سفراء التقسيم: سفراء الشرق الأوسط الجديد
خالد غريب
هنيئًا لنا الفيروسين الجديدين، وهنيئًا لأطفالنا ألعابهم الفاسدة، وهنيئًا لقومي شرق أوسط جديد يقوده أبناء العمومة الحاقدين، بدعم حفنة من مرتزقة أبنائها الفاسدين، وبلاهة أبنائها المخلصين.
- التصنيفات: الواقع المعاصر - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
بعد تعيين سفير أمريكا لدى العراق سابقًا كسفير جديد لمصر -بعد خلو المنصب 8 أشهر-
والمعروف عنه الإشراف وتوجيه العراق نحو صراعات طائفية عنيفة، وفق مخطط تقسيمها على أسس طائفية، بدأت بالفعل حيز التنفيذ.. جاء متزامنًا معه وصول السفير (حاييم كورن) سفير إسرائيل الجديد لدى مصر قادمًا من تل أبيب، في أول زياراته لتسلم مهام منصبه الجديد خلفًا للسفير السابق '(يعقوب أميتاي) الذي أنهى فترة عمله قبل عدة أسابيع.
(كورن) كان يعمل قبل وصوله إلى القاهرة سفيرًا لإسرائيل في جنوب السودان، ولعب دورًا كبيرًا في رسم الاختراق الإسرائيلي في القارة الإفريقية، كما تقلد مناصب مهمة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، حيث تولى إدارة دائرتي الشرق الأوسط والتخطيط الإستراتيجي، -طبعًا لما يسمى الشرق الأوسط الجديد-.
ويذكر أنه لعب دورًا كبيرًا في تفتيت السودان وإشعال الحرب الدائرة بين الشمال والجنوب، ومن الجدير بالذكر أنه كان قد تم ترشيحه العام الماضي سفيرًا لإسرائيل لدى تركمانستان، إلا أنها رفضت توليه المنصب لديها فتم ترشيحه في مصر.
وبالطبع بعد نجاح إسقاط الإسلاميين دون ردود فعل تذكر اللهم ما عدا إبداع الاحتجاجات والمظاهرات السلمية، والتحالفات المبنية على حقوق الإنسان، والمشاركة والديمقراطية، والمثل العليا الخاصة (باليوتوبيا)، وكلها ردود فعل مرغوبة بلا شك لكن للنظام الدولي نفسه، للتسلية أو اللعب بها ببساطة -كما يحدث الآن- أوقات الفراغ بدلاً من تضييع الوقت في مدينة الملاهي، وهو الأمر الذي لم يكن محسومًا من قبل.
ومن ثم آن الآوان لإرسال رجال المرحلة الخبراء لتنفيذ نموذج لمصر، مشترك بين المشهد العراقي والمشهد السوداني، لأنه بالتأكيد مصر ليست مثلها مثل باقي دول المنطقة، فالسفير الامريكي يمتاز بخبرته في اللعب على الصراعات الإسلامية الإسلامية، وتوظيفها سياسيًا واجتماعيًا، بينما اليهودي يزيد عنه في قيادة الأحقاد الصليبية وإشعالها، وإدماجها وفق منظومة المسيحية الصهيونية الحديثة في نفس السياق..
فضلاً عن عمله سابقًا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، حيث تولى إدارة دائرتي الشرق الأوسط والتخطيط الإستراتيجي، تحت مظلة استرداد سيناء كبداية لإسرائيل الكبرى، ومن هنا تتضح الصورة بشكل لا يقبل الشك، أن كل شيء يسير دون انحرافات تذكر نحو مستقبل الشرق الأوسط الجديد
والحقيقة لا أخفيكم سرًا أن جميع مسارات الممانعة الحالية هي أحقر بكثير مما تجب أن تكون عليه، وكافة المنطلقات الظاهرة هي انعكاسات تراكمات لانحرافات عقائدية تاريخية غاية في الخطورة، حالت حالة العناد والكبر دون تصحيحها ولا أستثني أحد من ذلك..
ومن ثم يبدو أن الجميع وقع شيك على بياض لتسليم المنطقة طائعة للدولة الإسرائيلية، منهم من وقع برغبته، وآخرين وقعوا مضطرين، والأغلبية -الممانعة- وقعوا دون أن يدروا تحت تأثير مخدرات ومسكرات تم تعاطيها من باب الاضطرار، غيبتهم عن الوعي ووقعوا أيضًا -ولا زالوا- في غيبوبة السكر السياسي، وحشيش البيانات المحلى بالمصطلحات السياسية الرنانة كالطفل الغبي، الذي تشغله أمه بلعبة مكسورة فاسدة، فينشغل لتتخلص الأم من صداعه، والغريب أنه يفرح أحيانًا بتلك اللعبة
فهنيئًا لنا الفيروسين الجديدين، وهنيئًا لأطفالنا ألعابهم الفاسدة، وهنيئًا لقومي شرق أوسط جديد يقوده أبناء العمومة الحاقدين، بدعم حفنة من مرتزقة أبنائها الفاسدين، وبلاهة أبنائها المخلصين.