(الفرومكا) نقاب اليهود العائد
المرأة العفيفة تسلك مسلك الستر وترضاه وتقبله، والأديان السماوية كلها تدعوها لذلك وتأمرها به صيانة لها ولمجتمعها...
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية - الواقع المعاصر -
جاء دين الله ليوافق الفطر السليمة، والنفوس المستقيمة... ولا يخالف أحد أن ستر المرأة واحتشامها من أسباب طهارة المجتمعات، وأن عري المرأة وتهتكها سبب من أسباب دمار وزوال تلك المجتمعات، واستحقاقها عقوبة الله تعالى.
والمرأة العفيفة تسلك مسلك الستر وترضاه وتقبله، والأديان السماوية كلها تدعوها لذلك وتأمرها به صيانة لها ولمجتمعها... لماذا نقول ذلك؟
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة مساجلات في المجتمع اليهودي حول النقاب والبرقع أو ما يسمى عند بعض طوائف اليهود "الفرومكا"... ودار جدل حول بعض الفتاوى من حاخامات يهود يطالبون المرأة بتغطية وجهها وارتداء زي واسع محتشم، صيانة لجسدها واحترامًا لقيمتها وذاتها... وأكبر من هذا اتباعًا لدينها وطاعة لربها...
وهذا الجدل يذكرنا بما يدور أحيانًا في بلاد المسلمين حول نفس القضية، والهجوم الذي يقوم به العلمانيون وأشباههم، وتتولى كبره الصحافة والمجلات والإذاعات وبرامج التلفاز تهجينًا وتسفيهًا وسبًا وقذفًا يجاوز حدود الأدب أحيانًا وربما تطاله يد القانون لو كان هناك قانون.
فقد ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية (كما نقلت ذلك مواقع ووكالات أنباء) أن الحاخامات اليهود الذين ينتمون لإحدى الجماعات الدينية في إسرائيل (الحريديم) (والتي وصفتها الصحيفة بالمتشددة) أصدروا فتوى دينية تلزم النساء الإسرائيليات بارتداء النقاب وعباءة واسعة لإخفاء كل أجزاء الجسد وعدم التبرج، حفاظًا على مكانة واحترام المرأة لجسدها وذاتها وتنفيذًا لتعاليم الدين اليهودي الذي يدعو إلى الالتزام بالأخلاق والاحتشام.
ووصفت الجريدة التي تعتبر الأولى في إسرائيل هذه الفتاوى بأنها تعتبر نوعًا من التطرف... وأنها تستنسخ جماعات على غرار جماعة طالبان الإسلامية.
فقد قالت (معاريف): إن هذه الفتوى تعتبر نوعًا من التطرف والتشدد الذي تنادي به بعض الجماعات الدينية (الحريديم)، وهو ما يعتبر بداية لولادة طالبان يهودية في إسرائيل وفقًا لما كتبه (إسحاق تسلر) الصحفي بمعاريف.
أضافت الصحيفة أن الحاخامات اليهود الذين قاموا بإصدار هذه الفتوى قاموا بتوزيعها في الشوارع ولصق الآلاف منها على الجدران، وأن هذه الفتوى تحمل توقيعات العديد من الحاخامات وعلى رأسهم الحاخام اسحق طوبيا رئيس طائفة "الحريديم".
وقالت: إن الفتوى تجرم الحديث في الهاتف، وتمنع أصحاب الملابس من بيع ملابس نسائية قصيرة وعارية وعرضها في واجهات المحال التجارية، إلا أن أصحاب المحال التجارية أبدوا رفضهم لهذه الفتوى واستمروا في عرض ملابس نسائية تخالف فتوى الحاخامات اليهود، الأمر الذي أدى إلى وقوع مظاهرات وأعمال شغب من قبل من ينتمون للجماعات الدينية ضد أصحاب محلات الملابس.
إلا أن ظهور نساء إسرائيليات يرتدين الملابس (المحتشمة) التي جاءت في الفتوى الدينية اليهودية، فتح الباب مجددًا للجدل والاختلاف بين التأييد والمعارضة.
الخلاف في كشف الوجه:
وذكرت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية أن جماعة دينية يهودية أخرى أصدرت فتوى جديدة أقل تشددًا من سابقتها، لأنها تعفي النساء الإسرائيليات، وخاصة اللاتي ينتمين إلى الفئة الملتزمة بتعاليم اليهودية، من ارتداء النقاب أو غطاء الوجه، وهو ما يكون أقرب إلى حديث (الحجاب) عند المسلمين، لأن الفتوى الجديدة تلزم الإسرائيليات بارتداء ملابس محتشمة وغير مثيرة للغرائز لكن ليس بالضرورة إخفاء الوجه، وذهبت الفتوى الدينية الجديدة إلى أهمية موافقة الزوج على ملابس الزوجة وهل ارتداء النقاب يغضب الزوج أم لا؟.
ويذكر أن صحيفة معاريف الإسرائيلية قد نشرت في يوليو 2012م خبرًا عن الفتوى الدينية اليهودية التي تلزم النساء الإسرائيليات بارتداء (الشال) الذي يغطي جسد المرأة من الرأس حتى القدم، بالإضافة إلى عدم الحديث في الهاتف المحمول لأن صوت المرأة عورة، فضلًا عن أن الفتوى تضمنت تحريم بيع الملابس النسائية المثيرة في محلات الملابس وهو ما أدى إلى قيام يهود متدينين بمهاجمة محلات الملابس التي تعرض مثل هذه الملابس وتحطيمها، وقد نشرت صحيفة معاريف صورة لامرأة إسرائيلية تسير في أحد الشوارع وهي ترتدي ملابس محتشمة التزامًا بالفتوى الدينية اليهودية التي تدعو النساء إلى عدم التبرج والى الاحتشام.
تعليق لا بد منه:
إن وصف كاتب المقال لهذه الفتاوى بأنها متشددة وبداية لولادة طالبان يهودية في إسرائيل، مغالطة، وإنما الحق أن يقال: إن تكريم الأديان للمرأة ليس جديدًا... والدين مصدره واحد وإنما يحرفه البشر... فلماذا نستغرب أن يكون النقاب في دين اليهود؟ واليهودية الحقة دين الله الذي أنزله على موسى عليه السلام، كما أن الإسلام دين الله الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم؟!. فلماذا لا تتشابه أديان السماء ومصدرها الرب تعالى... والله تعالى كرم المرأة وصانها ولكن جاء أتباع إبليس فعروها ليستمتعوا بها وينالوا بها شهواتهم وملذاتهم...
وقد علق بعض المنتسبين إلى الإسلام على الخبر بقوله: "ومن هنا تسلل النقاب إلى الإسلام"... فلماذا لا نقول بدلًا عن ذلك: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران من الآية:19]؟!...