إلى أهلِ المصائبِ

عائض بن عبد الله القرني

إنَّ في المصائبِ مسائلَ: الصبرَ والقدرَ والأجرَ، وليعلمِ العبدُ انَّ الذي أخذ هو الذي أعطى، وأنَّ الذي سلب هو الذي منح، {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

في الحديثِ الصحيحِ: «منْ قبضتُ صفيَّهُ من أهلِ الدُنْيا ثمَّ احْتَسَبَهُ عوضتهُ منه الجنة». رواه البخاري.

وكانتْ في حياتِك لي عظاتٌ *** فأنت اليوم أوعظُ منك حيّاً

وفي الحديثِ الصحيح: «من ابتليتُه بحبيبتيْهِ (أي عينيْهِ) عوضتُه منهما الجنة». {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

وفي حديثٍ صحيحٍ: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ إذا قبض ابن العبدِ المؤمنِ قال للملائكةِ: قبضتُم ابن عبدي المؤمنِ؟ قالُوا: نعمْ. قال: قبضتُهمْ ثمرة فؤادِه؟ قالوا: نعم. قال: ماذا قال عبدي؟ قالوا: حَمَدَكَ واسترجَعَ. قال: ابْنُوا لعبدي بيتاً في الجنةِ، وسمُّوه بَيْتَ الحَمْدِ». رواه الترمذي.

وفي الأثرِ: يتمنَّى أناسٌ يوم القيامةِ أنَّهمْ قُرِضوا بالمقارضِ، لمِا يروْن منْ حُسْنِ عُقبى وثوابِ المصابين. {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}، {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ}، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً}، {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ}، {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}.

وفي الحديثِ: «إنَّ عِظَمَ الجزاءِ منْ عِظمِ البلاءِ، وإنَّ الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهمْ، فمنْ رضي فلهُ الرَّضا، ومنْ سخِط فلُه السخطُ». رواه الترمذي.

إنَّ في المصائبِ مسائلَ: الصبرَ والقدرَ والأجرَ، وليعلمِ العبدُ انَّ الذي أخذ هو الذي أعطى، وأنَّ الذي سلب هو الذي منح، {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}.

وما المالُ والأهلون إلا ودِيعةٌ *** ولابدَّ يوماً أنْ تُردَّ الودائعُ