افعل ما شئت فأنت أمريكي

ملفات متنوعة

افعل ما شئت أيها الأمريكي، لأنك فوق الجميع وتحكم الجميع، وقد
استوليت على أمة، خلا فيها الرجال، اللهم إلا قليل ممن جرت الدماء
الشرف والكرامة في عروقهم

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
افعل ما شئت أيها الأمريكي، لأنك فوق الجميع وتحكم الجميع، وقد استوليت على أمة، خلا فيها الرجال، اللهم إلا قليل ممن جرت الدماء الشرف والكرامة في عروقهم، والعجيب أن يعيب الذين استبدلوا بلباس الكرامة لباس الخنوع، على الرجال رجولتهم، فإن كنا نمتدح موقف الجندي العراقي، فكم من الجنود العراقيين رأوا وشاهدوا وسمعوا مثلما رأى وشاهد وسمع، ولكنهم تجمدت دماء الكرامة في عروقهم، وربما عابوا عليه أو أخذتهم الحمية فصاروا يبحثون عنه حتى يقدموه قربانًا للسيد الأمريكي.

الخبر: كشفت هيئة علماء المسلمين في بيانها عن الدوافع الحقيقة وراء قتل جندي عراقي لثلاثة جنود أمريكيين وإصابة آخرين، وأوضح البيان أن بعض جنود الاحتلال تعرض "في أحد المنازل لامرأة حامل، وأخذوا بضربها بشدة وهي تصيح من الألم، وتستغيث، فانبرى لهم أحد أفراد الحرس الحكومي وقد ثار دم الغيرة في وجهه، وطلب من جنود الاحتلال أن يكفوا عن ضرب المرأة، فجاءته إجابتهم على لسان مترجمهم (نحن نفعل ما نريد)!، فما كان منه إلا أن اعتلى إحدى العربات المسلحة قربه، وفتح النار عليهم ليقتل ثلاثة من بينهم ضابط برتبة نقيب، ويجرح أربعة آخرين".


التعليق:
هكذا كانت إجابة الجنود الأمريكيين الذين استأسدوا على امرأة حامل ضعيفة لا حول لها ولا قوة، على الجندي العراقي الشريف: "نحن نفعل ما نريد".


هذه هي الحضارة والحرية
ـ نعم فأنتم الأمريكيون أرباب الحضارة والعلم والحرية واحترام حقوق الإنسان، تفعلون ما تريدون، هذا أول درس تعلمناه من تلك الواقعة أنكم أصحاب حضارة، وقد تأسف رئيسكم منذ فترة قصيرة على حكم يدين امرأة وضعت نفسها في موطن الريبة وتعرضت للفاحشة، وتخيل أن ابنته مكانها فرق قلبه لها، وطبيعي جدًا أن تكون قلوبكم رحمية تمامًا مثل قلب رئيسكم، وأن تتمتعوا بنفس القدر من احترام إنسانية الإنسان، وخاصة المرأة، فصرتم تضربونها بكل رحمة.


الرجل الأبيض والجنس المتفوق
ـ ومن ذا الذي يتجرأ ويعترض على مثل تلك الوقائع، وهذه مجرد واقعة ضرب وتعذيب، في الوقت الذي يقوم به المسلمون الوحشيون بذبح الخراف في عيد الأضحى بكل بشاعة، فأنت أيها الأمريكي تفعل ما تشاء لأنك الرجل الأبيض الأحق بالحياة والكرامة والحرية، مبعوث العناية الإلهية، أما الباقون فهم بالنسبة لك كالشياة، تأخذ منهم ما تشاء وتدع لهم ما تشاء، تضرب أو تعذب أو تذبح، من تشاء، وتقرب وترفع من تشاء، فأنت تفعل ما تريد.


وقريبًا استمعت محكمة عسكرية أمريكية في أغسطس الماضي إلى اعترافات جندي من قوات مشاة البحرية الأمريكية المارينز، قال فيها: إنه تلقى أمرًا بقتل النساء والأطفال العراقيين الذين كانوا داخل إحدى الغرف في حالة رعب شديد خلال مذبحة حديثة، التي خلّفت 24 قتيلاً من المدنيين العراقيين الأبرياء، فماذا عليك أيها الجندي وقد قتلت نساء وأطفالاً لا حول لهم ولا قوة لم يرفعوا سلاحًا ولم يحملوا قنبلة. لا شيء لأنك أمريكي وما دمت أمريكيًا فأنت تفعل ما تريد.


رأى فثار...فكم عدد من رأى وسكت
ـ افعل ما شئت أيها الأمريكي، لأنك فوق الجميع وتحكم الجميع، وقد استوليت على أمة، خلا فيها الرجال، اللهم إلا قليل ممن جرت الدماء الشرف والكرامة في عروقهم، والعجيب أن يعيب الذين استبدلوا بلباس الكرامة لباس الخنوع، على الرجال رجولتهم، فإن كنا نمتدح موقف الجندي العراقي، فكم من الجنود العراقيين رأوا وشاهدوا وسمعوا مثلما رأى وشاهد وسمع، ولكنهم تجمدت دماء الكرامة في عروقهم، وربما عابوا عليه أو أخذتهم الحمية، فصاروا يبحثون عنه، حتى يقدموه قربانًا للسيد الأمريكي. .



أحمد عمرو/ كاتب مصري
مجلة العصر
08-1-2008
المصدر: مقال المسلم