علمني الفيس (2)

محمد عطية

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -

علمني الفيس: يدي تسابقني إلى لوحة المفاتيح، فقلت: على رسلكِ!

ماذا تريدين؟! هل لديكِ مفيداً، هل تضيفين جديداً، هل تظنين نفعاً محتملاً فيما ستكتبين؟!

قالت -وقد هزَّتها رعشة تردُّد-: كلامك اليوم عجيب، منذ متى وهذا الأمر يُشغِلنا؟!

تكفينا نشوة الـ(likes) والانتفاخ الكاذب بعدد الـ(shares)!

قلت: ومن هنا أتي كثير مِنَّا!

قد نُجاهِد في تصفية النية بعالمنا الواقعي، لكننا نغفل كثيراً عن ذلك في الافتراضي! ثناء الناس لا يُقرِّب بعيداً من الله، وذمّهم لا يُبعِد قريباً منه جل في علاه، قد نحفظ هذه ونزداد بها صلابة فيما نأتي ونذر بحياتنا، لكن لـ(like) و(share) سطوة في عالم الفيس؛ فهما ترفعان ما حقه الخفض، وتخفضان ما يُكتَب بماء العيون!

ويحكِ لم تغترين، وعلام تنتشين وتنتفخين؟!

لرُب كلمة متوارية خلف حجب البوستات، رفع الله صاحبها في الجنة درجات.. ورُب كلمة ملأت البيدجات وانتفخت بالإعجابات، هوى صاحبها في النار دركات..

كُفِّي كفَّ الله عنكِ الشر؛ فالسلامة لا يعدلها شيء..

قالت: صدقت.. صدقت..

 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام