فكر واشكر (1)
عائض بن عبد الله القرني
أن تذكر نِعم اللهِ عليك فإذا هي تغْمُرُك منْ فوقِك ومن تحتِ قدميْك {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}، صِحَّةٌ في بدنٍ، أمنٌ في وطن، غذاءٌ وكساءٌ، وهواءٌ وماءٌ، لديك الدنيا وأنت ما تشعرُ، تملكُ الحياةً وأنت لا تعلمُ {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}، عندك عينان، ولسانٌ وشفتانِ، ويدانِ ورجلانِ {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
المعنى: أن تذكر نِعم اللهِ عليك فإذا هي تغْمُرُك منْ فوقِك ومن تحتِ قدميْك {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}، صِحَّةٌ في بدنٍ، أمنٌ في وطن، غذاءٌ وكساءٌ، وهواءٌ وماءٌ، لديك الدنيا وأنت ما تشعرُ، تملكُ الحياةً وأنت لا تعلمُ {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}، عندك عينان، ولسانٌ وشفتانِ، ويدانِ ورجلانِ {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، هلْ هي مسألةٌ سهلةٌ أنْ تمشي على قدميْك، وقد بُتِرتْ أقدامٌ؟! وأنْ تعتمِد على ساقيْك، وقد قُطِعتْ سوقٌ؟! أحقيقٌ أن تنام ملء عينيك وقدْ أطار الألمُ نوم الكثيرِ؟! وأنْ تملأ معدتك من الطعامِ الشهيِّ وأن تكرع من الماءِ الباردِ وهناك من عُكِّر عليه الطعامُ، ونُغِّص عليه الشَّرابُ بأمراضٍ وأسْقامٍ؟! تفكَّر في سمْعِك وقدْ عُوفيت من الصَّمم، وتأملْ في نظرِك وقدْ سلمت من العمى، وانظر إلى جِلْدِك وقد نجوْت من البرصِ والجُذامِ، والمحْ عقلك وقدْ أنعم عليك بحضورهِ ولم تُفجعْ بالجنونِ والذهولِ.