لا تقنط!

أحمد كمال قاسم

إن الله العظيم لا يستغني عن عذابنا وحسب إن تُبنا إليه.. ولكنه يشكر إلينا شُكْرَنا وتوبتنا وتجديدنا إيمانَنا. إنها والله لمن علامات عظمة الله استغناؤه عن تعذيب عباده الأوَّابين بل شكره لإيابهم وتوبتهم وعملهم صالحًا. لذلك فمن المعلوم أن الله التواب الرحيم يعامل بكرمه من يتوب "صادقًا من قلبه حين توبته" فيتوب عليه.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

إن القنوط من رحمة الله ومغفرته وتوبته على العبد.. لهو من أكبر الكبائر لأنه يتعلَّق بحسن الظن بالله الذي يجب على كل مسلم مؤمن. فكأن القانط يتهم ربه والعياذ بالله في حِلمه وفي استغنائه عن تعذيب عباده التوابين.

يقول الله تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء:147].

إن الله العظيم لا يستغني عن عذابنا وحسب إن تُبنا إليه.. ولكنه يشكر إلينا شُكْرَنا وتوبتنا وتجديدنا إيمانَنا. إنها والله لمن علامات عظمة الله استغناؤه عن تعذيب عباده الأوَّابين بل شكره لإيابهم وتوبتهم وعملهم صالحًا. لذلك فمن المعلوم أن الله التواب الرحيم يعامل بكرمه من يتوب "صادقًا من قلبه حين توبته" فيتوب عليه.

وينبغي على التائب أن يُدلِّل على صدق توبته عمليًا بعودته للعمل الصالح.. إن كان قد انقطع عنه واستمراره أو زيادته فيه إن لم يكن قد انقطع عنه.

قال تعالى: {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان:71].

وتكون توبته مقبولة حتى إن عاد إلى ذنبه بعد توبته تحت تأثره بضعفه.. أمام لذة المعصية التي لا تكتمل في قلب المؤمن من تنغيص معرفتِه أنها مما يُغضِبُ الله تعالى.

قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» (ابن حجر العسقلاني، بلوغ المرام: [439]).

ويا لحسرة الشيطان عندما يتوب تائب.. فقد أفلت المؤمن من تقنيط إبليس إيَّاه وإقناعه أن الله ليس بقابلٍ رحمته. لا والله فإن الله هو قابل التوب لمن تاب، شديد العقاب لمن آيس من رحمته ولم يتب بعد معصيته، قال تعالى:
{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر:3].

فلا تُخدعن بمكر الشيطان فإنه يود أن تؤنسه في نار جهنم يوم القيامة! فيقنطك من رحمة الرحمن قابل التوب.

والله أعلم.


 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام