(8)
رحاب حسَّان
الحرب على الثوابت-تعذيب المسلمين -موقف المشركين من النبي-اقتراح غريب وطريف.
- التصنيفات: السيرة النبوية -
(1)
الحرب على الثوابت
الحرب على الثوابت، فكانت ثمة ثلاث ثوابت ركز المشركون علي زعزعتها صدًا عن دين الله، وهي التوحيد والرسالة والبعث -وما أشبة اليوم بالبارحة-
(أ) فأما البعث: فقد رد القرآن ردًا شافيًا فالله عز وجل عادل فلابد ان يكون هناك بعث آخر يؤخذ فيه للمظلوم حقه وللضعيف نصرته ثم ضرب لهم أعظم الأمثال برهانا على أن البعث حق كإحياء الأرض الميتة وكخلقهم الأول من عدم، وأن إعادة الخلق أهون عليه جل وعلى.
(ب) وأما الثابت الثاني: وهي رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فضحد الله كيدهم وأثبت أن جميع الرسل كانوا بشرا يمشون في الأسواق ويأكلون الطعام ودحض شبهتهم في أن الرسول لابد أن يتوفر له الجاة والمال والحشم والأبهة بأن هذا ينافي تبليغ الرسالة في عامة الناس من الصغير والكبير والضعيف والقوي.. الخ.
(جـ) وأما الثابت الثالث: فهو التوحيد فقد اتفقوا على أن الله عز وجل خالق السموات والأرض وهو مدبر الكون وما عبدوا أصنامهم إلا كوسيلة للتقرب إليه واخترعوا لذلك أعمالا كنحت الأصنام للأنبياء والصالحين ليتبركوا بها، فدحض الله كفرهم حين تحداهم فقال تعالى: {فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الأعراف من الآية: 194]، وبين أنهم لا يستجيبون لهم بشئ إلا كالذي يبسط كفيّه إلى الماء ليبلغ فاه وأنهم لا يخلقون شيئا ولا يملكون ضرا ولا نفعا لأحد ولا يمكلون موتا لا حياة ولا نشورا .
(2)
تعذيب المسلمين
ولما كان المسلمون غرباء في ضعف فقد قرر المشركين في النيل منهم بالعنف فعذب الفقير والغني، العبد والشريف من الصحابة في سبيل الله، فعذب خباب بن الأرت رضي الله عنه بالنار وكانت سيدته تضع الحديد المحمى على ظهره ليكفر، وعذبت أم زنيرة حتى عميت فقيل لها أصابتك اللات والعزى فقالت: "لا والله ما أصابتني"، فأصبحت في الغد وقد رد الله بصرها، ودخنت النار تحت عثمان بن عفان في حصير كان يلفه عليه عمه، وأوذي أبو بكر وطلحة بن عبيد الله حتى سميا بالقرينين حيث شدا في حبل واحد ليمنعهما أخو طلحة من الصلاة فما زادهم ذلك إلا إيمانا وتثبيتا.
(3)
موقف المشركين من النبي صل الله عليه وسلم
ولما كان للنبي صلى الله عليه وسلم من هيبة ووقار فقد وقاه الله عز وجل من اعتداءات الناس وكان يمنعه عمه أبو طالب لذا فقد مشى رجال من أشراف قريش إليه ينذرونه تارة ويساومونه تارة أخرى في أن يكفف ابن أخيه.
حتى هددوه أن (ننازله وإياك حتى يهلك أحد الفريقين .) فبلغ أبو طالب هذا الكلام لابن أخيه فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ضعفه قال: «يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه». فقال يا ابن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيئ أبدا.
(4)
اقتراح غريب ورد طريف
ذلك الذي أراده كفار قريش من أبو طالب حين يئسوا
أمام ثبات النبي صلى الله عليه وسلم فجاؤا إليه ومعهم عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله فقالوا: "يا أبا طالب خذ هذا الفتى فلك عقله ونصره واتخذه ولدا فهو لك وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي خالف دينك ودين آبائك"، قال لهم أبو طالب: "والله لبئس ما تسومونني عليه أتعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟ هذا والله ما لا يكون أبدا."
اعداد/ رحاب حسّان