أفضل الأعمال سَلَامة الصَّدر

أبو الهيثم محمد درويش

  • التصنيفات: الزهد والرقائق - الآداب والأخلاق -

يقول أحدهم عن أخيه: هذا مبتدِع محترِق... إنه يسمع لفلان!


ويقول آخر عن داعيةٍ أفنى عمره في الدعوة إلى الله: هذا الشيخ ليس على طريقتنا! ولا بد من التحذير منه.. وتشويهه أمام متبعيه، وتعريته أمام مشاهديه (ملحوظة: المتكلِّم قد يكون بالكاد يحسن قراءة الفاتحة).


أحدهم لا يُسلِّم على أخيه بدعوى تبديعه!


وآخر يهجر مسلمًا بدعوى مخالفته إيَّاه لأنه لا يتابع شيخه!


والكثير.. الكثير.. من العجب الذي نراه من صغار الأسنان.. سفهاء الأحلام يتبعون غلاة فرَّقوا الأمة وصدُّوا عن دعاتها!


قال ابن رجب: "أفضل الأعمال سَلَامة الصَّدر من أنواع الشَّحْناء كلِّها، وأفضلها السَّلَامة من شحناء أهل الأهواء والبدع، التي تقتضي الطَّعن على سلف الأمَّة، وبُغضِهم والحقد عليهم، واعتقاد تكفيرهم أو تبديعهم وتضليلهم، ثمَّ يلي ذلك سَلَامة القلب من الشَّحْناء لعموم المسلمين، وإرادة الخير لهم، ونصيحتهم، وأن يحبَّ لهم ما يحبُّ لنفسه، وقد وصف الله تعالى المؤمنين عمومًا بأنَّهم يقولون: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر:10]" (لطائف المعارف؛ ص: [139]).
 

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام