منْ أسبابِ الكدرِ والنكدِ مجالسةُ الثقلاءِ

عائض بن عبد الله القرني

قال ابنُ القيمِ: إذا ابتُليت بثقيلٍ، فسلِّم له جسمك، وهاجرْ بروحِك، وانتقلْ عنهُ وسافرْ، وملِّكْه أذناً صمَّاء، وعيْناً عمياءَ، حتى يفتح اللهُ بينك وبينه. {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

قال أحمدُ: الثقلاءُ أهلُ البدعِ. وقيلَ: الحمقى. وقيل الثقيلُ: هو ثخينُ الطبعِ، المخالفُ في المشربِ، الباردُ في تصرفاتِه، {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ}، {لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً}.

قال الشافعيَّ عنهمْ: إنَّ الثقيل ليجلسُ إليَّ فأظنُّ أنَّ الأرض تميلُ في الجهةِ التي هو فيها.
وكان الأعمشُ إذا رأى ثقيلاً، قال: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}.

لا بأس بالقومِ مِنْ طُولٍ ومِنْ قِصرٍ *** جِسْمُ البِغالِ وأحلامُ العصافيرِ

وكان ابنُ تيمية إذا جالس ثقيلاً، قال: مجالسةُ الثقلاءِ حمَّى الربْعِ، {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}. {فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ}. «مثلُ الجليسِ السيّئِ كنافخ الكيرِ». إنَّ مِن اثقلِ الناسِ على القلوبِ العرِيَّ من الفضائلِ الصغير في المُثُلِ، الواقف على شهواتِه، المستسلم لرغباتِه، {فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ}.

قال الشاعرُ:

أنت يا هذا ثقيلٌ وثقيلٌ وثقيلْ *** أنت في المنظرِ إنسانٌ وفي الميزان فِيلْ

قال ابنُ القيمِ: إذا ابتُليت بثقيلٍ، فسلِّم له جسمك، وهاجرْ بروحِك، وانتقلْ عنهُ وسافرْ، وملِّكْه أذناً صمَّاء، وعيْناً عمياءَ، حتى يفتح اللهُ بينك وبينه. {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}.