لماذا يفشل الأب المتعلم وينجح غير المتعلم في التربية أحيانًا
لماذا يتفوق أبناء غير المتعلمين على أقرانهم من أبناء الدكاترة وأصحاب المراكز العلمية في بعض الأحيان؟! هل لأن الجهل أفضل من العلم في التربية؟!
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -
لماذا يتفوق أبناء غير المتعلمين على أقرانهم من أبناء الدكاترة وأصحاب المراكز العلمية في بعض الأحيان؟! هل لأن الجهل أفضل من العلم في التربية؟!
كلا، الإجابة بكل بساطة وعفوية: لأن أبناء المتعلمين والمثقفين في بعض الأحيان أفكارهم وقراراتهم تصطدم بسلطوية أفكار وقرارات آبائهم مما يخفض سقف أفكارهم ويئد إبداعهم ويُحَجِّم ذواتهم. بينما أقرانهم من أبناء غير غير المتعلمين ممن وهبهم الله جدًا وطموحًا تلقى أفكارهم وقراراتهم احترام آبائهم وثقتهم فلا سقف ولا حد لأفكارهم وطموحهم.
الآباء غير المتعلمين غالبًا يمنحون أبناءهم الثقة الكاملة ولو من غير قصد بمحض طبيعتهم من غير تكلّف... إنه الإعجاب المفرط وبدون شروط أو تعقيدات هذا يا سادة (وبكل اختصار) ما يحتاجه أبناؤنا منا.
أيها الآباء، أيتها الأمهات، امنحوا أبناءكم مفاتيح الثقة والمسؤولية، فلا تصادروا شخصياتهم. امنحوهم حق التدريب، والعمل، والمحاولة والخطأ أمام أعينكم وفي حياتكم حتى تطمئنوا قبل رحيلكم على أن الأمور ستكون بخير. دعوهم يتولون مناصبهم ووظائفهم التي تقتضي سنة الحياة أن تؤول إليهم؛ حتى لا يختلفوا بعد موتكم اختلافًا يضر بهم وبالميراث الذي يصير إليهم، ويضر بالقرابة والصداقات والجيران.. وكم من نار تحولت إلى رماد!
إن سياقة الأطفال للاتجاه الصحيح، وتلقينهم التصرفات السليمة دون ترك هامش للتجربة والخطأ في مسيرتهم يؤثر سلبًا على مستوى النضج الفكري لديهم ويختزل بعض مقومات النمو الفطري الطبيعي لديهم. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ما مسست بيدي ديباجًا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة قط أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد خدمت رسول الله عشر سنين فو الله ما قال لي أفٍ قط، ولا قال لشيء فعلته لم فعلت كذا؟ ولا لشيء لم أ فعله ألا فعلت كذا" (معجم الشيوخ/ رقم:463/1) وفي هذا إعطاء مساحة من الحرية والاختيار والمحاولة والخطأ، وخوض التجارب الناجحة وغير الناجحة. واستخدام أساليب القسوة من ضرب وإهانة ونقد دائم للطفل، والنظر إليه على أنه صغير وتافه؛ تتسبب في قتل طموحه وإبداعه، وتجعله لا يفكر أبدًا أن يصبح شخصًا قياديًا وناجحًا في يوم من الأيام.
لتنمية طموح طفلك وجعله قائدًا ناجحًا عليك بالآتي:
- بناء ثقته بنفسه.
- احترام رأيه، والإجابة على تساؤلاته.
- تدريبه على فنون الحوار والتفاوض.
- إكسابه مهارة العمل الجماعي والاهتمام بالآخرين.
- تنمية مهارات التفكير الناقد لديه.
- تعليمه مهارة جمع المعلومات والاختيار بين البدائل.
خلاصة:
عزيزي الأب، عزيزتي الأم، لا شيء يبني الأبناء كمنحهم الثقة.. الثقة الصادقة لا المتصنعة.
د. نايف القرشي