(12)

رحاب حسَّان

عرض الرغائب- مساومات- أسئلة من جعبة يهود.

  • التصنيفات: السيرة النبوية -

(1)

عرض الرغائب

ومع ثبات الصحابة وصبرهم على الأذى، بدأت تنازلات قريش تتزايد فاجتمعوا واتفقوا على أن يذهب الوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عليه المال والملك والنساء فقال له رسول الله:«أو قد فرغت يا أبا الوليد؟» قال: "نعم"، قال: «فاسمع مني»، فتلا عليه أول سورة "فصلت" والوليد يستمع حتى بلغ رسول الله، {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}[فصلت الآية: 13]، فوضع عتبة يده على فم رسول الله وناشده الله والرحم مخافة أن يقع ذلك... وفي الحادثة قولة الوليد المشهورة لأصحابه وكيف أنه ما سمع قولا مثله قط...إلخ.

 

(2)

مساومات وتبادل أديان

وحسب المشركون أن دين الله الخالد يساوَم عليه كمثل تجارتهم ودنياهم فعرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعبدوا الله جل جلاله عامًا على أن يعبد أصنامهم عامًا؛ فأنزل الله عز وجل {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}[الكافرون الآية:1]، ولما كانوا حريصين على حسم الخلاف أبدوا المزيد من التنازل ومالوا إلى قبول ما يعرضه الرسول، ولكن اشترطوا بعض التعديل فقالوا {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ}[يونس من الآية:15]

فرد عليهم: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[يونس من الآية: 15].

 

(3)

أسئلة من جعبة يهود

وكانت وسيلة الحرب الرابعة بعد الإيذاء ثم عرض الرغائب ثم المساومات، هي السجال والجدال وتحدي الفكر بل والغيب، فقد كان اختبار المشركين لصدق النبي صلى الله عليه وسلم كافٍ أن يذعنوا ويسلموا، وذلك حين طرحوا عليه أسئلة رتبوها ودبروها مع بعض اليهود، وردّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بآيات تُتلى إلى يوم يبعثون.

 وقد كان من أسئلتهم ما يلي: "سلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها." يقصدون ذا القرنين وسلوه عن "فتية ذهبوا في الدهر الأول"، يقصدون أصحاب الكهف وسلوه عن "الروح ما هي؟" وكان رد الله عز وجل: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}[الإسراء من الآية: 85].  لقد سمع المشركين الإجابات تلو الإجابات تنزيلًا من رب الأرض والسماوات، وما اطاعوا الله وما استجابوا، وأبى الظالمون إلا كفورا.