الكِبر وتضخُّم الأنا!

أحمد كمال قاسم

إن أناسًا يلبسون زي الرحمةِ تفوحُ رائحةُ القسوةِ الكريهةِ من تحتِ ملابسِ رحمتهم الظاهرة الوهمية، وهم يحرصون بين حين وحين أن يُحسِنوا مظاهرهم ويُظهِروا وكأنهم رحماء! ولكن هيهات هيهات.. أن تظهر رحمة حقيقية عندما تتعارض المصالح بين "الراحم" و"من يحتاج الرحمة".

  • التصنيفات: الآداب والأخلاق -

إننا نعيش أيامًا يبسات من الحب والإيثار الحقيقين.. ترى فيهن كثيرًا من الناس ذِئابًا في مسالخ بشر، كلُ ذئبٍ يُهِمُهُ حياتُه ورغدُها ويرنو حلوَها ويتجنبُ مرَها، وكثيرًا ما يكون حلوها هذا في ضررٍ من حولها.

إن أناسًا يلبسون زي الرحمةِ تفوحُ رائحةُ القسوةِ الكريهةِ من تحتِ ملابسِ رحمتهم الظاهرة الوهمية، وهم يحرصون بين حين وحين أن يُحسِنوا مظاهرهم ويُظهِروا وكأنهم رحماء! ولكن هيهات هيهات.. أن تظهر رحمة حقيقية عندما تتعارض المصالح بين "الراحم" و"من يحتاج الرحمة".

ومن المثير للسخرية المبكية أن تجد من يأخذ دور الراحم في هذه المسرحية الهزلية.. مُصرًّا على إكمال لُعبة المظاهر الخادعة فيوهمك أنه يقسوا عليك ليرحمك! ما أعجب هذا الزمان.

الكِبر وتضخُم الأنا!

إن تضخم هذه الأنا هي وراء كل كِبر وغرور وشح نفس بل وأنانية. إن الأنا المتضخِّمة هي كفيلةٌ بأن تكون محورًا يلتف حوله كل شرٍ إنساني، بل إنها ضد روح الإسلام قلبًا وقالبًا..

قال صلى الله عليه وسلم في التعريف بالكِبر وضرره: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر»، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة. قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكِبر بطر الحق وغمط الناس» (رواه مسلم).

وما أقبح خُلق بطر الحق.. وغمط الناس.. ففيه الشرُّ كله، وفيه الظلم كله، وفيه المكر السيئ كله، وفيه الكذب كله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، نعم المولى ونعم النصير.

والله أعلم.


 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام