نصف ابتسامة
رحاب حسَّان
لماذا نبتسم؟!
- التصنيفات: تربية النفس -
"نصفُ ابتسامةٍ"
أحيانًا تشعرُ أنها شعلةٌ جديدة مِن أملٍ تتمنّى أن تجد صداهُ يومًا ما في قلبكَ.
أملٌ يمتدّ ضوْؤُهُ ليعبُرَ حدودَ تلك الحياةِ الباليةِ وصفاءَها المزيف، إلى أخرى خالدةٍ يشعرُكَ كلُّ تقدمٍ نحوَها بالخير، إلى صوابِ المقصدِ، ليغذّي فيك كلّ يومٍ مشاعرَ الثقة واليقين بأنّ العدلَ قائمٌ مهما ثار غبارُ الظالمين، وأنّ ثمة مقعدًا لك أسمى مقامًا، وأعزّ موئلاً، مِن ذاك الذي قد لا يخطر على قلبك، ها هُنا منالُه -إن أنت صبرتَ وشكرت-.
حينَها تتحوّلُ ابتسامةُ قلبك المختزلةُ إلى أخرى مطمئنةٍ تُهرولُ قُدُمًا، غيرَ مُكترثةٍ بأحزانكَ، لترتدي حلّة الشوق إلى تلك اللّذةِ غيرِ المنقطعةِ حين تتخيل وقفتكَ على منابرَ مِن نورٍ تسمعُ كلام الجبّار جلّ جلالُه، فقط، في سُوق الجنّة.
.. إنّها ..
نصفُ مولودٍ يُظهر شكركَ لله عزّ وجلّ وحمدَكَ على آلائه، تختلطُ بها دموعُ العجز عن إحصاء نعمهِ جلّ وعَلا، ليسكنَ أنينُ قلبكَ و يطفئ جمرُ هَمِّك.
ويزدادَ انحناءُ تلك البسمة وولادتُها كلّما عدّدتَ نعمه وفضلَه عليك.
وَ..«
أحيانًا تشعرُ أنها نصفُ واجبٍ عليكَ أنْ ترسمَهُ...
وأحيانًا أخرى تخرج منكَ عفويًّةً وبطلاقةٍ، فقط...حين تنسى أنّ النصفَ الآخرَ منها مفقودٌ؛ سرقتْهُ جراحاتُ أمّة مكلومةٍ، وأشلاء ممزقةٌ، وسبايا ابتُلِيْنَ حتى بَلِيْنَ.
رحاب حسّان