لن تموت قبل أجلِك

عائض بن عبد الله القرني

{فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، هذه الآيةُ عزاءٌ للجبناءِ الذين يموتون مراتٍ كثيرةً قبل الموتِ، فلْيعلموا أنَّ هناك أجلاً مسمى، لا تقديم ولا تأخير، لا يعجِّلُ هذا الموت أحدٌ، ولا يؤجِّله بشرٌ، ولو اجتمع أهل الخافقيْن، وهذا في حدِّ ذاتهِ يجلبُ للعبدِ الطمأنينة والسكينة والثبات: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

{فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}.
هذه الآيةُ عزاءٌ للجبناءِ الذين يموتون مراتٍ كثيرةً قبل الموتِ، فلْيعلموا أنَّ هناك أجلاً مسمى، لا تقديم ولا تأخير، لا يعجِّلُ هذا الموت أحدٌ، ولا يؤجِّله بشرٌ، ولو اجتمع أهل الخافقيْن، وهذا في حدِّ ذاتهِ يجلبُ للعبدِ الطمأنينة والسكينة والثبات: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}.

واعلمْ أنَّ التعلُّق بغيرِ اللهِ شقاءٌ: {فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ}.

(سِيَرُ أعلامِ النبلاءِ) للذهبيِّ ثلاثةٌ وعشرون مجلداً، ترجم فيها للمشاهيرِ من العلماءِ والخلفاءِ والملوكِ والأمراءِ والوزراءِ والأثرياءِ والشعراءِ، وباستقراءِ هذا الكتابِ تجدُ حقيقتين مهمتين:

  • الأولى: أنَّ منْ تعلَّق بغيرِ اللهِ منْ مالٍ أو ولدٍ أو منصبٍ أو حرفةٍ، وكلهُ اللهُ إلى هذا الشيءِ، وكان سبب شقائِهِ وعذابِهِ ومحْقِهِ وسحقِهِ: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ}. فرعونُ والمنصِبُ قارونُ والمالُ، وأُميَّةُ بنُ خلفٍ والتجارةُ، والوليدُ والولدُ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً}.
    أبو جهل والجاهُ، أبو لهبٍ والنسبُ، أبو مسلم والسلطةُ، المتنبئ والشهرةُ، والحجَّاج والعلوُّ في الأرضِ، ابنُ الفراتِ والوزارةُ.
     
  • الثانيةُ: أنَّ منِ اعتزَّ باللهِ وعمل له وتقرَّب منه، أعزَّه ورفعه وشرَّفه بلا نسبٍ ولا منصبٍ ولا أهلٍ ولا مالٍ ولا عشيرةٍ: بلالُ والأذانُ، سلمانُ والآخرةُ، صُهيبٌ والتضحيةُ، عطاءٌ والعِلْمُ، {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا}.