أسرارُ الشدائدِ (3)

عائض بن عبد الله القرني

وإنما تصدقُ المناجاةِ بين الرجلِ وبين ربِّهِ، لعلمِهِ بما في السرائرِ وتأييدِهِ البصائر، وهي بين الرجلِ وبين أشباهِهِ كثيرةُ الأذيةِ، خارجةٌ عن المصلحةِ.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

وإنما تصدقُ المناجاةِ بين الرجلِ وبين ربِّهِ، لعلمِهِ بما في السرائرِ وتأييدِهِ البصائر، وهي بين الرجلِ وبين أشباهِهِ كثيرةُ الأذيةِ، خارجةٌ عن المصلحةِ.

وللهِ تعالى رَوْحٌ يأتي عند اليأسِ منهُ، يُصيبُ به منْ يشاءُ من خلقِهِ، وإليهِ الرغبةُ في تقريبِ الفرجِ، وتسهيلِ الأمرِ، والرجوعِ إلى أفضلِ ما تطاول إليه السُّؤْلُ، وهو حسبي ونِعْم الوكيلُ.

طالعتُ كتاب (الفرجُ بعد الشدةِ) للتنوخيِّ، وكرَّرتُ قراءته فخرجتُ منه بثلاثِ فوائدَ:

  • الأولى: أنَّ الفرج بعد الكربِ سنَّةٌ ماضيةٌ وقضيةٌ مُسلَّمةٌ، كاليحِ بعد الليلِ، لا شكَّ فيه ولا ريب.
  • الثانيةُ: أنَّ المكاره مع الغالبِ أجملُ عائدةً، وأرفعُ فائدةً للعبدِ في دينِهِ ودنياهُ من المحابِّ.
  • الثالثةُ: أنَّ جالب النفعِ ودافع الضرِّ حقيقةٌ إنما هو الله جلَّ في علاه، واعلمْ أنّ ما أصابك لم يكنْ لِيخطِئك وما أخطأك لمْ يكنْ ليصيبك.