حينما يشتد الزمهرير!
أحمد كمال قاسم
حينما يُدلج الليل، حينما تُصحِرُ الدنيا، حينما تستحيل فروعُ الشجيراتِ إلى سياطٍ ملتهبةٍ.. تصبُ عليك جامَ غضبِهَا، فتفر مِنها مرتميًا في أحضانِ الزمهرير.. لتتبرَّدَ به فإذا بك تتجمَّد من بردهِ الذي ازدادَ قسوةً من فرحتِهِ بفريسته الجديدة!
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
حينما يُدلج الليل، حينما تُصحِرُ الدنيا، حينما تستحيل فروعُ الشجيراتِ إلى سياطٍ ملتهبةٍ.. تصبُ عليك جامَ غضبِهَا، فتفر مِنها مرتميًا في أحضانِ الزمهرير.. لتتبرَّدَ به فإذا بك تتجمَّد من بردهِ الذي ازدادَ قسوةً من فرحتِهِ بفريسته الجديدة!
حينما ينفضُ الأصدقاء.. ويلهثُ كلٌ منهم خلفَ ذاته وحياتِه، حينما ينقَضُ الأعداءُ فلا ترى سِواهُم من كثرتِهم!
حينها.. حينها تجد رحمةَ اللهِ الواسعةَ في انتظارِك كي تحتضنك فتغسلَ كلَ أدرانِ الدنيا المقيتة، تجد اللهَ الودودُ يتقرَّبُ إليك مهما كنت عاصياً! حينها.. حينها ليس لك إلا الله -بجماله وكماله- يسمع منك ويدافع عنك وينتقم لك من ضِباءِ الدُنيا الذينَ ظنّوا أنْ ليس لك نصير! ما لهم كيف يحكمون؟!
بلِ الله ناصرُك ونصيرُك، الله الكبير المُتعال.. الذي حينما تسجدُ له تشعرُ أن أعداءك أضحوا صِفرًا كبيرًا...!
الذي حينما تسجدُ له تشعرُ أنه انتشلكَ من قَذَرِ الدنُيا إلى مكانٍ طاهِرٍ ومكانةٍ سامية، تشعر فيها بالألفةِ والمودةِ والمحبةِ والأمنِ والسلامِ، تمرحُ مع أصدقائك من عبادِ الرحمنِ الذين هانت عليهم لذّاتُ الدنيا وعذاباتُها.. فوجدوا أنفسَهم يخُرّونَ ساجدينَ للهِ بفطرتهم لأنه لا ملجأ لهم إلا إليه، فهو العزيز الذي لا يُهْزم.
كُن مع الله.. يُسَخِّرُ لك أعداءك فيصبحون خَدَّامًا طائِعين بقدرة الله!
ما أجملك إلهي..