(6) الصلاة تعلمنا

محمد بن عبد الرحمن العريفي

العبد كلما كان بالصلاة أشغل وأولع، وإليها أنشط وأسرع، كانت رحمة الله أقرب إليه، وفضل الله أوسع عليه.

  • التصنيفات: فقه الصلاة -

والعبد كلما كان بالصلاة أشغل وأولع، وإليها أنشط وأسرع، كانت رحمة الله أقرب إليه، وفضل الله أوسع عليه.
وانظر إلى تلك المرأة الصالحة، مريم ابنت عمران التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين: «لم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران»، كانت مصلية عابدة في محرابها، فكان جزاؤها أن جعلها الله وابنها آية للعالمين، وأخرج منها نبياً وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ..

فلما بشرت بذلك أمرت بشكر الله على نعمه، فزادت في التعبد والصلاة..
قال الله: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ . يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران:42-43]،


والصلاة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر..
فلا تكاد تجد أحداً حريصاً على عبادته، مقبلاً على صلاته، إلا وجدته قريباً من الخيرات، بعيداً عن المنكرات،
قال الله: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلَّا لْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج:19-23].

ألا ترى أن شعيباً عليه السلام لما أمر قومه بالإيمان، والعدل في الكيل والميزان، علموا أنه لم يمنعه من المنكرات إلا الصلاة، فـ{قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود:86].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب: (دموع المآذن) للشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي