بعد انحسار الدور الأمريكي.. أوروبا أقل رغبة في احتواء أوكرانيا
اختارت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية في عددها لشهر يناير أكثر ثماني دول مهدَّدة بانحسار النفوذ العالمي الأمريكي، مما سيجعلها أكثر عُرضة للخضوع للتأثير المتزايد للاعبين الجُدُد على الساحة كالهند والصين وروسيا والذي يُكرِّس لمفهوم البقاء للأقوى...
- التصنيفات: مواضيع إخبارية -
اختارت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية في عددها لشهر يناير أكثر ثماني دول مهدَّدة بانحسار النفوذ العالمي الأمريكي، مما سيجعلها أكثر عُرضة للخضوع للتأثير المتزايد للاعبين الجدُد على الساحة كالهند والصين وروسيا والذي يُكرِّس لمفهوم البقاء للأقوى.
وقالت المجلة: "من بين تلك الدول إسرائيل ودول الشرق الأوسط عمومًا، حيث إن تلك الدول ستتأثر بتراجع الدور الأمريكي الذي سيُسفِر عن عدم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وزيادة عِداء المنطقة ضد إسرائيل والسيناريو الأسوأ يتمثل بحدوث هجمات وهجمات مضادة بين إيران وإسرائيل وأيضًا وجود أزمة عالمية في الطاقة وضعف العلاقات بين أمريكا ودول الخليج".
وحدَّدت جورجيا كأول تلك الدول التي ستُصبِح عُرضة للنفوذ الروسي والعمليات العسكرية الروسية أيضًا بعد تراجع المساعدات الأمريكية لجورجيا، وأن هذا التراجع الأمريكي سيُفسِح المجال للهيمنة الروسية على مدخل الطاقة الجنوبي لأوروبا مما سيضغط على أوروبا لاستيعاب الأجندة الروسية.
وأشارت إلى أن تايوان.. التي جاءت ثانية في هذا التصنيف، وبعد تحسين علاقتها بالصين سيؤدي تراجع الدور الأمريكي فيها إلى تعرُّضها لخطر الضغط المباشر من بكين الذي سيُسرِّع من جدول الزمني للتوحُّد عن المضيق ولكن بشروط مجحفة وربما يُسفِر عن تصادم مع الصين.
وجاءت كوريا الجنوبية في المرتبة الثالثة لقائمة الدول المعرضة لانحسار النفوذ الأمريكي، فطالما كانت الولايات المتحدة الأمريكية الضامن للأمن الكوري بعد هجوم كوريا الشمالية عليها في خمسينيات القرن الماضي، وعبر السنوات استمرت كوريا الشمالية في استفزازها لنظيرتها الجنوبية من خلال اغتيالها لوزرائها أو إغراق سفينتها الحربية تشيونان، ولذلك سيضع تراجع النفوذ الأمريكي كوريا الجنوبية بين خيارين صعبين أولهما قبول الهيمنة الصينية على المنطقة أو السعي وراء علاقة مع اليابان التي تشاركها بقيمها الديمقراطية والخوف من اعتداءات بكين وبيونج يانج.
وأدرجت المجلة أيضًا روسيا البيضاء كرابع هذه الدول وذلك بسبب اعتمادها شبه الكلي على روسيا وبذات الوقت انقطاع العلاقات مع الغرب الشيء الذي سيُعطي موسكو فرصةً بلا مخاطر بعد تراجع الدور الأمريكي للسيطرة وضم روسيا البيضاء، مما سيُسبِّب خطرًا على أمن دول البلطيق المجاورة وخصوصًا لاتفيا.
وذكرت المجلة أن أوكرانيا تحتل المركز الخامس بالقائمة، بسبب علاقتها المتوترة مع موسكو وعدم الوضوح في صلتها بالغرب مما سيجعل أوروبا بعد انحسار الدور الأمريكي أقل رغبة في احتواء أوكرانيا وسط المجتمع الغربي مما سيُجدِّد طموحات روسيا الإمبريالية مرة أخري.
وجاءت أفغانستان في المركز السادس بسبب غياب حكومة مستقرة بكابول ومُعدَّل بطالة يتعدى 40%، ووسط تصارع لقوى إقليمية للهيمنة عليها مثل باكستان والهند فإن المجلة توقعت عودة طالبان ووجود ملاذ آمن للإرهاب الدولي.. على حدِّ زعمها.
كما توقعت أيضًا وجود باكستان ضمن هذه الدول في المركز السابع بسبب خلافها مع الهند وعدم استقرارها، إذا ما تراجع الدور الأمريكي في المنطقة.. مما سيُفسِح الساحة للجيش بحكم البلاد أو قيام حكم مشترك بين الجيش والإسلاميين مُخلِّفًا بذلك دولة معاديةً للغرب ومسلَّحةً نوويًا كإيران.. وهو الأمر الذي سيخلق عدم الاستقرار بمنطقة آسيا الوسطى.