وجدي غنيم وظلم أولي القربى
ممدوح إسماعيل
- التصنيفات: موضوعات متنوعة -
الشيخ والداعية المحبوب وجدي غنيم يتعرض في هذه الأيام إلى محنة قاسية فقد قام أحد الأخوة المنتمين للسلف في دولة الكويت الشقيقة باستخراج تصريحات منسوبة للشيخ وجدي غنيم منذ ستة عشرة عاما وقت غزو صدام حسين للعراق أي قام باستخراجها من القبر كي يدلل على موقف عدائي للشيخ وجدي غنيم من دولة الكويت وترتب على هذا الأمر تقديم استجواب لوزير الأوقاف الكويتي بسبب استقدامه الشيخ للدعوة في دولة الكويت واستقال الوزير ولم ينته الأمر بل تصاعدت الحملة ضد الشيخ وجدي حتى وصلت إلى دولة البحرين حيث يقيم هو وأسرته فصدر قرار ملكي بإبعاده عن البحرين وإلى هنا لم تنه المأساة ؟
وشخصيا لا أظن الجرح الذي يعانيه الشيخ وجدي هو من قرار ترحيله أبدا
فهو الداعية المجاهد الصابر الصادع بالحق ولكن أن تأتى الطعنة من
رفقاء الدرب أخوة الإسلام فهي المصيبة وكما قال الشاعر: وظلم أولى
القربى اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند .
وأنا شخصيا أشعر بما يشعر به الشيخ الحبيب وجدي غنيم فقد ظلمت وسجنت
ظلما ولم أتأذ من السجن بفضل الله بقدر ما المنى أن من أسباب سجني
وظلمي وشاية ممن كنت اظنهم رفقاء الطريق وأخوة الإسلام وهكذا تكون
الطعنات مؤلمة نفسيا بقدر ما يكون قرب من بيده الخنجر من المطعون وهذه
هي الحياة ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة
أتصبرون " الله المستعان على الصبر ومع هذه الواقعة المحزنة لي وقفات
سريعة أولا أنا لا أخفى حبي في الله للشيخ رغم أنى لم التق به ولو مرة
واحدة في حياتي واذكر أول مرة سمعت عنه كان في عام 1982 عندما كنا
معتقلين في طرة من أحد أصدقائه وظللت بعد ذلك أسمع أخباره وكان أول
شريط سمعته له كان شريط الحجاب أظن عام 1986 ووفقني الله أن طبعته
ووزعته وقتها ثم ظللت أتابع مواقف الرجل وجهاده وصبره في الدعوة
وتحمله الأذى في سبيل الله حتى كان سفره لأمريكا ثم ترحيله واستقبال
دولة البحرين الشقيقة له ثانيا علمنا الحبيب المعصوم أن كل بنى ادم
خطاء وديننا ليس فيه كهنوت ولكننا لابد أن نعطى للرجال منازلهم وان
نتجاوز عن عثراتهم والحبيب المعصوم صلى الله عليه وسلم يقول أقيلوا
عثرات ذوى الهيئات وعلمنا شيخنا شيخ الإسلام والسلفيين أن من غلبت
حسناته على سيائته فهو الإنسان الصالح وقديما قال الشاعر: من ذا الذي
ترضى سجاياه كلها .كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه والشيخ لاشك له
أخطاء ككل البشر يعلمها الله ولكن حسناته في الدعوة لدين الله ملئت
الأفاق فجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين وتقبل الله منه ثالثا لا
أخفى انتمائي للفكر السلفي ولكنني تعلمت في هذا الفكر الإخوة في الله
وتعلمت معنى الإنصاف وعدم التعصب والحزبية المنتنة وتعلمت الالتزام
بحديث النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا
يخذله ولا يسلمه ومن هنا رسالتي للإخوة الكرام من السلف المتبعين لهدى
الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فانتم تحرصون على الالتزام بالهدى
والسنة فهل ما حدث مع الشيخ من الهدى والسنة وان أخطأ فأين ميزان
العدل وحسناته كثيرة ويكفى واحدة أنه مسلم ثم هل يعارض حب الأوطان
الإسلام وان عارضه فماذا نقدم ؟ أخواني أنتم أخوة كرام ومنكم الأخ
الكريم وليد الطبطائى ما عرفت عنه إلا كل غيرة على دين الله وكل خير
نحسبه كذلك والله حسيبه فاني أستصرخ فيه أخوة الإسلام أن يسعى لمحو
هذا الموقف فهو متوقع من غيركم أما منكم فلا رابعا هذه الواقعة نبهتني
إلى واقع مؤلم وعصبية مقيتة يعيشها الطرفان الأخوان والسلفيون أعلمه
كغيري وعايشت الكثير من مواقف التعصب المذموم من الطرفين وأعلم أيضا
الخلافات الفكرية والعقدية والفقهية بين الطرفين ولكني أعلم أن كلا
الطرفين مسلمان فهل يرقق الإسلام قلوبنا إلى الحب في الله مع الخلاف
وأن لا يطعن احدنا الآخر غدرا خاصة مع تربص أعداء الإسلام في الداخل
والخارج و العدوان على الإسلام والمسلمين في قمته ولا يدرى المسلم
ماذا يحدث بعد ساعة واحدة لإخوانه المسلمين في كل مكان لقد تحالف
الغرب الصليبي مع اليهود مع الشيعة المبتدعين الضالين على النيل من
أهل السنة وأهل السنة في خلاف وشقاق لا ينتهي أما آن الأوان أن نتحد
ونتمسك بديننا وأن يراجع كل طرف أخطائه , دعونا نختلف ولكن لا نتقاتل
ولا يغدر بعضنا ببعض وألا أين المروءة والشهامة ؟أين صفات الرجال
الصادقين مع الله ؟ وأخيرا رسالتي إلى الشيخ الكريم والداعية المحبوب
اصبر واحتسب وان شاء الله يأتي الفرج والله لقد صبرت بفضل الله على
أشد مما نالك وأكرمني الله بخير عظيم ألا وهو أن ازداد حبي لله
وإيماني بالله و تهاوت أمامي كل الصور والعلائق في الدنيا اللهم لك
الحمد ويبقى أنني أتمنى من كل أخ مسلم يقرأ المقال أن يعلق ويطالب
بعودة الشيخ وجدي إلى أقامته في البحرين"حيث أن الشيخ مطرود من مصر "
حتى يعرف الجميع مكانة الرجل ولا يقوتنى أن أرسل تلك الحكمة إلى الشيخ
وجدي وكل الإخوة والأحبة الصديق من صدقك في الشدة لا في الرخاء، والأخ
من ذب عنك في الغيب لا في المشهد، والوفي من وفى لك إذا خانك زمان
ممدوح إسماعيل محام وكاتب