(4) آثار اليأس والقنوط

1- اليأْس والقنوط من صفات الكافر والضال، 2- اليأْس والقنوط ليس من صفات المؤمنين، 3- اليأْس والقنوط فيه تكذيب لله ولرسوله، 4- اليأْس فيه سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى، 5- اليأْس سبب في الوقوع في الكفر والهلاك والضلال، 6- الفتور والكسل عن فعل الطاعات والغفلة عن ذكر الله، 7- الاستمرار في الذنوب والمعاصي، 8- سبب في الحرمان من رحمة الله ومغفرته، 9- سبب لفساد القلب، 10- ذهاب سكينة القلب والشعور الدائم بالحرمان والحزن والهم.

  • التصنيفات: مساوئ الأخلاق -

آثار اليأس والقنوط

1- اليأْس والقنوط من صفات الكافر والضال:

قال الله تعالى: {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:56].
وقال: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف من الآية:87].

قال السعدي: "يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان، أنه جاهل ظالم بأنَّ الله إذا أذاقه منه رحمة كالصحة والرزق، والأولاد، ونحو ذلك، ثم نزعها منه، فإنه يستسلم لليأس، وينقاد للقنوط" ((تيسير الكريم الرحمن) للسعدي: [1/378]).

قال ابن عطية: "اليأْس من رحمة الله وتفريجه، من صفة الكافرين" ((المحرر الوجيز) لابن عطية: [3/274]).

2- اليأْس والقنوط ليس من صفات المؤمنين:

 قال البغوي: "إذا هم يقنطون، ييأسون من رحمة الله، وهذا خلاف وصف المؤمن فإنه يشكر الله عند النعمة، ويرجو ربه عند الشدة" ((معالم التنزيل) للبغوي: [3/579]، (المحرر الوجيز) لابن عطية: [4/338]).

قال القاسمي: "الجزع واليأْس من الفرج عند مسِّ شر قضى عليه. وكل ذلك مما ينافي عقد الإيمان" (محاسن التأويل: [6/499]).

3- اليأْس والقنوط فيه تكذيب لله ولرسوله:

قال ابن عطية: "اليأْس من رحمة الله، وتفريجه من صفة الكافرين. إذ فيه إمَّا التكذيب بالربوبية، وإمَّا الجهل بصفات الله تعالى" ((المحرر الوجيز) لابن عطية: [3/274]).

قال القرطبي: "اليأس من رحمة الله... فيه تكذيب القرآن، إذ يقول وقوله الحق: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف من الآية:156] وهو يقول: لا يغفر له، فقد حجَّر واسعًا. هذا إذا كان معتقدًا لذلك، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف من الآية:87]، وبعده القنوط، قال الله تعالى:{قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:56]" (انظر: (الجامع لأحكام القرآن). بتصرف يسير [5/160]).

4- اليأْس فيه سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى:

فـ"الخوف الموقع في الإياس: إساءة أدب على رحمة الله، التي سبقت غضبه، وجهل بها" ((صلاح الأمة في علو الهمة) لسيد العفاني: [5/673]).

5- اليأْس سبب في الوقوع في الكفر والهلاك والضلال:

قال القاسمي: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا} [الإسراء:83] إشارة إلى السبب في وقوع هؤلاء الضالين في أودية الضلال. وهو حب الدنيا وإيثارها على الأخرى، وكفران نعمه تعالى. بالإعراض عن شكرها، والجزع واليأْس من الفرج عند مسِّ شر قضى عليه" (محاسن التأويل: [6/499]).

قال محمد بن سيرين وعبيدة السلماني في تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]: "الإلقاء إلى التهلكة هو القنوط من رحمة الله تعالى" ((معالم التنزيل) للبغوي: [1/217]).

6- الفتور والكسل عن فعل الطاعات والغفلة عن ذكر الله:

قال ابن حجر الهيتمي: "القانط آيس من نفع الأعمال، ومن لازم ذلك تركها" ((الزواجر عن اقتراف الكبائر) لابن حجر الهيتمي: [1/122]).

قال فخر الدين الرازي: "{وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا} [الإسراء من الآية:83] أي: إذا مسه فقر أو مرض أو نازلة من النوازل كان يؤوسًا شديد اليأْس من رحمة الله... إن فاز بالنعمة والدولة اغتر بها فنسي ذكر الله، وإن بقي في الحرمان عن الدنيا استولى عليه الأسف والحزن ولم يتفرغ لذكر الله تعالى، فهذا المسكين محروم أبدًا عن ذكر الله" (مفاتيح الغيب: 21/391]).

7- الاستمرار في الذنوب والمعاصي:

 قال أبو قلابة: الرجل يصيب الذنب فيقول: قد هلكت ليس لي توبة. فييأس من رحمة الله، وينهمك في المعاصي، فنهاهم الله تعالى عن ذلك، قال الله تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف من الآية:87] (معالم التنزيل) للبغوي: [1/217]).

8- سبب في الحرمان من رحمة الله ومغفرته:

قال المباركفوري: "إن اعتقد أو ظن الإنسان أن الله لا يقبلها -أعماله- وأنها لا تنفعه فهذا هو اليأْس من رحمة الله وهو من الكبائر، ومن مات على ذلك وُكِّل إلى ما ظنَّ، كما في بعض طرق حديث: «أنا عند ظن عبدي بي، فيظن بي عبدي ما شاء»" (رواه الطبراني في (الكبير): [22/88]).

9- سبب لفساد القلب:

قال ابن القيم وهو يعدد الكبائر: "الكبائر:.. القنوط من رحمة الله، واليأْس من روح الله..، وتوابع هذه الأمور التي هي أشد تحريمًا من الزنا، وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظاهرة، ولا صلاح للقلب ولا للجسد إلا باجتنابها، والتوبة منها، وإلا فهو قلب فاسد، وإذا فسد القلب فسد البدن" ((مدارج السالكين) لابن قيم الجوزية: [1/133]).

10- ذهاب سكينة القلب والشعور الدائم بالحرمان والحزن والهم:

فـ"اليأْس من روح الله والقنوط من رحمته؛ يؤدي إلى ترك العمل، إذ لا فائدة منه بزعمه، وهذه طامة من الطوام، وكبيرة من كبائر الذنوب، تُخرج القلب عن سكينته وأنسه، إلى انزعاجه وقلقه وهمه" (أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة) لعبد الله الجربوع:[2/480] بتصرف يسير).

قال الشوكاني: "إذا مسه -الإنسان- الشر من مرض، أو فقر، كان يؤوسًا شديد اليأْس من رحمة الله، وإن فاز بالمطلوب الدنيوي، وظفر بالمقصود نسي المعبود، وإن فاته شيء من ذلك استولى عليه الأسف، وغلب عليه القنوط، وكلتا الخصلتين قبيحة مذمومة" (فتح القدير) للشوكاني: [3/301]، (غرائب القرآن ورغائب الفرقان) للنيسابوري: [4/380]).