أمثال في القناعة، القناعة في واحة الشعر
- التصنيفات: تربية النفس - محاسن الأخلاق -
أمثال في القناعة
- يقال في المثل: "خير الغنى القنوع، وشر الفقر الخضوع" (الصِّحاح تاج اللغة؛ للجوهري: [3/1273]).
- "القناعة مال لا ينفد" (العقد الفريد؛ لابن عبد ربه: [3/14]).
- وقولهم: "يكفيك ما بلغك المحل" (العقد الفريد؛ لابن عبد ربه: [3/43]).
- "شرُّ الفقر الخضوع، وخير الغنى القناعة" (العقد الفريد؛ لابن عبد ربه: [3/45:]).
القناعة في واحة الشعر
قال بشر بن الحارث:
أفادتنا القناعةُ أيَّ عِزٍ *** ولا عزًّا أعزُّ من القناعة
فخذْ منها لنفسِك رأسَ مالٍ *** وصيِّر بعدَها التقوَى بضاعة
تحزْ حالين: تغنى عن بخيلٍ *** وتسعدُ في الِجنانِ بصبرِ ساعة
(مختصر تاريخ دمشق؛ لابن منظور: [5/203]، غذاء الألباب؛ للسفاريني [2/537]).
وقال محمد بن حميد الأكاف:
تقنَّعْ بالكَفافِ تعِشْ رخيًا *** ولا تبغِ الفضول من الكفافِ
ففي خبز القفار بغير أُدمٍ *** وفي ماء القِراح غنًى وكافِ
وفي الثوب المرقَّع ما يُغطَّى *** به من كلِّ عريٍ وانكشافِ
وكلُّ تزيُّن بالمرء زين *** وأزينه التزيُّنُ بالعفافِ
(روضة العقلاء؛ لابن حبان البستي، ص: [150]).
وقال آخر:
هي القناعةُ لا ترضَى بها بدلًا *** فيها النعيمُ وفيها راحةُ البدنِ
انظرْ لمن ملَك الدُّنيا بأجمعِها *** هل راح منها بغير القطن والكفن
(غذاء الألباب؛ للسفاريني: [2/537]).
وقال عبد العزيز بن سليمان الأبرش:
إذا المرءُ لم يقنَعْ بعيشٍ فإنَّه *** وإن كان ذا مالٍ من الفقرِ مُوقرُ[1]
إذا كان فضلُ الناس يُغنيك بينهم *** فأنت بفضل الله أغنى وأيسرُ
(روضة العقلاء؛ لابن حبان البستي، ص: [150]).
وقال آخر:
نصف القنوع وأيَّنا يقنع *** أو أيَّنا يرضى بما يجمع
لله درُّ ذوي القناعةِ ما *** أصفى معاشهم وما أوسع
من كان يبغي أن يلذَّ وأن *** تهدى جوارحه فما يطمع
فقرُ النفوس بقدر حاجتها *** وغنى النفوس بقدر ما تقنع
(التبصرة؛ لابن الجوزي: [2/156]).
وقال محمود الورَّاق:
غنى النفس يغنيها إذا كنت قانِعًا *** وليس بمغنيك الكثيرُ مع الحرصِ
وإن اعتقاد الهمِّ للخير جامعٌ *** وقلةُ همِّ المرء يدعو إلى النقصِ
(العقد الفريد؛ لابن عبد ربه: [3/158]).
وقال آخر:
رضيتُ من الدنيا بقوتٍ يقيمني *** فلا أبتغي مِن بعده أبدًا فضلا
ولست أرومُ القُوتَ إلَّا لأنَّه *** يُعينُ على علمٍ أردُّ به جهلا
فما هذه الدنيا بطِيبِ نعيمها *** لأيسرِ ما في العلمِ من نكتةٍ عَدلا
(القناعة؛ لابن السني: [1/46]).
وقال آخر:
عليك بتقوَى اللهِ واقنعْ برزقِه *** فخيرُ عبادِ الله مَن هو قانعُ
ولا تُلهِك الدنيا ولا تطمعْ بها *** فقد يُهلك المغرورَ فيها المطامعُ
(التبصرة؛ لابن الجوزي: [2/156]).
وقال ابن تيمية:
وجدتُ القناعةَ ثوبَ الغنى *** فصرتُ بأذيالها أمتسكْ
فألبسني جاهُها حلةً *** يمرُّ الزمانُ ولم تُنتهَكْ
فصرتُ غنيًّا بلا درهمٍ *** أمرُّ عزيزًا كأنِّي مَلِكْ
(غذاء الألباب؛ للسفاريني: [2/538]).
وما أحسن قول الشافعي:
خَبَرتُ بَني الدنيا فلم أرَ منهم *** سِوى خادعٍ والخبثُ حشوُ إهابِه
فجرَّدتُ عن غِمدِ القناعةِ صارمًا[2] *** قطعتُ رجائي منهمُ بذُبابِه
فلا ذا يراني واقفًا بطريقِه *** ولا ذا يراني قاعدًا عندَ بابِه
غنيٌّ بلا مالٍ عن الناسِ كلِّهم *** وليس الغِنى إلا عن الشيءِ لا به
(غذاء الألباب؛ للسفاريني: [2/543]).
وقال آخر:
إذا أظمأتك أكفُّ اللئامِ *** كفَتْك القناعةُ شِبَعًا ورِيَّا
فكن رجلًا رِجله في الثَّرَى *** وهامةُ همَّتِه في الثُّريَّا
أبيًّا لنائلِ ذي ثروةٍ *** تَراه بما في يديه أبيا
فإنَّ إراقةَ ماءِ الحياةِ *** دونَ إراقةِ ماءِ المحيَّا[3]
(الكشكول؛ للعاملي: [2/268]).
ــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمراجع:
[1]- (موقر: من الوقر الحمل الثقيل. لسان العرب؛ لابن منظور: [5/289]).
[2]- (الصارم: السيف القاطع. لسان العرب؛ لابن منظور: [12/335]).
[3]- (المحيا: الوجه. مختار الصِّحاح؛ للرازي: [86]).