أنَا روْضٌ مُزهِر.. فمن له مثل ما أعطاني ربي
أم يوسف صالح
يا عبير الزهر، ويا شذا الورد كفاك فخرًا أنك أنثى، وكفاك شرفًا أن ذكرك الله في كتابه العزيز والنور المبين وساوى بينك وبين الرجال في فضال الأعمال والطاعات والعبادات، وفي الثواب والأجور والحسنات.. فيا أخيتي المسلمة هذا البريق الذي يتهافت علينا على مرئى منا ومسمع، ما هو إلا بريق زائف سيتلاشى إن تخليت عن حصنك الحصين، لا تتخلي عن كل ما أعطاك إياه ربي وربك فمن أدرى بخلقهِ سوى خالقهِ؟
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
يا عبير الزهر، ويا شذا الورد كفاك فخرًا أنك أنثى، وكفاك شرفًا أن ذكرك الله في كتابه العزيز والنور المبين وساوى بينك وبين الرجال في فضال الأعمال والطاعات والعبادات، وفي الثواب والأجور والحسنات، فكما قال عز وجل: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى..} [آل عمران:195].
وفي سنة الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه قال: «النساء شقائق الرجال» (صححه السيوطي في الجامع الصغير:2560). نعم، كفاني فخرًا أنني أنثى فمن خلقني هو الله، ومن ذكرني هو الله، ومن أكرمني هو الله، فكيف أنتقص من نفسي وقد خلقني الله؟!
- أنا أنثى:
أنا أنثى كرقة الورد، وكشذا العبير، وكنسمة الهواء العليل.
أنا أنثى، تحمل في طياتها القلب الحنون، والأم الرؤوم، والابنة الخدوم.
أنا أنثى، بروحها الاستقرار، وفي بيتها السكن والاستمرار.
أنا أنثى، أشدو بأرق العبارات، وأجمل التغريدات، وأهوى الزينة والجمال.
أنا أنثى بتكويني، وبطبيعة عقلي وتفكيري، وبجسدي الناعم وتحريكي.. خلقني ربي فسواني، وأعطاني وأكرمني، وخلقني فعدّلني، لي أحكام مختلفة وأعمال يتحملها جسدي، وتتماشى مع فطرتي، فمن له مثل ما أعطاني ربي..!
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33]، ألا ليتك تعرفين النعمة التي أنت فيها، والراحة التي تنعمين فيها، والرفاهية التي تمتلكينها فانظري لـ نساء الغرب كيف يحسدننا لأننا فيها:
قالت الكاتبة الشهيرة (آتي رود) في مقالة نشرت في العام 1901م: "لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وألف بلاء من استغلالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأداران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة، نعم أنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلا للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت، وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها؟".
فيا أخيتي المسلمة هذا البريق الذي يتهافت علينا على مرئى منا ومسمع، ما هو إلا بريق زائف سيتلاشى إن تخليت عن حصنك الحصين، لا تتخلي عن كل ما أعطاك إياه ربي وربك فمن أدرى بخلقهِ سوى خالقهِ؟
- أنا سببُ للجنة: نعم! أنا سبب لدخول أبي الجنة، أنا سبب لدخول إخوتي للجنة..
إن هما ربياني على تعاليم ديني، وعلماني أمور حياتي، وأنشآني على الحق، وحرصا على عفتي، فأنا سببٌ لدخولهما الجنة، كما قال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه: «من كان له أُختانِ أو ابنتانِ، فأحسنَ إليهما ما صحبتاهُ، كنتُ أنا وهو في الجنةِ كهاتينِ، وقرنَ بين أُصبعيهِ» (السلسلة الصحيحة:1026، صحيح بمجموع طرقه).
أنا سببٌ لدخول زوجي الجنة، إن أكرمني، وأحسن عشرته معي، وعاملني باللطف واللين الجانب وحسن الخلق، ألم يقل المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه في الصحاح: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهـلي»، أقرب المؤمنين مجلسًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين أيماناً، وأقربهم مني مجلساً، ألطفهم بأهـله».
- أنا روضُ مُزهر:
- أنا خير متاع الدنيا خُلقت لأكون أنسًا لحياة الرجل، وأزيل وحشته، وأنير دربه، فكما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: «الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ» (صحيح مسلم:1467).
- أنا زوج مخلص، وفيّة لزوجي، صائمة شهري، محافظة على صلواتي، صنت عفافي وطهارتي كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «المرأةُ إذا صَلَّتْ خَمسَها، وصامتْ شَهرَها، وأَحصنتْ فَرجَها، وأطاعت بَعلَها؛ فَلْتَدْخُلِ مِنْ أَيِّ أبوابِ الجنة شاءتْ» (تخريج مشكاة المصابيح:3190، حسن لغيره أو صحيح لغيره).
- أنا راعية بيتي مُربية أطفالي، محافظة على نظافتهم ونظافتي، أعلمهم الأخلاق، أنشئهم على القيّم والآداب، كاتمة الأسرار، حافظة لغيبة زوجي في ماله وعرضه، فكما قال الحبيب صلوات ربي وسلامه: «ألا كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه، فالإمامُ الذي على الناسِ راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيتِه، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِه وهو مسؤولٌ عن رعيتِه، والمرأةُ راعيةٌ على أهلِ بيتِ زوجِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم..» (صحيح البخاري:7138، صحيح).
أما بعدُ كلّ تلك الفضائل التي أكرمك بها الله تعالى أتنتقصين بحق نفسك؟ أتخجلين من أنك أنثى؟
أختاه الله أمر بالعدل لا المساواة، فالمساواه ظلم لنا لا خير فيه، زني عقلك وحكّمي حياءك، وارجعي لهدي بارئك تسعدي.