ما مضى فات (1)
عائض بن عبد الله القرني
تذكُّرُ الماضي والتفاعلُ معه واستحضارُه، والحزنُ لمآسيه حمقٌ وجنونٌ، وقتلٌ للإرادةِ وتبديدٌ للحياةِ الحاضرةِ. إن ملفَّ الماضي عند العقلاء يُطْوَى ولا يُرْوى، يُغْلَقُ عليه أبداً في زنزانةِ النسيانِ، يُقيَّدُ بحبالٍ قوَّيةٍ في سجنِ الإهمالِ فلا يخرجُ أبداً، ويُوْصَدُ عليه فلا يرى النورَ؛ لأنه مضى وانتهى.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
تذكُّرُ الماضي والتفاعلُ معه واستحضارُه، والحزنُ لمآسيه حمقٌ وجنونٌ، وقتلٌ للإرادةِ وتبديدٌ للحياةِ الحاضرةِ. إن ملفَّ الماضي عند العقلاء يُطْوَى ولا يُرْوى، يُغْلَقُ عليه أبداً في زنزانةِ النسيانِ، يُقيَّدُ بحبالٍ قوَّيةٍ في سجنِ الإهمالِ فلا يخرجُ أبداً، ويُوْصَدُ عليه فلا يرى النورَ؛ لأنه مضى وانتهى، لا الحزنُ يعيدُهَ، ولا الهمُّ يصلحهُ، ولا الغمَّ يصحِّحُهُ، لا الكدرُ يحييهِ، لأنُه عدمٌ، لا تعشْ في كابوس الماضي وتحت مظلةِ الفائتِ، أنقذْ نفسك من شبحِ الماضي، أتريدُ أن ترُدَّ النهر إلى مَصِبِّهِ، والشمس إلى مطلعِها، والطفل إلى بطن أمِّهِ، واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العينِ، إنَّ تفاعلك مع الماضي، وقلقك منهُ واحتراقك بنارهِ، وانطراحك على أعتابهِ وضعٌ مأساويٌّ رهيبٌ مخيفٌ مفزعٌ.