصفوي الإيراني الكفري، وكشف الشبهات والأباطيل والأراجيف التي قاموا بنشرها في صفوف المسلمين، وأطلت قناة صفاً معلنة الذود والدفاع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكشف الشبهات والأباطيل والأراجيف التي يبثها كبار المرجعية الشيعية طعناً في ديننا الحنيف، أعلنت قناة صفا عن رغبتها لمناظرة كبار علماء الشيعة ومعمميهم، فكان الشيخ عدنان العرعور والشيخ خالد الوصابي شوكة في حلوقهم أعجزتهم، وكممت أفواههم، وعبر قناة صفا برز الشيخ خالد الوصابي كاشفاً أستار الحقيقة معرياً كبار المرجعية الشيعية، واستطاع من خلال برنامج كلمة سواء وبرنامج من القلب إلى القلب أن يعرف عوام المسلمين بخطر العقيدة الاثنا عشرية الصفوية الإيرانية، قد يسأل سأل ما علاقة كل ذلك بالسياسة الدولية، وأحلام الشباب العربي؟

أقول: إن كل ما يجري على الساحة العربية إنما هو لعبة سياسية غربية تعبث بمشاعر المسلمين، وتقضي على أحلامهم وتقض مضاجعهم وتميت فيهم روح الطموح؛ لأن العداء بين الحق والباطل عداء قديم، وهما في صراع إلى يوم القيامة، ألا تلاحظون معي أن انتشار الفكر الصفوي في الدول العربية ينبئ عن مخطط غربي لتقسيم البلدان العربية فكريًا ومذهبيًا ومن ثم مناطقيًا، وأن الغرب يسعون لاستقطاب الشباب العربي لينجر في لعبة بيع الوطن والمعتقد من خلال المال، حيث وأن الكثيرون انساقوا وراء الفكر الصفوي لأجل تحسين أوضاعهم المعيشية والمادية، يجب علينا توعية الشباب العربي المسلم، ونشر الفكر والمعتقد الإسلامي الصحيح، وكشف الشبهات والأباطيل والأراجيف من خلال المناهج التعليمية، ومن خلال عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات وخطب الجمعة، ومن خلال المناظرات والتوعية الأسرية، ومن خلال كل الوسائل المتاحة والممكنة..

فالشباب العربي المسلم أمانة في أعناقنا جميعًا..
أخيرًا يجب على الشباب العربي المسلم ألا يعيش بأحلام البسطاء بعيدًا عن الطموح والتخطيط لمستقبل زاهر وغدٍ مشرق.
 

عبد الواحد هزاع فرحان الشرعبي