ملاحظات في الرد على شبهات المُضلِّلين
أحمد قوشتي عبد الرحيم
قد يطيل بعض الأخوة النفس في مناقشة احتجاجات بعض المبطلين وشبهاتهم وبيان فسادها، ومع أن الأصل الأصيل في هذا الباب أن رد الشبهات، وتفنيد الأباطيل من فروض الكفايات، لكن ثمة أمور ينبغي أن توضع في الاعتبار لمن يتوسع كثيرًا في هذا الأمر...
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
وقد يطيل بعض الأخوة النفس في مناقشة احتجاجات بعض المبطلين وشبهاتهم وبيان فسادها، ومع أن الأصل الأصيل في هذا الباب أن رد الشبهات، وتفنيد الأباطيل من فروض الكفايات، لكن ثمة أمور ينبغي أن توضع في الاعتبار لمن يتوسع كثيرًا في هذا الأمر:
أولًا: لن يعجز أي مبطِل عن طرح حجة ما يشوش بها على الحق، ويحاول نصرة رأيه الفاسد، ومن قرأ في كتب المِلل والنِّحل والفرق والمذاهب قديمًا وحديثًا رأى أن كل نِحلة أو مذهب مهما بلغ ضلاله قد طرح ما يظنه حِججًا أو أدلة على صحة دعواه، وقد أخبرنا الله تعالى عن صنيع الأمم السابقة فقال سبحانه: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} [غافر من الآية:5].
ثانيًا: فرق شاسع بين من يستدل أولًا ويبحث عن الحجج ليتبنى موقفًا ما، وبين من يتبنى الموقف أولًا، ثم يبحث عن مُبرِّر وغطاء له، وأكثر الخلق إلا من رحم الله من هذا النوع الثاني.
ثالثًا: بعض الآراء قد تبلغ من الوضوح في بطلانها وفسادها إلى الدرجة التي يكفي فيها تصور المذهب للحكم عليه بالبطلان، وفي مثل هذا النوع يقول العلماء: "مجرد تصور هذا الرأي يكفي لبيان فساده".
رابعًا: كثيرًا ما يحتج مبطِل بحجة ينصر بها ضلاله، وفي حجته نفسها ما يدل على بطلان قوله، وكان ابن تيمية رحمه الله يدندن حول هذا الملمح البديع كثيرًا ويتحدّى أهل البدع بأنه ما من دليل يحتجون به إلا وفي الدليل نفسه ما يدل على فساد قولهم.
خامسًا: قد تستطيع بنوع من البراعة في الجدل أن تفحم الخصم وتُحرِجه لكن ذلك لا يعني أنك أثبت الحق أو برهنت عليه، وفرق بين إحراج الخصوم وإثبات الحقائق، وبعبارةٍ أخرى: قد تفحم أو تحرج خصمًا لكنك لا تثبت حقًا.
سادسًا: بعض المذاهب والفرق والجماعات قديمًا وحديثًا قد تطرح ما تظنه حِججًا وأدلة وهي تعلم فساده وعدم إقناع الخصوم به لكن غرضها إعطاء حجة ما لأتباعها ونوعًا من التبرير لهم، ليستطيلوا به على المخالفين.
سابعًا: يحاول المبطِل أن يقاوم تأنيب ضميره ولوم ذاته وقلبه له فيبحث عن حجة ما يقنع بها نفسها أنه ما فعل ما فعل إلا طلبًا للحق ونُصرة له، وهي أشبه بشمَّاعةٍ يُعلِّق عليه هواه وضلاله.
وأخيرًا.. فهذه القواعد رغم عمومها وعدم تقيدها بصورةٍ ما، لكني أظنها تنطبِق على ما يُسمِّيه أتباع حزب النور بمبرِّراتهم لتأييد السيسي..!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.