(7)

رحاب حسَّان

الصدع بالدعوة، ردة فعل أهل مكة، مواقف تربوية مما تقدم، اساليب مجابهة الدعوة.

  • التصنيفات: السيرة النبوية -

(1)

ثانيا: الصدع بالدعوة

{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}[الحجر الآية:94]

لما أنزل الله عز وجل {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر}، صعد النبي صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا هاتفا «ياصباحاه» ثم نادى يا بني فهر، يا بني عدي، يا بني فلان...فلما اجتمعوا قال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟» قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ثم دعاهم إلى شهادة أن لا اله لا الله وأن محمد رسول الله»، فماذا كانت ردة فعلهم؟

 

(2)

ردة فعل أهل مكة

ولما تم هذا الإنذار انفض الناس وتفرقوا، ولا يذكر عنهم أي ردة فعل، سوى أن أبا لهب واجه النبي صلى الله عليه وسلم بالسوء، وقال‏:‏ "تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا‏؟‏" فنزلت‏:‏ ‏{‏تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ‏}‏[المسد الآية:1] أما عامة قريش فقد أصابتهم الدهشة والإستغراب ولم يستطيعوا أن يختاروا موقفا، لكنهم لما أفاقوا استكبروا في أنفسهم وبدأوا بالسخرية والاستهزاء.

 

(3) 

مواقف تربوية مماسبق

إن الامر بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم للأقربين به حِكما عظيمة فهم محل حكم الناس على الداعية فإن لم  ينجح مع أقربائه كان في ذلك أثرا في الصد عن دعوته.

وثانيا: فالدعوة بر وإحسان وأولى الناس بذلك الأقربين.

وثالثا: فقد قال لهم صلى الله عليه وسلم في دعوته لهم «فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها.»

فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أبقى على صلته مع أقاربه الكفار فمن باب أولى لعموم المسلمين أن يبقوا على صلتهم بأقاربهم المسلمين المخالفين لهم في الكثير من أمور الدنيا، على براءتهم لهم مما يعضب الله تعالى والدين، فقد تكون هذه الصلة يوما سببا في هدايتهم، ولا تدري لعل الله تعالى يهد قلوبهم ويصلح أحوالهم ويرزقهم من التقوى بعد أن حادوا الله ورسوله.

 

(4)

أساليب شتى لمجابهة الدعوة

بعد الجهر بالدعوة بدأ عدد المسلمين في الزيادة وكذلك بدأت أساليب قريش تتنوع لمجابهة الدعوة، ومن ذكر تلك الأساليب يتبين للحصيف تشابه دعوى الباطل بين اليوم والأمس،

والتي كان من أهمها:

أولا: إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات الكاذبة لصـــد عامة الناس عن التدبر في دعوته صلى الله عليه وسلم والتفكير فيها، وساعدهم في ذلك أهل الكتاب بتوسيع مجال الاسئلة بما عندهم من خبر في كتبهم فرد الله كيدهم في نحروهم.

ثانيا: السخرية والتحقير، والإستهزاء والتكذيب والتضحيك‏ لتخذيل المسلمين، وتوهين قواهم المعنوية فرموا النبي صلى الله عليه وسلم بتهم هازلة، وشتائم سفيهة ومعلوم أنّ الطعن في الرسول طعن في الرسالة كلها.

ثالثا: الحيلولة بين الناس وبين سماعهم القرآن ومعارضته بالقصص وأساطيرالأولين المثيرة وإثارة الشغب وإلهاء الناس بالغناء واللعب إذا رأوه يصلى ويتلو القرآن، ظنا منهم أن هذا بديلا لكلام الله عز وجل.

إعداد/ رحاب حسان