(16)

رحاب حسَّان

الطواف على القبائل لدعوتهم- صور من أذى المشركين اثناء ذلك- أساليب النبي في دعوة القبائل.

  • التصنيفات: السيرة النبوية -

(1)

الطواف على القبائل طلبًا للنصرة


فبعد رجوعه صلى الله عليه وسلم من الطائف، بدأ يَعرِض نفسه على القبائل في المواسم، مثل المواسم التجارية والحج.

 يشرح لهم الإسلام، ويطلب منهم الإيواء والنصرة، حتى يبلغ كلام الله عز وجل، وكان يتحرك وفق خطة سياسية دعوية واضحة المعالم، ومحددة الأهداف، وكان يصاحبه أبو بكر الصديق، الرجل الذي تخصص في معرفة أنساب العرب وتاريخها وقد سهّل ذلك طريق الدعوة، وكانا يقصدان عظماء الناس ووجوه القبائل.

 

(2)

صورة من أذى المشركين أثناء طوافه على القبائل

يروي أحدهم قائلا: "رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سوقِ ذي المَجازِ وعليه حُلَّةٌ حمراءُ وهو يقولُ : «يا أيُّها النَّاسُ قولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ تُفلِحوا»، ورجُلٌ يتبَعُه يرميه بالحجارةِ وقد أدمى عُرقوبَيْهِ وكعبَيْهِ وهو يقولُ : "يا أيُّها النَّاسُ لا تُطيعوه فإنَّه كذَّابٌ"، فقُلْتُ: "مَن هذا؟" قيل : "هذا غلامُ بني عبدِ المُطَّلبِ" قُلْتُ : "فمَن هذا الَّذي يتبَعُه يَرميه بالحجارةِ" ؟ قال : "هذا عبدُ العزَّى أبو لَهَبٍ".

(صحيح بن حبان، بوقم: [6562].)

وفي رواية: "رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وهو يقول: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا»، فمنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب، ومنهم من سبه، حتى انتصف النهار، فأقبلت جارية بِعُسٍّ من ماء فغسل وجهه ويديه، وقال: «يا بنية لا تخشي على أبيك غلبة ولا ذلة» فقلت:"من هذه"؟ قالوا: "زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي جارية وضيئة".
 

(3)

أساليب  النبي في دعوة القبائل

ولم يكن ييأس نبي الهدى صلى الله عليه وسلم في ابتكار أساليب جديدة لدعوة القبائل  كان منها:

- مقابلة القبائل في الليل بعيدًا عن قريش، والتي كان على، أثرها بعد ذلك

 بيعتي العقبة الأولى والثانية ليلا.

- وكذلك ذهابه إلى تلك القبائل في منازلهم.

 

(4)

إنَّهُ لا يقومُ بدِينِ اللهِ إلا من حاطَه من جميعِ جوانبِه

كانت هذه كلمة النبي صلى الله عليه وسلم لبني شيبان حين عرض عليهم الإسلام على أن يمنعوه وينصروه فكانت موافقتهم مشروطة بأن تكون المنعة والنصرة مما يلي مياة العرب أما من ناحية كسري فلا طاقة لهم بذلك فكان هذا هو رده عليهم بقوله: «ما أسأتمُ الردَّ إذ أفصحتم بالصدقِ، إنَّهُ لا يقومُ بدِينِ اللهِ إلا من حاطَه من جميعِ جوانبِه».

(رواه علي بن أبي طالب،السلسة الضعيفة للألباني، برقم: [6457] خلاصة حكم المحدث: ضعيف)