إلى أخي الشاب من حزب النور
أحمد قوشتي عبد الرحيم
أخي: لا أريد منك سوى شيء واحد، وهو أن تفكر بموضوعية وإنصاف، وأن تعلم أنك سوف تحاسب وحدك ولن يغني عني ولا عنك أحد من الله شيئًا، والله يهدي إلى سواء السبيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
- التصنيفات: الواقع المعاصر - قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
الذي راسلني وحاول إقناعي أن مواقف حزبه هي نوع من الاجتهاد، وترجيح بين المصالح والمفاسد، واعتماد على معلومات وأمور لا يعلمها سوى المشايخ الكبار وتخفى على المساكين من أمثالنا، وأن تأييدهم للسيسي إن تم فسيكون بعد تدارس مجلس شورى الدعوة للأمر، وبعد جلوس وفد الحزب معه ومعرفة موقفه من الشريعة، وأن القرار قرار مؤسسي.. أقول له:
مع حبي لك حيث تجمعنا إخوة الإسلام، ومع التذكير أني لست منضمًا لجماعة أو حزب، لن أطيل معك في النقاش والجدال لأثبت لك ما أعتقده من أنك مغرر بك، ومضحوك عليك، وأن القرار معد سلفًا، ومتخذ مسبقًا، وكل ما سوى ذلك أوهام، ومحاولات للتغطية، لكن فقط فكر مع نفسك في هذا الأمر.
تكرر القول مرارًا من قادة الحزب والدعوة أن القرار (مؤسسي)، وأنهم لن يعلنوا تأييد مرشح بعينه للرئاسة إلا بعد الاجتماع معه واختباره، وطرح عدة أسئلة عليه، ثم اجتماع مجلس شورى الدعوة لاتخاذ القرار، وحتى هذه اللحظة فإن مجلس الشورى لم يجتمع، ولقاء السيسي لم يتم بعد، وامتحانه وإجاباته عن الأسئلة لم تحدث، وليس هناك ما يدعو للعجلة أصلاً في اتخاذ القرار..
ومع ذلك كله فها هو الشيخ (ياسر) -وليس رئيس الحزب مثلاً أو أمينه أو المتحدث باسمه- يهرع من تلقاء نفسه ليعلن تأييده للسيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنه الأقدر على إدارة المرحلة المقبلة، معللاً ذلك بأنه شغل منصب نائب رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، وتعمقه في تفاصيل الفترة السابقة، واقترابه من كل ما يحيط بالدولة، ولم يذكر مطلقًا قضية الموقف من الشريعة أو برنامج انتخابي أو يحزنون، والمصدر هو: (جريدة الفتح لسان الحزب).
والسؤال: لم العجلة والتسرع؟ وأين ما قيل من قبل عن المؤسسية والموقف من الدين والشريعة؟
وهل لذلك علاقة بالحملة الشعواء التي يشنها إعلام الفلول على الرجل، حتى إن أحمد كريمة ونجيب جبرائيل وصحف الوطن، واليوم السابع، والشروق صاروا يزايدون على الرجل، ويشنعون عليه بسبب فتواه الأخيرة؟
أخي: لا أريد منك سوى شيء واحد، وهو أن تفكر بموضوعية وإنصاف، وأن تعلم أنك سوف تحاسب وحدك ولن يغني عني ولا عنك أحد من الله شيئًا، والله يهدي إلى سواء السبيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.