(15)
رحاب حسَّان
حادثة الإسراء- اشارات في حادثة الإسراء.
- التصنيفات: السيرة النبوية -
(1)
حادثة الإسراء
كانت الحادثة الكونيّة الأخرى تلك التي سرّت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وزادته يقينًا وتثبيتًا، بعد أن تخاذل أهل الطائف في نصرته وتأييده، هي رحلة الإسراء والمعراج حين أطلَع الله نبيه على هذه الآيات الكبرى وكأنها توطئة للهجرة ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ بين الكفر والإيمان.
ومن الآيات التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذهاب إلى بيت المقدس، ثم العروج إلى السماء، ورؤية الغيب الذي دعا إليه الأنبياء والمرسلين، والملائكة، والسماوات، والجنة والنار، ونماذج من النعيم والعذاب.
(2)
إشارات في حادثة الإسراء
لقد أعلنت هذه الحادثة أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو نبي القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده، فقد التقت في إسرائه مكةَ بالقدسِ، والبيت الحرام بالمسجد الأقصى، وصلى بالأنبياء خلفه، فكان هذا إيذانًا بعموم رسالته وخلود إمامته ليكون إمام أمة الدعوة والإجابة، ودليلًا على صلاحية الرسالة واستمراريتها باختلاف المكان والزمان، وأنه خاتم النبين صلى الله عليه وسلم.
كما أن هذا الربط يُشعر المسلمين بمسؤوليتهم نحو تحرير المسجد الأقصى وأهمية هذه البقعة ومكانتها في الإسلام، فهو ربط تاريخي نبوي ربط الغيب بالشهادة، وجمّع النبوات واثبت أن دينهم هو الإسلام، ثم هو ربط مستقبلي وحّد الآمال والأهداف بجعل تلك الرحلة علامة فارقة في بناء هذه الأمة وتوجيهها، وأن معركتنا الفاصلة ليست مع الأنبياء ولا ورثتهم بل مع خاذليهم وقاتليهم من كل عصر.