الأسرى وواجب النصرة
عامر عبد المنعم
لا يمكن حصر عدد الأسرى المسلمين؛ لكثرة ما يحدث من عمليات عسكرية من
الغرب الصليبي واتساع المناطق التي تتعرض للهجوم.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
أسرانا في كل مكان, لا تخلو منطقة
في العالم من وجود أسرى مسلمين يقبعون في غياهب المعتقلات ومراكز
الاحتجاز. طوابير ليس لها نهاية، واستغاثات لا تتوقف من إخوان لنا
مستضعفين جار عليهم الغزاة وسلبوهم حرياتهم، مقيدون في الحديد ينتظرون
من يهب لنجدتهم ويفك أسرهم، لهم على الأمة حق النصرة، وينتظرون من
المسلمين لحظة انتباه ويقظة، يتوقون إلى الحرية ويرجون الخروج من ذل
الأسر.
من يتابع نشرات الأخبار يكتشف أن شباب المسلمين يتخطفون في كل مكان، ويساقون إلى السجون ومراكز الاعتقال العلنية والسرية بشكل يومي.
لقد باتت قضية الأسرى ظاهرة متنامية في فلسطين حيث يبلغ الإجرام الصهيوني أقصى مدى، تحتجز قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين في سجون مظلمة وتمارس ضدهم كل الأساليب لإهدار آدميتهم وانتهاك حقوقهم.
في العراق وأفغانستان امتلأت السجون عن آخرها بالمسلمين الذين تهدر كرامتهم وتزهق أرواحهم على مرأى ومسمع من العالم. وتمادى الأمريكيون الغزاة في إذلال الأسرى تشفيا في المسلمين، فارتكبوا جرائم يندى لها الجبين، ومارسوا فظائع ضد الأسرى أشهرها ما حدث في سجن "أبو غريب" الشهير لإذلال الأمة قبل إذلال هؤلاء المستضعفين.
لا يمكن حصر عدد الأسرى المسلمين؛ لكثرة ما يحدث من عمليات عسكرية من الغرب الصليبي واتساع المناطق التي تتعرض للهجوم.
يتم أسر الشباب المسلم في البلاد المحتلة وفي غيرها، لا يقتصر قنص الأسرى على الغزاة وامتد إلى بلاد الغرب، حتى تلك التي لا تشارك في الحروب الأمريكية ضد المسلمين، وبات المسلم متهما أينما كان وحيث كان، يقبض عليه ويسجن بمحاكمات صورية في بعض الأحيان وبلا محاكمات في أحيان أخرى.
لكن أخطر ما في قضية الأسرى ما يحدث من أسر نساء المسلمين، هذا الأمر الجلل الذي يبين حجم المأساة التي تعيشها الأمة من أجل امرأة واحدة صرخت قائلة: "وامعتصماه"، سير الخليفة العباسي المعتصم جيشا إلى عمورية، فما بالنا اليوم تعيش آلاف الأسيرات في سجون الأعداء يسامون سوء العذاب ويتعرضن للاغتصاب!
في فلسطين يبلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات 90 أسيرة وفقا لتقرير أصدره نادي الأسير الفلسطيني في نوفمبر 2007 تم اعتقالهن خلال انتفاضة الأقصى، يعانين من أوضاع سيئة ومعاملة لا إنسانية. وفي العراق تبلغ المأساة ذروتها حيث يقبع آلاف العراقيات في السجون. والقصص التي ترويها عراقيات خرجن من السجون تدمي القلوب وتهز الوجدان.
في إحصائية أصدرها مركز مراقبة الاحتلال الدولي في بغداد في ديسمبر 2003 فإن معتقل الرصافة كان به حوالي 625 أسيرة عراقية، وفي معتقل الخزيمة 750 أسيرة.
ولم تتوقف حملات اعتقال النساء حتى الآن، بل زادت، وتبث المواقع العراقية على الإنترنت أسماء الأسيرات في سجون الاحتلال الأمريكي ومعلومات موثقة تكشف فظائع وجرائم تلطخ وجه الإنسانية وليس المجرمون وحدهم بالعار.
إن كثرة أسرانا لدى الأعداء سببه أن الأمة مستباحة، منذ انهيار الخلافة وغياب الحكومة الإسلامية الواحدة التي حمت العالم الإسلامي من الغرب الصليبي الذي يعادي الإسلام.
لقد انكشفت الأمة واجتاحتها جيوش الصليبيين منذ ضعفت الخلافة وسقطت إذ لم تتوقف الغزوات الصليبية حتى الآن.
لقد تغيرت رايات الأعداء وتلونت بألوان شتى لكن روح العداء المتأصلة في الغرب لم تتغير. وهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
وعمليات الأسر ستستمر وربما بأشكال مختلفة وتحت مسميات مبتكرة مثل "مكافحة الإرهاب" وغيره من الشعارات التي يورطون بها للأسف دول وحكومات إسلامية في الحرب ضد الإسلام.
إن محنة الأسرى تحتاج إلى تحرك حقيقي، بالفعل وليس بالكلام. وهذا التحرك واجب شرعي يفرضه الإسلام. فهؤلاء الذين يعيشون في الأسر لدى الصليبيين لهم علينا واجب النصرة، إنهم شبابنا الذين يدفعون ضريبة استيقاظ الأمة وسعيها لإنهاء الاحتلال الغربي للعالم الإسلامي.
علينا أن نسعى لفك أسرانا وأن نفكر في وسائل التحرك الذي يسفر عن نتائج حقيقية وسط دوامة الحروب والفوضى التي يشعلها أعداء الأمة.
هذه القضية لا تحتمل التأجيل، إنها أشبه بالخطوط الأمامية التي يجب أن ندافع عنها, إنها معركة يجب أن نكسبها لأن خسارتها تفتح أبواب أخرى من الهزيمة والخسران.
إن أسرانا أشبه بقرون الاستشعار، إنهم طلائعنا في معركة الاستقلال، إن فقدناها سهل على العدو أن يدمر ما بعدها.
إن أعدائنا قتلة ومصاصو دماء، وإن وجدوا الفرصة سيفعلون بنا كما فعلوا بأمم بالملايين كانت تسمى الهنود الحمر، أبادوها ولم يبق منهم إلا بقايا تعيش في كانتونات للعبرة والمثل.
علينا أن نعمل بجد لفك الأسرى، سواء بالضغط الإعلامي والسياسي، أو بالدعم المادي للأسرى والإنفاق على الدفاع عنهم وتنظيم الحملات لجعل قضيتهم حاضرة دوما، والتصدي لمحاولات تشويههم وأيضا بدعم أسرهم.
تحتاج القضية إلى وضع تصور شامل لنصرة الأسرى، فكل منطقة لها ظروفها، و كل مسلم أدرى بما لديه من قدرة وطبيعة النجدة التي يمكن أن يقدمها لإخوانه.
لكن ثمة مقترحات يمكن أن تكون بداية لوضع تصور للدفاع عن أسرى المسلمين وهي كالتالي:
1- إبراز قضية الأسرى وإعطائها الاهتمام اللازم في تجمعاتنا وفعالياتنا الجماهيرية.
2- ممارسة الضغط على السياسيين وصناع القرار للقيام بدور في فك الأسرى.
3- رصد الأموال للإنفاق على مشروعات دعم الأسرى وأسرهم.
4- ترتيب عمليات أسر لجنود الأعداء في مناطق القتال لإجبار الخصوم على الدخول في عمليات التبادل، حيث ثبت تاريخيا وواقعيا أن مثل هذه العمليات هي أسرع الطرق لفك الأسرى.
5- فضح العدو وإظهار الجرائم التي يرتكبها في حق الأسرى.
6- تنشيط الدور الإعلامي المساند للأسرى بما يحقق حضوراً دائماً للقضية.
إن مساندة الأسرى تحتاج إلى تضافر كل أبناء الأمة، وتنسيق الجهود الدعوية والإعلامية والجماهيرية والسياسية لتحقيق تقدم في إدارة عملية تحرير الأسرى، وإجبار الأعداء على إطلاق المسلمين الذين يحتجزونهم، ووقف هذه المحنة التي تؤلمنا قبل أن تكون مؤلمة لأسرانا.
إن هدفنا الذي يجب أن نسعى لتحقيقه هو أن نجعل تكلفة أسر مسلم واحد عالية جداً، وهذا لن يكون إلا باستعادة الأمة لاستقلالها ووحدتها، وتشكيل رأس للأمة تقودها لاستعادة سيادتها وقوتها الرادعة، وهذه هي المعركة التي تخوضها الأمة الآن لكسر القيد ثم الانطلاق بإذن الله.
عامر عبد المنعم
3/1/2008
موقع لواء الشريعة
من يتابع نشرات الأخبار يكتشف أن شباب المسلمين يتخطفون في كل مكان، ويساقون إلى السجون ومراكز الاعتقال العلنية والسرية بشكل يومي.
لقد باتت قضية الأسرى ظاهرة متنامية في فلسطين حيث يبلغ الإجرام الصهيوني أقصى مدى، تحتجز قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين في سجون مظلمة وتمارس ضدهم كل الأساليب لإهدار آدميتهم وانتهاك حقوقهم.
في العراق وأفغانستان امتلأت السجون عن آخرها بالمسلمين الذين تهدر كرامتهم وتزهق أرواحهم على مرأى ومسمع من العالم. وتمادى الأمريكيون الغزاة في إذلال الأسرى تشفيا في المسلمين، فارتكبوا جرائم يندى لها الجبين، ومارسوا فظائع ضد الأسرى أشهرها ما حدث في سجن "أبو غريب" الشهير لإذلال الأمة قبل إذلال هؤلاء المستضعفين.
لا يمكن حصر عدد الأسرى المسلمين؛ لكثرة ما يحدث من عمليات عسكرية من الغرب الصليبي واتساع المناطق التي تتعرض للهجوم.
يتم أسر الشباب المسلم في البلاد المحتلة وفي غيرها، لا يقتصر قنص الأسرى على الغزاة وامتد إلى بلاد الغرب، حتى تلك التي لا تشارك في الحروب الأمريكية ضد المسلمين، وبات المسلم متهما أينما كان وحيث كان، يقبض عليه ويسجن بمحاكمات صورية في بعض الأحيان وبلا محاكمات في أحيان أخرى.
لكن أخطر ما في قضية الأسرى ما يحدث من أسر نساء المسلمين، هذا الأمر الجلل الذي يبين حجم المأساة التي تعيشها الأمة من أجل امرأة واحدة صرخت قائلة: "وامعتصماه"، سير الخليفة العباسي المعتصم جيشا إلى عمورية، فما بالنا اليوم تعيش آلاف الأسيرات في سجون الأعداء يسامون سوء العذاب ويتعرضن للاغتصاب!
في فلسطين يبلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات 90 أسيرة وفقا لتقرير أصدره نادي الأسير الفلسطيني في نوفمبر 2007 تم اعتقالهن خلال انتفاضة الأقصى، يعانين من أوضاع سيئة ومعاملة لا إنسانية. وفي العراق تبلغ المأساة ذروتها حيث يقبع آلاف العراقيات في السجون. والقصص التي ترويها عراقيات خرجن من السجون تدمي القلوب وتهز الوجدان.
في إحصائية أصدرها مركز مراقبة الاحتلال الدولي في بغداد في ديسمبر 2003 فإن معتقل الرصافة كان به حوالي 625 أسيرة عراقية، وفي معتقل الخزيمة 750 أسيرة.
ولم تتوقف حملات اعتقال النساء حتى الآن، بل زادت، وتبث المواقع العراقية على الإنترنت أسماء الأسيرات في سجون الاحتلال الأمريكي ومعلومات موثقة تكشف فظائع وجرائم تلطخ وجه الإنسانية وليس المجرمون وحدهم بالعار.
إن كثرة أسرانا لدى الأعداء سببه أن الأمة مستباحة، منذ انهيار الخلافة وغياب الحكومة الإسلامية الواحدة التي حمت العالم الإسلامي من الغرب الصليبي الذي يعادي الإسلام.
لقد انكشفت الأمة واجتاحتها جيوش الصليبيين منذ ضعفت الخلافة وسقطت إذ لم تتوقف الغزوات الصليبية حتى الآن.
لقد تغيرت رايات الأعداء وتلونت بألوان شتى لكن روح العداء المتأصلة في الغرب لم تتغير. وهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
وعمليات الأسر ستستمر وربما بأشكال مختلفة وتحت مسميات مبتكرة مثل "مكافحة الإرهاب" وغيره من الشعارات التي يورطون بها للأسف دول وحكومات إسلامية في الحرب ضد الإسلام.
إن محنة الأسرى تحتاج إلى تحرك حقيقي، بالفعل وليس بالكلام. وهذا التحرك واجب شرعي يفرضه الإسلام. فهؤلاء الذين يعيشون في الأسر لدى الصليبيين لهم علينا واجب النصرة، إنهم شبابنا الذين يدفعون ضريبة استيقاظ الأمة وسعيها لإنهاء الاحتلال الغربي للعالم الإسلامي.
علينا أن نسعى لفك أسرانا وأن نفكر في وسائل التحرك الذي يسفر عن نتائج حقيقية وسط دوامة الحروب والفوضى التي يشعلها أعداء الأمة.
هذه القضية لا تحتمل التأجيل، إنها أشبه بالخطوط الأمامية التي يجب أن ندافع عنها, إنها معركة يجب أن نكسبها لأن خسارتها تفتح أبواب أخرى من الهزيمة والخسران.
إن أسرانا أشبه بقرون الاستشعار، إنهم طلائعنا في معركة الاستقلال، إن فقدناها سهل على العدو أن يدمر ما بعدها.
إن أعدائنا قتلة ومصاصو دماء، وإن وجدوا الفرصة سيفعلون بنا كما فعلوا بأمم بالملايين كانت تسمى الهنود الحمر، أبادوها ولم يبق منهم إلا بقايا تعيش في كانتونات للعبرة والمثل.
علينا أن نعمل بجد لفك الأسرى، سواء بالضغط الإعلامي والسياسي، أو بالدعم المادي للأسرى والإنفاق على الدفاع عنهم وتنظيم الحملات لجعل قضيتهم حاضرة دوما، والتصدي لمحاولات تشويههم وأيضا بدعم أسرهم.
تحتاج القضية إلى وضع تصور شامل لنصرة الأسرى، فكل منطقة لها ظروفها، و كل مسلم أدرى بما لديه من قدرة وطبيعة النجدة التي يمكن أن يقدمها لإخوانه.
لكن ثمة مقترحات يمكن أن تكون بداية لوضع تصور للدفاع عن أسرى المسلمين وهي كالتالي:
1- إبراز قضية الأسرى وإعطائها الاهتمام اللازم في تجمعاتنا وفعالياتنا الجماهيرية.
2- ممارسة الضغط على السياسيين وصناع القرار للقيام بدور في فك الأسرى.
3- رصد الأموال للإنفاق على مشروعات دعم الأسرى وأسرهم.
4- ترتيب عمليات أسر لجنود الأعداء في مناطق القتال لإجبار الخصوم على الدخول في عمليات التبادل، حيث ثبت تاريخيا وواقعيا أن مثل هذه العمليات هي أسرع الطرق لفك الأسرى.
5- فضح العدو وإظهار الجرائم التي يرتكبها في حق الأسرى.
6- تنشيط الدور الإعلامي المساند للأسرى بما يحقق حضوراً دائماً للقضية.
إن مساندة الأسرى تحتاج إلى تضافر كل أبناء الأمة، وتنسيق الجهود الدعوية والإعلامية والجماهيرية والسياسية لتحقيق تقدم في إدارة عملية تحرير الأسرى، وإجبار الأعداء على إطلاق المسلمين الذين يحتجزونهم، ووقف هذه المحنة التي تؤلمنا قبل أن تكون مؤلمة لأسرانا.
إن هدفنا الذي يجب أن نسعى لتحقيقه هو أن نجعل تكلفة أسر مسلم واحد عالية جداً، وهذا لن يكون إلا باستعادة الأمة لاستقلالها ووحدتها، وتشكيل رأس للأمة تقودها لاستعادة سيادتها وقوتها الرادعة، وهذه هي المعركة التي تخوضها الأمة الآن لكسر القيد ثم الانطلاق بإذن الله.
عامر عبد المنعم
3/1/2008
موقع لواء الشريعة
المصدر: لواء الشريعة