حول حوار المرشح الرئاسي (عبد الفتاح السيسي)
خالد غريب
لا أريد أن أبدو أني أهاجم وأنقض فقط لمجرد مواقف مسبقة،أو قناعات وغيره..، إلا أنه بالفعل هناك تناقضات غير طبيعية في الحالة والكلام تصل إلى حد اللا معقوليات..
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
الحقيقة:
لقاء المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي مع لاميس الحديدي وإبراهيم عيسى يمكن استنباط عدة أشياء
- الأول:
للإنصاف أن ما قاله عن نصيحته للإخوان وتحديدًا للرئيس في يونيو 2013 صحيح..
ولكن السؤال كيف تأتي تلك النصيحة وتتسق مع تصريحاته نفسها بأن حكم الإخوان قد انتهى منذ شهر مارس 2013! حيث صرح بذلك بشكل مباشر مع شخصية أمريكية مرموقة زارته في مارس؟
وهنا يأتي سؤال تابع لا ريب فيه، حاول هو نفيه وتداركه أثناء الحوار، وهو من منطلقات المرشح الوطنية التي تلمستها القيادات الأمريكية، ماذا فعل حيال قناعته بانتهاء واستحالة حكم الإخوان من شهر مارس حتى يوليو؟
الثاني:
الحقيقة وللإنصاف أيضًا ليس كل ما قاله المرشح خطأ أو كذب، وتحديدًا بقضية ضعف استقراء الواقع للسلطة المنتخبة على الأقل عدم قراءتهم الصحيحه له هو نفسه، إلا أنه ومن الإنصاف أيضًا القول بأن أحد ما أو جهة ما لغمت المرشح قبل اختياره ودعمه، وهذا التلغيم عبارة عن توريطه في دماء رابعة والنهضة، الأمر الذي سيدفع المرشح لاستعداء (التيار الديني) كما سماه المرشح -وهو تيار أوسع من الإخوان المسلمين بالمناسبة بلا عودة- وجبره عن الإعلان عن هذا بصفة مستمرة لإجازة استباحة تلك الدماء في رابعه والنهضة، والتي لا زالت تسيل، أو بمعنى آخر وضعه على طريق اتجاه واحد إذا تقدم سيصل إلى الجنة، وإذا نظر خلف سيرى جهنم -وفق تصور المرشح-.
الثالث:
اللقاء في حد ذاته كأول لقاء حواري مع المرشح رسالة مؤكدة أن المرشح ارتمى ارتماء كامل في أحضان التيار اليساري، أو بشكل أدق الإلحادي، وتعمد اختيار الإعلامي إبراهيم عيسى مع لاميس الحديدي، حيث جمع بين اتجاهيين شديدي العداء للتيار الإسلامي مع اختلاف أرضيتهما، فلاميس تنتمي إلى ما يسمى الليبراليين الجدد، أما عيسى فهو يمثل التيار اليساري -الشيوعي-.
الرابع:
من أشد التناقضات التي وردت على لسان المرشح هو أنه قال: "لو كان قبلوا الإخوان المشاركة في خارطة الطريق، لكان أحد أعضائهم مكانه في هذا اللقاء كمرشح للرئاسة"، وهذا يعني أن الجماعة ليست إرهابية في ذاتها إنما فقط لم توافق على خارطة الطريق مثلها مثل أي تيار سياسي آخر قد يعترض على الخارطة، وهذا تناقض شديد للغاية.
الخامس:
إن المرشح نعم تحدث بصدق في أنه رفع تقارير للسلطة المنتخبة السابقة عن تأزم الموقف ووضع الحلول والمقترحات لحلها، وأن عدم انصياع السلطة لتلك الحلول كفيل بأن يحرك المرشح ومؤسسته، لإزاحة تلك السلطة، وهذا أيضًا من أغرب ما سمعت في حياتي..
الحقيقة لا أريد أن أبدو أني أهاجم وأنقض فقط لمجرد مواقف مسبقة،أو قناعات وغيره..، إلا أنه بالفعل هناك تناقضات غير طبيعية في الحالة والكلام تصل إلى حد اللا معقوليات..
بمعنى أنه لو افترضنا جدلاً أن ما ورد في حديث المرشح صحيح كله، كوصف وسرد تفاصيل وأحداث ووضعها في طرف معادلة سنجد أن المنتج النهائي لتلك المعادلة أبعد ما يكون عن مفرداتها، وهذا المنتج هو تصرفات المرشح ومؤسساته..
الحقيقة من هذا الحديث تبين إلي، بل تأكدت أن المرشح بالفعل لا يصلح لرئاسة شركة مقاولات، فضلاً عن رئاسة دولة، وبالفعل لا يصلح إلا قيادة عسكرية فقط، وذلك لأن ردود أفعالة عن المواقف السياسية لم تتعدى الأدبيات العسكرية، وهذا ما يمثل الخطورة القادمة، أو بشكل آخر أن المرشح خلاصة حديثه، نقطتين: أحاول إبرازهما لأنهما في اعتقادي كل ما يملك المرشح من مزايا وبديل لبرنامج انتخابي شامل.
النقطة الأولى:
هو طريقه ذو الاتجاه الواحد وهو عداءه الذي أصبح حتمي وخارج عن إرادته، لما أسماه التيار الديني كما سبق التوضيح، والذي رحب به المحاوران على أساس خلفياتهما الأيدولوجية المعادية للإسلام والمسلمين.
النقطة الثانية:
هو التركيز على انتماءه للمؤسسة العسكرية، أي مناط القوة المادية المجردة التي تستطيع حماية قراراته، ولو كانت خاطئة وهذا برز في محاولة إبراهيم عيسى كشيوعي احتواءه، أو احتواء سلبياته، لأنه يتعارض تمامًا مع منهج عيسى الشيوعي، ووضح تأثير كلام المرشح على عيسى..
الخلاصة من الحديث:
إنه استخف النظام المنتخب بميزان القوة المجردة هم وأتباعهم، ولذلك فرض عليهم السيطرة فابوا هذا، فأزالهم، واستفاد طبعًا بأيدولوجيات محاوريه في اللقاء، بل وتربص بعض الدول العظمى ووضع كل ذلك في خطة عسكرية كاملة، شكل لها غرفة عمليات عسكرية شاملة، مثلها مثل أي غرفة عمليات لإدارة حرب كاملة لإقصاء تلك السلطة المنتخبة الضعيفة.
والسؤال المطروح حاليًا:
هل كانت تلك الحرب التي أدارها المرشح وغرفة عملياته بمهارة وخبرة عسكرية ضد جماعة الإخوان المسلمين، أم ضد الشعب المصري الذي اختار الإخوان المسلمين ولو حتى بالغلط؟