قناة الجزيرة و الاساءة للنبي ! ؟
ممدوح إسماعيل
والتساؤل حيث أنه لو وجهت كلمة واحدة لملك أو حاكم على الهواء سريعا
ما يتدخل الكنترول ويوجه مقدم الحلقة للتدخل وعمل فاصل إعلاني ينبه
فيه الضيوف لعدم التجاوز لكن حدثت قمة التجاوز على الهواء بدون تدخل
ولم يقطع البرنامج !؟
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
تعد قناة الجزيرة أهم قناة عربية وأفضل قناة اخبارية عربية ولها جهد مميز لاينكر فى تجاوز الخطوط الحمر التى وضعها المستبدون العرب ولاينكر أنها أتاحت لكل المعارضين نافذة لطرح رؤياهم ومعارضة الاستبداد وتاريخ القناة جدير بالاحترام حتى لو اختلفنا معها فى طرحها القومي أو العلماني أو كان لنا تعليق فى شخصانية العمل فيها لكن لاينكر أن الاسلاميين أيضا كانت لهم مساحة وعرف العالم رأيهم وفكرهم وأيضا ما يعانون من اضطهاد لكن ماحدث فى حلقة الاتجاه المعاكس يوم الثلاثاء 4مارس 2008 يمثل نقطة سوداء فى تاريخ القناة فقد كانت الحلقة تدور حول الاساءة للنبى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وكان ملفتا أن مقدم الحلقة فتح المجال تماما لسب النبي والطعن فى الاسلام بكل وقاحة من ضيفة الحلقة التى لا تنكر كفرها تماما وما حدث مخالف للعرف المهني الذى كان يوجب على مقدم الحلقة المقاطعة وتوجيه الحوار بعيدا عما يريده الضيف من خروج سافر على الدين وتشجيع على الكفر.
الشاهد فى هذا الأمر أن لي حكاية وواقعة حدثت معي بخصوص هذه
الحلقة ما كنت أريد ذكرها أبدا لولا ما حدث فى تلك الحلقة السيئة فرض
على نشر ما حدث وماحدث معي كان كالآتي :
فى يوم الأحد ظهرا 2مارس فوجئت باتصال
تلفونى من قطر -رقم التليفون معى مسجل على الموبايل- وعرفني المتصل
أنه من قناة الجزيرة فرحبت به وأخبرنى أنهم بصدد حلقة عن الاساءة
للنبي صلى الله عليه وسلم وطلب مني الاجابة على تساؤلاته لاعداد
الحلقة لاستضافتي وأن الموضوع سيكون هل أنت مع الحوار مع
الدنمارك أم ضده فقلت له بداية لايقبل ولايستساغ الحوار مطلقا من عدة
وجوه حيث أن ماحدث مؤخرا من محاولة الاساءة هو بمثابة اعلان حرب
مخطط لها للاتي:
1-واضح جدا أن النشر مخطط له بعناية جدا فاتفاق 17 صحيفة لاينعقد بين
لحظة وضحاها خاصة فى مجتمع مادي لاتحكمه إلا المصالح وتخصيص مساحة فى
كل صحيفة يدل على أن هناك خلف الستار من دفع الثمن وخطط وحتى إن كانت
كما يقولون زورا ردا على ما تم ادعائه من القبض على شابين مسلمين
لاتهامهم بمحاولة اغتيال الرسام فهو قول مفضوح حيث أن السلطات أفرجت
عنهم بعد يومين لذلك يبدو واضحا الاتفاق بين السلطات والصحف حيث كان
القبض بمثابة قنبلة دخان لتغطية نشر الرسوم المعد مسبقا .
2- أي حوار يكون مطلوبا عندما يكون
هناك سوء فهم أوسوء تفاهم فى أمر ثم كل حوار له شروط لاتنعقد فى
حالتنا هذه مطلقا ويطول شرحها لكن ماحدث من صحف الدنمارك متعمد بوضوح
لسبق تكرر الاساءة سابقا ومعرفتهم برد فعل المسلمين
فقاطعني المتصل وقال لكن بعض العلماء طالبوا بالتهدئة والبعض
لايرفض الحوار!
فرددت عليه هذا لايجوز مطلقا لأن الغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم واجب على كل مسلم ولايستساغ مطلق لفظ التهدئة فى هذا الشأن إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكانته عالية مصونة وقد أكرمه الله بتلك المكانة وواجب على كل مسلم أن يغضب بكل الطرق, فقاطعني قائلا حتى ولو بالمظاهرات فقلت له حتى بالمظاهرات وكل آليات التعبير عن الغضب بشرط عدم الافتئات على حقوق الآخرين لكن ماحدث من الدنمارك بمثابة اعلان حرب يوجب الرد الذى يليق بمكانة النبي عند المسلمين.
فقاطعني قائلا حتى بحرق السفارات فقلت له أنا لست مع حرق
السفارات مطلقا لضرره من حيث تشويه صورة المسلمين حيث أن أعداء
الاسلام يملكون كل وسائل الإعلام الجبارة وقادرين على قلب الحقائق لكن
مع فرض أن سفارة احترقت ماهو الضرر الواقع خسائر بمليون بعشرة مليون
كلها خسائر مادية ضررها بسيط لكن الاساءة للنبي صلى الله عليه وسلم
لاتقدر بثمن مطلقا.
فقاطعني قائلا والحوار مع الدنمارك قلت له من فعل ذلك
يخذل الإسلام ولاينصره وهو مخذول ومهزوم داخليا وقد نجحوا من قبل في
الدنمارك فى الالتفاف على مشاعر المسلمين عندما غضبوا لرسول الله صلى
الله عليه وسلم واستخدموا سلاح المقاطعة وعانت الشركات
الدنماركية من المقاطعة التى تمت منذ حوالى سنتين لمنتجاتها
ولكنها أفلحت فى الالتفاف حول المقاطعة وحصلت على فتاوى بأنها لاشأن
لها بالرسوم فماذا كانت النتيجة عادوا أشد غرورا وسفالة .
الشاهد أنهم جربوا رد فعل العالم
الاسلامي ونجحوا فى شق صفه فى أخطر وأهم قضية يتعرض لها المسلمون فى
حياتهم ألا وهي شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك هم يستهينون
برد الفعل ولايلقون له بالا ثم قلت له أن من يقبل الحوار مع فارق
التشبيه فهو كمن يقلد مقولة النصارى من ضربك على خدك
الأيمن فأدر له خدك الايسر وهي مقولة غير مقبولة فى الحقوق الشخصية
فما بالك والاساءة للنبي هي حق لله والغضب واجب لله لايملك أحد مهما
كان اسمه أو وظيفته أو علمه أو مكانته أن يتنازل عنها لأنها ليست ملكا
له مطلقا يا أخى إن الحوار اسفاف وسقوط لايليق وتضليل
للمسلمين.
- ثم قلت له لايفوتني الاشارة الى التوقيت فقد تزامن النشر مع حصار
غزة الذى نجح اعلاميا فى تسويق القضية الفلسطينية ومن الممكن أن
يكون النشر بمثابة فتح جبهة بعيدة لجذب الانتباه بعيدا عن غزة نعم
ممكن فى ظل العلاقة القوية للدنمارك بالولايات المتحدة الامريكية
والعدو الصهيوني فهي مشاركة بقوات عسكرية مع الولايات المتحدة
الامريكية فى احتلال العراق وأفغانستان.
- وقلت له أيضا أن النشر يتزامن مع حملة أوروبية لتشويه الاسلام
مثال مايحدث فى هولندا والأغرب دعوة وزير الداخلية الألماني للصحف
الغربية للاقتداء بصحف الدنمارك!!
وختمت كلامي معه بقولي انه من الواضح جدا أن تعمد النشر بهذا العدد من
الصحف الذى لم يحدث فى المرة السابقة أن فيه قصد ومخطط واضح وأنهم فى
الدنمارك درسوا رد فعل العالم الإسلامي الضعيف لذلك هم
يحاولون كسر وشرخ هيبة وقداسة مكانة رسول الله صلى الله عليه
وسلم وفتح الباب بشدة للتجرؤ على شخصه ومكانته ودفع الآخرين للاقتداء
بهم فى مخطط مدروس ورائه من يموله وينظمه مستغلين حالة الضعف
للعالم الاسلامي نعم فمصيبتنا انه لايوجد دولة اسلامية قوية تدافع عن
الاسلام وإلا فسب النبي واهانته له حكمه فى الاسلام الذى لايتسع
المقام للحديث فيه على التليفون فشكرني الرجل ووعدني بالاتصال مرة
أخرى بعد أن سألني أنت الآن فى القاهرة قلت نعم قال سوف نتصل بك
للحلقة وشكرني وشكرته وانتهت المكالمة ثم مرت أيام ولم يتصلوا
فلم أهتم وقلت لعلهم صرفوا النظر عن الحلقة وهذه عادة القنوات
الفضائية.
لقد حمدت الله أني لم أوضع فى هذا الموضع الذى تنتهك فيه حرماته
ولست متضايق حتى لعدم اعتذارهم لي مطلقا فهو أمر يسيء لهم ولكن
غضبي وحزني الشديد لله ولرسوله فما حدث فى حلقة الاتجاه المعاكس
من فتح الباب على مصراعيه للمرأة الكافرة لسب النبي والطعن فى الإسلام
بكل وقاحة وسفالة ولايوقفها أحد يدعو للتعجب والتساؤل حيث أنه
لو وجهت كلمة واحدة لملك أو حاكم على الهواء سريعا ما يتدخل
الكنترول ويوجه مقدم الحلقة للتدخل وعمل فاصل إعلاني ينبه فيه الضيوف
لعدم التجاوز لكن حدثت قمة التجاوز على الهواء بدون تدخل ولم يقطع
البرنامج !؟
لذلك أشك فى وقاحة أعدت سلفا فالبرنامج يتم اعداده بسؤال الضيوف ثم المعد ومقدم الحلقة يعرفان سلفا أفكار وشخصية الضيوف لذلك شرحت ماحدث معي فى المكالمة التلفونية,صحيح أن القناة لما وجدت رد الفعل الشديد في الشارع الاسلامي اعتذرت ولكنه اعتذار ضعيف وباهت وصحيح لم تعد القناة الحلقة لكن الأمر أكبر وأعظم من مجرد كلمات اعتذار لابد من تحقيق وجزاء رادع لمن تسول له نفسه باسم ادعاء مهنية العمل التجرؤ على المقدسات والثوابت والا ماالفرق بين ماحدث فى قناة الجزيرة العربية المسلمة وصحف الدنمارك الكافرة بالله ورسوله فكلاهما يدعي أن ذلك من باب حرية التعبير التى لا تطبق إلا بمعايير مختلفة بحسب هوى كل جهة .
وأخيرا إلا رسول الله يا قناة الجزيرة
وإلا رسول الله يا كل العالم فأرواحنا أرخص مانقدم فداء لرسول الله
صلى الله عليه
وسلم
ممدوح اسماعيل محام وكاتب [email protected]