الاكتئابُ طريقُ الشقاءِ (5)
عائض بن عبد الله القرني
منْ علم أنَّ الله غالبٌ على أمرِه، كيف يخافُ أمر غيرِه؟! منْ علم أنَّ كلَّ شيءٍ دون اللهِ، فكيف يخوَّفونك بالذين منْ دونِه؟! منْ خاف الله كيف يخافُ منْ غيرِه، وهو يقولُ: {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ}.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
- وقال أبو العتاهيةِ: كمْ مرةِ حفَّتْ بك المكارِه خار لك اللهُ وأنت كارِهْ؟
كمْ مرةٍ خفنا من الموتِ فما متْنا؟!
كمْ مرةٍ ظننا انها القاضيةُ وأنها النهايةُ، فإذا هي العودةُ الجديدةُ والقوةُ والاستمرارُ؟!
كم مرةٍ ضاقتْ بنا السُّبُلُ، وتقطَّعتْ بنا الحبالُ، وأظلمتْ في وجوهِنا الآفاقُ، وإذا هو الفتحُ والنصرُ والخيرُ والبِشارةُ؟! {قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ}.
كمْ مرةٍ أظلمتْ أمامنا دنيانا، وضاقتْ علينا أنفسُنا والأرضُ بما رحُبتْ، فإذا هو الخيرُ العميمُ واليسرُ والتأييدُ؟! {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ}.
منْ علم أنَّ الله غالبٌ على أمرِه، كيف يخافُ أمر غيرِه؟! منْ علم أنَّ كلَّ شيءٍ دون اللهِ، فكيف يخوَّفونك بالذين منْ دونِه؟! منْ خاف الله كيف يخافُ منْ غيرِه، وهو يقولُ: {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ}.
معهُ سبحانُهُ العزةُ، والعزةُ للهِ ولرسولهِ وللمؤمنين.
معه الغَلَبَةُ {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}، {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.
ذكر ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه أثراً قدسيّاً: « ».
قال الإمامُ ابنُ تيمية: بـ (لا حول ولا قوة إلا بالله) تُحمل الأثقالُ، وتُكابدُ الأهوالُ، ويُنالُ شريفُ الأحوالِ.
فالزمْها أيُّ العبدُ! فإنها كنزٌ منْ كنوزِ الجنةِ. وهي منْ بنودِ السعادةِ، ومنْ مساراتِ الراحةِ، وانشراحِ الصدرِ.