(5) احتفال الإسراء والمعراج وأخرى
محمد صالح المنجد
من بدع هذا الشهر قراءة قصة المعراج والاحتفال بها في ليلة السابع والعشرين من رجب، وتخصيص تلك الليلة بزيادة عبادة كقيام ليل أو صيام نهار..
- التصنيفات: ملفات شهر رجب والإسراء والمعراج -
البدع المحدثة في شهر رجب:
إن الابتداع في الدين من الأمور الخطيرة التي تناقض نصوص الكتاب والسنة، فالنبي صلى الله عليه لم يمت إلا وقد اكتمل الدين قال تعالى: {..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا..} [المائدة:3]، وجاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» (متفق عليه)، وفي رواية لمسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، وقد ابتدع بعض الناس في رجب أمورًا متعددة فمن ذلك:
- صلاة الرغائب: وهذه الصلاة شاعت بعد القرون المفضلة، وبخاصة في المائة الرابعة، وقد اختلقها بعض الكذابين وهي تقام في أول ليلة من رجب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "صلاة الرغائب بدعة باتفاق أئمة الدين كـ(مالك، والشافعي، وأبي حنيفة، والثوري، والأوزاعي، والليث.. وغيرهم)، والحديث المروي فيها كذب بإجماع لأهل المعرقة بالحديث" (ا.هـ).
- وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة، ولم يصح شيء من ذلك..
فروي: "أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد في أول ليلة منه، وأنه بعث في ليلة السابع والعشرين منه"، وقيل: "في الخامس والعشرين"، ولا يصح شيء من ذلك، وروي بإسناد لا يصح عن القاسم بن محمد: "أن الإسراء بالنبي كان في السابع والعشرين من رجب"، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره.
فأصبح من بدع هذا الشهر قراءة قصة المعراج والاحتفال بها في ليلة السابع والعشرين من رجب، وتخصيص تلك الليلة بزيادة عبادة كقيام ليل أو صيام نهار، أو ما يظهر فيها من الفرح والغبطة، وما يقام من احتفالات تصاحبها المحرمات الصريحة كـ(الاختلاط والأغاني والموسيقى) وهذا كله لا يجوز في العيدين الشرعيين فضلاً عن الأعياد المبتدعة..
أضف إلى ذلك: أن هذا التاريخ لم يثبت جزمًا وقوع الإسراء والمعراج فيه، ولو ثبت فلا يعد ذلك شرعًا مبررًا للاحتفال فيه؛ لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة رضوان الله عليهم، ولا عن أحد من سلف هذه الأمة الأخيار ولو كان خيراً لسبقونا إليه، والله المستعان.
- صلاة أم داود في نصف رجب.
- التصدق عن روح الموتى في رجب.
- الأدعية التي تقال في رجب بخصوصه كلها مخترعة ومبتدعة.
- تخصيص زيارة المقابر في رجب، وهذه بدعة محدثة أيضًا، فالزيارة تكون في أي وقت من العام.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يعظّمون حرماته ويلتزمون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.